السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النخبجية والعملية الانتخابية!

النخبجية والعملية الانتخابية!
النخبجية والعملية الانتخابية!




رشاد كامل  يكتب

أظن أن الشعب هو آخر ما يشغل بال غالبية النخبة المصرية سواء التى احترفت الكتابة أو أدمنت الظهور اليومى على شاشات الفضائيات والقنوات المحلية.
هذه النخبة البائسة واليائسة دائمًا الحديث باسم الشعب ونيابة عن الشعب وتتظاهر وتتدعى إنها تتحدث باسمه لأن هموم وأحلام هذا الشعب هى أكثر ما يهمها!!
ولو تأملت قليلاً فى سلوك غالبية هذه النخبة المحفلطة المزفلطة، وحللت مضمون حديثها سوف تكتشف أنها تكن للشعب ازدراء وعدم احترام أيضًا!!
 ومن أمثلة ذلك الهراء النخبوى ما حدث منهم قبل وأثناء وبعد الانتخابات الأخيرة، فالكل ركبه عفريت اسمه «المال السياسى»، فمن نجح من النواب فقد نجح بالمال!! ومن شارك فى الانتخابات فلأنه باع صوته بالشىء الفلانى سواء كان ثمن صوته مائة جنيه أو ألف جنيه!!
والمعنى السخيف أن هناك 28.3٪ من الناخبين يمثلون 15 مليونًا و206 آلاف و10 ناخبين ذهبوا لصناديق الانتخاب من أجل بضعة جنيهات أو بضعة مئات من الجنيه (عيب قوى!!).
هذا الكلام البذىء يهين كل هذه الملايين التى ذهبت لتدلى بصوتها والمريب أن من كتب هذا السخف أو قاله ينسى إنه لا يكتب حرفًا أو يظهر متحدثًا ومحللاً إلا إذا تقاضى من الصحيفة أو القناة مبلغًا ماليًا معتبرًا؟!
حتى فيما يتعلق بلقمة عيش الغلابة فهذه النخبة العاجية صاحبة شعارات «الشعب يريد» لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب!! فعندما تقوم القوات المسلحة العظيمة من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهاز الخدمات العامة بالقوات المسلحة بإنشاء 341 منفذًا بالقاهرة والمحافظات لبيع السلع لعموم الشعب بأسعار تقل عن نظيرتها بنحو 15٪ أو 20٪ فهو لا يعجب هذه النخبة، وبدلاً من انتقاد ذلك جربوا أن تسألوا الناس الفقراء الذين يشترون من هذه المنافذ!!
نفس السخافة والبواخة «النخبجية» تكررت مع مشروع «كون وجبتك» الذى يتراوح سعر الوجبة بين عشرين وثلاثين جنيهًا الذى تقوم به وزارة التموين!!
أليست هذه النخبة هى نفسها التى تساءلت قبل 25 يناير 2011 لماذا لا يثور المصريون؟! أليست هى نفسها من قالت عن الشعب إنه خامل وبليد وخانع وقانع ولا أمل فيه؟! أليست هى نفسها بعد 25 يناير و30 يونيو هى التى قالت عن الشعب إنه البطل وإن إرادته لا تقهر وأنه أطاح برئيسين خلال عامين!!
باختصار شديد هذا شعب ليس على مقاسكم الفكرى والسياسى والأيديولوجى، ولن يتغير لكى يعجب سيادتك وينال رضاك وعطفك النخبوى!! هاجموا الشعب كما تشاءون!! لكنه لن يكون «شخشيخة فى أيديكم»؟! تستدعونه وقت الحاجة!! وتستغنون عنه فى الوقت الذى تريدون؟!
ثم كيف فات عليكم ملاحظة مهمة فى الانتخابات هذه المرة فقد شاركت ملايين النساء فى الإدلاء بأصواتهن دون وقوع حادث تحرش واحد!! وكيف مرت الانتخابات بسلام وهدوء دون حدوث حالة قتل واحدة، كما كان يحدث فى انتخابات سابقة؟! لقد رصدتم عزوف الشباب عن العملية الانتخابية ونسيتم أن تشكروا كبار السن والعواجيز أمثالى على إصرارهم على المشاركة والانتخاب!!
يا نخبجية الأمس واليوم والغد نفسى ومنى عينى اضبطكم ذات يوم وبوصلتكم تتوجه نحو الشعب.