الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير شئون القدس فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: الاحتلال يـُزور التاريخ وليس لنا ظهير عربى ولا إسلامى

وزير شئون القدس فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: الاحتلال يـُزور التاريخ  وليس لنا ظهير عربى ولا إسلامى
وزير شئون القدس فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: الاحتلال يـُزور التاريخ وليس لنا ظهير عربى ولا إسلامى




من فلسطين: أحمد قنديل

ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا على ما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات تنتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدا رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن، على مدار 6 أيام ترصد  «روزاليوسف»  من  خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ الذى يصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقيلية ونابلس  مرورا  بالخليل وبيت لحم وطولكرم  وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.

هناك مؤامرة تدبر وعالمنا العربى والإسلامى لم يتحرك خطوة واحدة لوقف ما يحدث تجاهنا من انتهاكات بهذه الكلمات والتى عبر عنها وزير شئون القدس عدنان الحسنى فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» من القدس المحتلة كشف فيها عن المخطط الإسرائيلى الجديد لإنهاء قضية العرب والمسلمين المسجد الأقصى ولكن قبل أن نلتقى به عندما توجهنا من رام الله مرورا بسبع حواجز إسرائيلية وغافلنا الاحتلال واخترقنا الحواجز الأمنية ودخلنا القدس ولكن كيف نلتقى مسئولا فلسطينيا عن مدينة القدس هل نتوجه إلى مبنى المحافظة فكانت الاجابة سنعتقل لو التقيناه بالمبنى الإدارى الخاص به الا أن المحافظ فضل إجراء المقابلة داخل أحد الفنادق بالقدس حتى لا نتعرض لمضايقات الكيان الصهيونى وإلى نص الحوار:
وأكد وزير شئون القدس عدنان الحسنى خلال المقابلة فى حواره لـ«روزاليوسف» نحن معزولون عن باقى فلسطين من خلال الجدار ويبلغ طوله 182 كيلو متراً من الحجر الفلسطينى وعلى الرغم من كونه جدارا أمنيا الا أنه هدفه سياسى وهو القرصنة وسرقة الأرض حيث شرعوا فى البناء به فى 2002 حيث اغتصب الجدار 9.5٪ من مساحة الضفة الغربية على الرغم من وجود الخط الأخضر الذى يفصلنا عنهم إلا أنهم استولوا على الأراضى باتجاه الغرب ومن الجنوب إلى الشمال إضافة إلى القدس أى يبلغ 10٪ وأشار وزير شئون القدس إلى أن عدد المستوطنات التى بنيت فى الضفة الغربية 200 مستوطنة والقدس بها 26 مستوطنة حيث نجد أن الاستيطان صادر 8٪ من الاراضى الفلسطينية يعيش فيها 600 ألف مستوطن إسرائيلى ويعيش هؤلاء على رءوس الجبال ووضعوا حماية لهم جدران وسياج ودوريات وفى الليل ينزلون الشوارع يحرقون الأشجار والمساجد والكنائس بالإضافة إلى أنهم سرقوا المياه بنسبة 90% ويبيعون لنا 10٪ فضرب الاقتصاد أصبح جزءا مهما لهم من خلال تدمير البنية التحتية فمحافظة القدس يوجد بها 400 ألف فلسطينى يضم المحافظة والبلديات وما حولها وهى تمثل 38٪ من عدد سكان القدس وهم يسعون إلى تصفيتهم إلى 10٪ من خلال منع البناء لذلك نلجأ إلى البناء بالطرق غير القانونية حتى الآن تم هدم 3500 منزل منذ عام 67 ونحن نمنح فقط 4 رخص فى الشهر للفلسطينيين وثلث المنازل فى القدس غير قانونية لذلك قابلة للهدم فى أى وقت.
وأضاف وزير شئون القدس إن مساحة القدس الشرقية من عام 67 كانت 9 كيلو مترات مربعة ولكن مساحتها الفعلية 72 كيلومترا ولكن سبب هذا يرجع إلى أن هناك 35٪ استيطانا داخل اراضى القدس و30٪ امتدادا للاستيطان و22٪ مناطق خضراء وحدائق و13٪ لصالح الفلسطينيين فقط حيث يوجد 3 خطوط تفصل القدس الشرقية عن الجسم الفلسطينى ولكن كيف نستطيع وقف تلك التجاوزات عن طريق دعم المواطنين وتقوية المؤسسات الشبابية والرياضية.
