الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

احنا بتوع بكرة

احنا بتوع بكرة
احنا بتوع بكرة




أيمن غازى يكتب


 إنه الإقصاء باسم الشباب.. وليس كل من فوق سن الثلاثين عاما خارج إطار الزمن أو الثورة.. إذ أرى أن صاحب فكرة تسكين الشباب وليس تمكينهم فى وظائف قيادية أو حيوية من خلال تحديد سن الالتحاق سواء بأماكن التأهيل أو التوظيف فى نطاق الشريحة العمرية من العشرين عاماً إلى الثلاثين فقط.
إنما يهدف إلى إحداث وقيعة بين الدولة وقطاع عريض من أولئك الذين كانوا عند الثلاثين عاما وقت اندلاع «الثورة» فى الخامس والعشرين من يناير من العام 2011.
فكرة التمكين - فى حد ذاتها - هى فكرة إخوانية كان الهدف منها «نسف» جيل كامل من القيادات التى لها تاريخ فى النضال الوطنى تحت مسمى تمكين الشباب.. ووفق مفهوم يقضى بأن «كبار السن» من أصحاب الخبرة وجب عليهم أن يرحلوا.. وهو ما يعنى تفريغ الدولة من قياداتها والمجتمع من مفكريه، وأقصد بمفكريه هنا أولئك الذين يدافعون عن «الفقراء.. المرضي.. نهضة التعليم.. تطوير البنية التحتية.. ومناخ واضح ودقيق بشأن عمليات الاستثمار» لا يمكن للفساد أن يدخل فى أحد مكوناتها.. وما يحدث من عملية اقصاء لجيل كامل ممن هم فوق الثلاثين عاما يمكن أن يخلق أزمة مع الدولة «مستقبلا»، باعتبار أن الكل يواجه خطراً ما زال محتملا.
وما زال أركان هذا الخطر ومقوماته قائمة حتى الآن.. وهو ما يعنى أن الدولة عليها ألا تفقد شريحة مهمة جداً امتلكت اهم خصائص مرحلة تاريخية امتدت على مدار الخمس سنوات الاخيرة «الفهم والادراك» لما يجرى ضد الدولة.
وبالتالى حالة إقصاء هذا الجيل يكرس نزعة مستقبلية يمكن أن تدخل فى إطار معارضة غير «آمنة».. قد تجد من يغذيها ضد الدولة.. تحت شعار قد يبدو هو الآخر براقا «ضياع حلم العدالة» ومبدأ تكافؤ الفرص فى دولة تعيد بناء ذاتها من جديد وفقاً لخصائص متنوعة نجحت فيها حتى الآن بدرجة كبيرة باستثناء بعض «الأخطاء» التى شكلت أرقا لدى المواطن العادى بشأن «أعضاء مجلس النواب» الذين اختارهم طواعية.. تحت وطأة عدم تغيير الوجوه أو تغييرالأفكار.. وجد اثارها فى اشتبكات كلامية.. وفضائح رشوة لم تحقق فيها حتى الآن اللجنة المنوطة من الناحية القضائية بها «اللجنة العليا للانتخابات».
احنا بتوع بكرة.. كون هذا الجيل شاهدًا على حجم المؤامرة.. واراد ان يكون له دور.. متشرفا ومتشبها بجنود شهداء فى صحراء سيناء.. ومتخذا عبرة من جيل اكتوبر.. كان له دور ولم يطلب شيئاً من أحد.
وهنا تكمن المقاربة، فى أن هناك جيلا به من المقومات والافكار اذا ما اتيحت له فرصة المشاركة «كاملة» سوف يقدم لوطنه مساهمات اضافية فى مشروع البناء لدولة هى راسخة بالفعل، ليضفى عليها ايضا مزيدا من الرسوخ.. كل فى طريقه.. شريطة ألا يشعر أن هناك من يريد أن يقصيه من طريق تحقيق حلم.. أو مشروع.. مستندا على «أمل.. العدالة».
احنا بتوع بكرة.. كون هذا جيل لا يؤمن بغير وطنه.. جيل به كثيرون لديهم افكارهم الخاصة.. قد تبدو متنوعة.. ولكنها تصب اجمالا فى صالح الدولة.. وليس عكسها.. جيل يؤمن ان الوطنية لا تباع ولا تشتري.
احنا بتوع بكرة.. كون هذا الجيل مازال يحمل حلما بأن يكون المريض فى سرير خاص به لا «يتقاسمه» مع آخر.. جيل يرنو نحو تعليم يولد افكاراً تبتكر، وتساعد على النهوض.. وليس افكاراً تجعل شاباً ينضم لداعش ويجعلنا جميعا «كفاراً».. فى دولة راسخة لها تاريخا ما زالت تفك رموزه حتى الآن.. جيل مازال يؤمن بقوة «نشيد بلاده الوطنى».