الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفتاء: ظاهرة «الإسلاموفوبيا» زادت حدتها بعد سلسلة جرائم «داعش»

الإفتاء: ظاهرة «الإسلاموفوبيا» زادت حدتها  بعد سلسلة جرائم «داعش»
الإفتاء: ظاهرة «الإسلاموفوبيا» زادت حدتها بعد سلسلة جرائم «داعش»




كتب _ صبحى مجاهد


أصدر مرصد دار الإفتاء للإسلاموفوبيا تقريره الأول بعنوان «الإسلاموفوبيا.. مستويات الفكر وممارسات الواقع»، والذى يتناول المستويات المتعددة لظاهرة الخوف المرضى من الإسلام فى الغرب، ومراحل تطورها وصولا إلى خلق بيئة ثقافية مناهضة للإسلام والمسلمين، حيث أكد المرصد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد زادت حدتها  فى الآونة الأخيرة بعد سلسلة من جرائم داعش فى العديد من بلدان العالم بأكثر من قارة مثل لبنان فى آسيا، وفرنسا فى أوروبا، ومالى فى إفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر. موضحاً أن بعض الأصوات المتطرفة فى أوروبا والولايات المتحدة قد استغلت هذه الجرائم لتأييد دعايتها وتحريضها ضد الإسلام والمسلمين.
 وتابع مرصد الإسلاموفوبيا أن العديد من حالات الاعتداء على المسلمين وبخاصة النساء ممن يرتدين الحجاب فى عدد من المدن الأوروبية قد تم رصدها وتعرضت كذلك العديد من المساجد للاعتداء.
 وأوضح المرصد أن الإسلاموفوبيا خوف مرضى غير عقلانى من الإسلام والمسلمين له ثلاثة مستويات : الأول  فكرى  يتعلق بالمفاهيم والتصورات حيث يتم النظر للإسلام والمسلمين على أنهم «استثناء» من المجتمعات وربما العالم  وأنه «استثناء خطر» على المجتمعات وربما العالم أيضًا لافتاً إلى أن هذه المفاهيم والتصورات تركز على إبراز التفسيرات المتطرفة والعنيفة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لتسويغ اعتبار الإسلام والمسلمين خطراً على المجتمعات فى أوروبا والولايات المتحدة، مع إغفال كل التفسيرات الأخرى وهى عديدة ومتنوعة، وهذا المستوى يقوم على تطويره بعض من الدارسين والباحثين فى الدراسات الاستشراقية فى عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية الذين – بحكم تكوينهم الدراسى – قد تشربوا أعمال بعض المستشرقين غير المنصفين فى نظرتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وتابع المرصد: إن المستوى الثانى من الإسلاموفوبيا يتعلق بتشويه المسلمين وشيطنتهم والتحريض عليهم، ويقوم على هذه الخطوة مؤسسات عديدة من مراكز الأبحاث والإعلام التى تحدد بؤرة تركيز المواطن الغربى فيما يتعلق بنظرته للإسلام. فما أن تحدث جريمة ما أحد مرتكبيها ذو أصول عربية أو مسلمة حتى يتم التركيز على هويته، فتجد عنواناً يقول «مسلم يقتل..» فى حين أنه لايشار لديانة مرتكبى جرائم أخرى عديدة وعلى الجانب الآخر لا يُذكر دين أى فرد مُبتكر أو مخترع ينتمى إلى الديانة الإسلامية إذا ماظهر فى وسائل الإعلام فيتم بذلك الربط بين الجريمة والإسلام ليتجذر فى ظن المتلقى هذا الارتباط ومن ثم يسهل التحريض ضد الاسلام والمسلمين تمهيدًا لقبول الإجراءات الأمنية ضد المسلمين.
وأشار مرصد الإفتاء إلى أن المستوى الثالث للإسلاموفوبيا يتمثل فى الانتهاكات الفردية والقيود والممارسات الإدارية والقوانين التى تستهدف حقوق المسلمين وحرياتهم فى المجتمعات الغربية التى يعيشون فيها كحظر الحجاب فى المدارس العامة الفرنسية، وحظر بناء منارات المساجد فى سويسرا بناء على استفتاء.
وأوضح أن مستويات الظاهرة متداخلة يغذى بعضها بعضا، وأن التعامل معها يحتاج إلى نظرة كلية شاملة بعيدًا عن النهج الدفاعى أو الاعتذاري.