مشيرا إلى أنه منذ عامين بدأت الحرب الدينية بالاعتداء على المسجد الأقصى ويستولون على أجزاء منه ويحولوه إلى مبنى كنسى والشرطة الإسرائيلية تحميهم والقانون الخاص بهم يدعمهم ولكن لا نرى أى رد فعل اسلامى- عربى تجاه ما يحدث من اعتداءات علينا ولذلك يجب ان يصدر مواقف رسمية بأن المسجد الأقصى خط أحمر لأن إسرائيل بدأت منذ عام 67 فى عمل حفريات ولم يظهر شىء وبعد 48 عاما من الحفريات وجدوا حفريات اسلامية وبيزنطية ورومانية لكن الإسرائيليين يحاولون ربط زمنهم بالعصر الرومانى ولذلك لجأوا إلى تزوير التاريخ عن طريق انشاء متاحف وهياكل توراتية وهذا كذب وتضليل موضحا أنه تم تقديم ملفين إلى الجنائية الدولية ويشمل ملف الاستيطان والانتهاكات بالاضافة إلى حرب غزة وللاسف ليس لنا ظهير عربى اسلامى وهذا جزء من المؤامرة لتصفية القضية  بالاضافة إلى قيام إسرائيل بتصفية المخيمات فيوجد حوالى 5 ملايين لاجئ وإسرائيل تسعى إلى ذلك من أجل انهاء شىء اسمه حق العودة فالمعركة هى اضعاف الجسم العربى بهدف تقوية إسرائيل فمصر هى العمود الفقرى للعرب والآن يسعى الاخوان إلى اجهاضها وكذلك بما يحدق فى سيناء مشيرا إلى أن داعش صنعها الامريكان ضد الروس وكانت تسمى بالقاعدة والآن داعش ضد العرب ونحن فى وضع صعب جدا أصعب من الحروب الصليبية.
ويشير وزير شئون القدس عدنان الحسينى لـ«وزاليوسف» إلى أن سلطات الاحتلال ورطت وزير الخارجية الاسبق أحمد ماهر خلال زيارته للقدس وتم نصب كمين يهودى له وخدعوا الوزير فى زيارته للمسجد الأقصى وقاموا بفتح باب المغاربة وهو الباب الوحيد تحت سيطرة الاحتلال وفور دخوله قام بعض العناصر من حزب التحرير المتطرف بالاعتداء عليه بالاحذية وزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر والذى زار القدس فى ديسمبر 2003 وذلك إثر محادثات السلام مع رئيس وزراء إسرائيل حينها أرييل شارون ليتعرض للضرب من قبل عناصر حزب التحرير المتشدد أثناء زيارته للمسجد الأقصى بالقدس الشرقية تم رشقه بالأحذية بعد أن أغضبت تلك المحادثات عددا من الفلسطينيين بعد محادثات مع إسرائيل كبلد لا يحظى بشرعية وينقل الوزير لمستشفى إسرائيلى وكان فى وعيه عند نقله.
وقال منذ أن احتلت إسرائيل مدينة القدس عام 1967 وهى تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربى فيها واستخدمت لأجل ذلك الكثير من الوسائل مشددًا على أن الاستيطان فى المدينة وفى الأراضى التابعة لها كان أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف إسرائيل الأساسى تجاه مدينة القدس.
ويشير الحسينى إلى أن إسرائيل سعت خلال العقود إلى استكمال مخططها الاستيطانى الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا وذلك بضم مستوطنة «معاليه أدوميم» التى يقطنها حوالى 35 ألف مستوطن، كمستوطنة رئيسية من الشرق إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل «عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار كفعات بنيامين» من الجهة الشرقية «والنبى يعقوب، كفعات زئييف، والتلة الفرنسية، كفعات حدشا، كفعات هاردار» من الشمال.
وكشف عن وجود مخطط هذه الأيام فى الأروقة الإسرائيلية يشمل شق نفق أسفل منطقة برج اللقلق وهى واحدة من أكثر المناطق استهدافا لمتاخمتها المسجد الأقصى من ناحيته الشمالية، وهو مشروع طرح عام 1996، وتسبب باندلاع مواجهات، ليتم تجميد العمل به؛ فيما يجرى التحضير لإطلاقه مجددا.
وذكر أن المخطط المقترح داخل أسوار البلدة القديمة مرتبط بجهود الجماعات الاستيطانية المتطرفة؛ لتعزيز حضورها الديمجرافى فى هذه المنطقة الحساسة من البلدة القديمة من القدس وربط البؤر الاستيطانية فى العقارات التى تم الاستيلاء عليها داخل البلدة القديمة وخارجها فى هذا الحي.
