الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناعة الجلود فى مصر تواجه المارد الصينى

صناعة الجلود فى مصر تواجه المارد الصينى
صناعة الجلود فى مصر تواجه المارد الصينى




كتب – محمود جودة
 تصوير – مايكل أسعد

مع حلول فصل الشتاء يزداد إقبال المصريين على شراء الملابس الشتوية، ومنها الجواكيت المصنوعة من الجلد، وتتفاوت الأسعار فيها حسب الخامات نفسها، فالجاكيت المصرى المصنع بجودة عالية جلد طبيعى يتراوح سعره بين 300 و 350 جنيها فى مصانعه، وبين 400 و 450 جنيها فى المحلات، ونظرا لجودة خامته ومتانة صناعته، فإنه يعيش سنوات طويلة وغير قابل للاشتعال بسهولة عندما يتعرض للنار.
وفى نفس التوقيت نجد المصريين يقبلون على السلع المستوردة حتى ولو كانت من الصين رغم ارتفاع أسعارها ورداءة خاماتها مقارنة بالمنتج الوطنى الأصيل، فالجاكيت الصينى يتم شراؤه بأسعار تتفاوت بين منطقة وأخرى وبين ما إذا كانت شعبية أو راقية، ويتراوح بين 400 و500 جنيه مع أن عمره الافتراضى أقل بكثير من المنتج المصري، ويصنع من الألياف الصناعية ومواد ضارة بصحة الإنسان، وتوجد خامات أكثر رداءة منها تصل سعرها لـ 2000 جنيه ولكنها سرعان ما تتلف خلال فترة قصيرة.
وتحتاج تلك الصناعة لدعم الدولة والمواطن على حد سواء، حيث تبدأ صناعة ودباغة الجلود فى مصر من منطقة مصر القديمة، حيث المدابغ التى تعمل على دباغة الجلود وتحويلها من جلود طرية ولينة عقب ذبح الحيوانات إلى جلود متينة قابلة للصناعة، وتعتزم الحكومة المصرية نقل المدابغ لمنطقة الروبيكى بمدينة بدر، بحجة إنقاذ المدابغ من الانهيار، وهو ما يرفضه أصحاب المدابغ والعاملون،  وكان بمنطقة مجرى العيون بمصر القديمة أكثر من 350 مدبغة ويعمل بها 40 ألف عامل، وتقلص عددها حاليا إلى أقل من 50 مدبغة فقط ويعمل بها ألفا عامل.
وعملية الدباغة نفسها هى عملية تحويل جلد الحيوان بعد سلخه إلى المنتج المفيد «الجلد»، وتحفظه من التعفن وتضفى مرونة ومتانة، وتعد الماشية المصدر الرئيسى للجلود بينما تمثل جلود الغزال والماعز والغنم مصدرا آخر مهما للجلود، وتصنع بعض الجلود المدبوغة المميزة من جلود التماسيح وسمك القرش والثعابين، وتستخدم فى صناعه الأحذية ذات الرقبة والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات والقمصان والبنطلونات والجونلات وحقائب اليد وغيرها، ويتميز الجلد المدبوغ بمقاومته الميكانيكية العالية ودرجة تحمله الكبيرة.
أما الأنواع الرئيسية من الجلد فهى جلد نعل الحذاء وجلد الطبقة العلوية من الحذاء الشامواه والجلود الناعمة، وتصنع جلود النعل من جلود الماشية السميكة ومن جلود الحيوانات الكبيرة الأخرى، وتصنع الطبقة العلوية من الجلود الرقيقة للعجول الصغيرة والماعز والحيوانات الصغيرة الأخرى أو من شق الجلود السميكة إلى طبقات رقيقة، ويدخل نحو 80% من جميع الجلود المدبوغة فى صناعة الأحذية، وتصنع الجلود الملساء من الطبقة الداخلية لفرو البقر بعد كشطها، وتتميز بنعومتها ومرونتها ومقاومتها للماء ودفئها.
وبعد مرحلة الدباغة للجلود تأتى مرحلة التصنيع النهائي، وتشمل فصل الطبقات والصباغة والرص والتشطيب، فيتم إخراج الجلود المدبوغة من محاليل الدباغة وتجفف ويجرى بعد ذلك شق بعضها، ثم صباغتها فى أسطوانات كبيرة ويضاف عليها زيت لزيادة نعومة الجلد، ثم تجفيفها ورصها وشدها، وتنتهى بمرحلة التشطيب.
كل تلك المراحل من أمان المنتج المصرى يغض عنها المستهلك بصره، ويلجأ لشراء السلع المضروبة والمستوردة من الصين أو غيرها أو المصنعة فى مصانع بير السلم، وتضاف إليها مواد كيماوية ضارة فى التنظيف والصباغة وغيرها، تسبب أمراضاً خطيرة على صحة الإنسان، وألياف صناعية تصيبه بالسرطان والأمراض الجلدية والحساسية، وتضاف إلى تلك الجلود من المواد الكيماوية «الأجزا والإكسرا والكروم والبيكربونات» خاصة للجلود الرديئة.
وحسب تصريحات صادرة عن رئيس غرفة الصناعات الجلدية باتحاد الصناعات المصرية فإن مصر استوردت خلال عام 2013 فقط 114 مليون زوج من الأحذية بقيمة 752 مليون جنيه، وقبل ثورة يناير كان فى مصر 23600 منشأة لصناعة الجلود فى مصر، وتقلص العدد لـ 17600 منشأة، وكان لدينا 480 ألف عامل وتقلص عددهم لـ 27500 عامل.
وأثبتت تقارير المركز القومى للبحوث عدم سلامة عدد من الأحذية المستوردة والمصنوعات الجلدية التى خضعت للفحص، حيث صنعت من خامات غير مطابقة للمواصفات، ونفايات طبية خطرة تمت إعادة تدويرها من المستشفيات فى أوروبا، وتحتوى على السيانيد والكادميوم، والبولى إيثيلين.