السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالى «بحر إسنا» يصارعون الموت بـ«جدران متهالكة» و«غرف آيلة للسقوط»

أهالى «بحر إسنا» يصارعون الموت بـ«جدران متهالكة» و«غرف آيلة للسقوط»
أهالى «بحر إسنا» يصارعون الموت بـ«جدران متهالكة» و«غرف آيلة للسقوط»




الأقصر ـ أسماء مرعى


منازل أشبه بالمقابر والأكواخ المهجورة.. مبنية بالطوب اللبن.. جدرانها متصدعة.. سقفها من الطين والخشب.. آيلة للسقوط بين لحظة وأخرى.. يعيش قاطنوها فى رعب وفزع مستمر خوفا من انهيارها فوق رءوسهم، بالفعل نحن نتحدث عن أهالى شارع البحر بجوار المرسى السياحى بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث يعيشون حياة مأساوية بعد تعنت المسئولين معهم، الذين صموا آذانهم عن سماع آهاتهم، ورفضوا منحهم تصاريح لإعادة تشييد منازلهم بحجة إدراج المنطقة وتخصيصها لإقامة مشروعات سياحية.
انتقلت «روزاليوسف» لشارع البحر بإسنا لترصد معاناة الأهالى والحياة المأساوية التى يعيشها القاطنون فى المنازل التى قد تكون المقبرة أفضل منها..
يقول محمد عبدالسميع، أحد المضارين: حياتنا أصبحت مستحيلة، فمنازلنا مبنية بالطوب اللبن، ومهددة بالانهيار بين لحظة وأخرى بسبب كثرة التشققات والتصدعات، ما يدفعنا إلى انتظار الموت تحت الأنقاض من حين لآخر، منوها إلى أنه صدر لمنزله قرار إزالة رقم 85 لسنة 2007، إلا أنه لم يستطع تنفيذه حتى الآن لإصدار محافظ الأقصر السابق قرار رقم 1736 بعدم البناء وتخصيص مساحة 25 فداناً ونصف الفدان بشارع البحر بإسنا لإنشاء مشروعات سياحية عليها.
ويلفت عبدالسميع إلى أنه قدم العديد من الشكاوى للحصول على تصريح لإعادة بناء منزله أو على الأقل ترميمه، إلا أن الشكوى استقبلها المسئولون بالرفض التام، مستنكرا إصدار قرار إزالة لمنزله وإنشاء مشروعات سياحية بديلة دون توفير أماكن أخرى لهم تتلاءم وحجم القرارات التى يصدرها المسئولون دون دراسة أو توفير سكن بديل يرحم أسرته من الخوف والرعب الذى يعيشون فيه.
وبنبرة يأس تتحدث شيماء محمد، إحدى المتضررات، قائلة: نعيش فى خوف وقلق مستمر يجعلنا نستيقظ طوال ساعات الليل لتتوالى حراسة أطفالها الـ6 خشية من انهيار المنزل فوق رءوسهم، مشيرة إلى أن الإدارة الهندسية بمجلس المدينة قامت بمعاينة المنزل وتوصلت إلى أن «جدران المنزل متشققة وسقفه متهدم ولا يقوى بشر على العيش به وآيل للسقوط فى أى وقت»، إلا أنه قوبل بـ«ودن من طين وأخرى من عجين»، منوهة إلى أنها قدمت شكوى للمحافظ وأرسلت أخرى لرئاسة الوزراء إلا أنها لم تحرك ساكنا.
وتضيف: ما يزيد الطين بلة، مرور مواسير ضغط مياه يبلغ قطرها متر و440 ملى بالقرب من منازلهم يتسبب تسريبها فى تصدع الجدران، مستنكرة إغلاق آلاف الوحدات السكنية «100 عمارة» فى قرية الدير دون الاستفادة منها، فى الوقت الذى يصارع فيه فقراء شارع البحر الموت بسبب مياه الأمطار التى قد لا تنقطع فى فصل الشتاء.
وتشير الحاجة أم عزة، 60 سنة، إلى أنها تسكن فى منزل متهالك حوائطه، وتشققت أرضيته، وسقفه لم يستطع الصمود أمام الأمطار ومنعها من التسلل إلى داخل الغرف بسبب سقفها من البوص والخشب، مطالبة مسئولى محافظة الأقصر بالنظر إلى حال منازلهم التى تهدد حياتهم بالقتل خاصة إذا كانت الأمطار شديدة، متسائلة: لماذا يتعامل معنا المسئولون على أننا مواطنون درجة تالتة ولا يتحركون إلا فى حال انتشال جثثنا من تحت الأنقاض!.
من جانبه يقول محمد سيد سليمان، رئيس مجلس مدينة إسنا، إن المنطقة مدرجة ضمن خطة التطوير لإنشاء مشروعات عليها من قبل منظمة اليونسكو وهيئة الآثار المصرية، مشيرا إلى أن عملية التطوير تحتاج اعتمادات مالية ضخمة لتعويض الأهالى، منوها إلى أنه قام بعرض المشكلة على محمد بدر، محافظ الاقصر، الذى بدوره أحالها إلى رئيس مجلس الوزراء لاتخاد قرار عاجل ووجود حل فورى خلال الأيام المقبلة.