ووصف وزير شئون القدس المحافظ عدنان الحسينى طرح الكنيست الإسرائيلى مشروع قانون لتقاسم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا بين المسلمين واليهود بالقضية خطيرة جدا، وتحتاج إلى التفاف وتكاتف الأمة الإسلامية جميعها.
وقال الحسينى إن هذا التقاسم الزمانى والمكانى تعد أمورا تشير إلى أن هذا المسجد سيصبح هيكلا وهذا شأن الإسرائيليين دائما فى التزوير والتلاعب وممارسة الضغوط على السكان بأشكال مختلفة من أجل وضع اليد على منازلهم.
موضحا أن وجود المواطنين والمرابطين هى قضية مفصلية فى هذا الأمر ومهمة جدا لأن اليهود حاولوا تغيير الوضع القائم من خلال الزيارات التى يقوم بها المتطرفون خطوة خطوة.
وأكد أن هذه القضية ليست قضية الشعب الفلسطينى لوحده ولكنها قضية الأمة العربية ويجب عليها التحرك من أجل مستقبل السلام فى المنطقة.
ودعوات إسرائيل للتهدئة «زائفة» لافتا الانتباه إلى أن الأوضاع بالمنطقة تتجه نحو الانفجار بسبب ممارسات الاحتلال موضحا نتوقع أن المقبل أسوأ وعندما تتصاعد الأحداث فى القدس ستتأثر به منطقة الشرق الاوسط بأكملها لانها تحاول استدراج الفلسطينيين لمواجهة عسكرية وبالطبع ستكون لصالحها.
وأشار وزير شئون القدس إلى أن هناك حالة من الاحباط لدى المسئول الفلسطينى لما تقوم به أمريكا تجاه القضية الفلسطينية لا يتغير شىء ووعود نتانياهو كاذبة المسجد الأقصى معروف أنه إسلامى لا ينتظر من أحد السماح للمسلمين بالصلاة فيه ولا يعقل أن يأتى هؤلاء لتغيير وضع الأقصى الحالى.
وشدد على أن كيرى لم يأت من أجل التهدئة إنما جاء من أجل مساعدة الحكومة الإسرائيلية، وانتشالها من ورطتها فى مواجهة الهبة الشعبية الفلسطينية التى تسببت فى حرج شديد لإسرائيل وتشويه صورتها.
وأكد أن المسجد الأقصى محاصر بالكامل كل شيء يدخل إليه يتم بإذن إسرائيلى دخول المصلين وأعمارهم تتحكم فيه سلطات الاحتلال حتى شجر المسجد وإدخال أى ترميمات فى جدرانه وتنظيفه ممنوع علينا القيام به يتم بصعوبة بالغة جدا، حتى سماعات وإضاءة المسجد ممنوعة.. ممنوع وضع بلاطة واحدة حال احتجنا تغيير بلاطة.
وأشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية غيرت من وضعها على أبواب المسجد فبعدما كان يوجد شرطى أو اثنان بات يقف على كل بوابة عشرات العناصر من الشرطة وذلك لتأمين اقتحام مجموعات المتطرفين ما يؤشر إلى اتجاهات تصعيد وليس تهدئة إسرائيلية.
وعن الاعتقالات أكد أنها أخذت منعطفا آخر يختلف عن الحملات التى نُفذت خلال السنوات الأخيرة وذلك عبر إجراءات قمعية جديدة حيث تم زج أكبر عدد ممكن من المقدسيين فى السجون كإجراء عقابى وليس ردعيا كما كانت تدعى فى الاعتقالات السابقة كما اعتقلت أكثر من (800) مواطن مقدسى من الأطفال والقاصرين من هم أقل من 14 عاما.
ولم يكتفوا بذلك بل قامت الحكومة الإسرائيلية بطمس أسماء القرى والمدن الفلسطينية وعبرنتها وأصبح ذلك رسميًّا فى سنة 1922 حين شكّلت الوكالة اليهودية لجنة أسماء لإطلاقها على المستوطنات الجديدة والقرى القديمة، و منذ ذلك التاريخ تم تغير أسماء أكثر من 1000 مدينة وقرية وأكد أن الحكومة الإسرائيلية عملت على تغيير أسماء بوابات القدس التاريخية بقصد تهويدها.
وأكد أن السياسات الإسرائيلية المتبعة فى القدس تهدف إلى تحقيق أغلبية ديموغرافية يهودية، وهو ما لم ينجح حتى اللحظة خاصة فى النصف الشرقى من المدينة، التى أكد العالم أجمع على وضعها القانونى من حيث إنها أراض محتلة وتمثل العاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة.