عروض مسرح ورقص معاصر غير تقليدية فى «البقية تأتى»

«ظل السمكة»، «الوافد»، و«يا سم»، تلك كانت عروض مهرجان «البقية تأتى»، الذى بدأت فعالياته الخميس الماضى، واستمرت حتى يوم الإثنين، على خشبة مسرح الفلكى، فعلى هامش المهرجان، يتم كل عامين اختيار 3 أو 4 مخرجين واعدين ومصممى رقصات، من بين مجموعة من المتقدمين.

 ويتم إعطائهم الفرصة كاملة، من خلال توفير ساحات التدريب والتوجيهات اللازمة لإنتاج أعمالهم الفنية، وهذا العام قدمت الراقصة ومصممة الرقصات شيرين حجازى، أحد أعمالها الأصلية التى تحمل عنوان «يا سم» وشاركها العرض الراقصات نغم صلاح وأمانى عاطف، بمصاحبة  إيقاعات الطبلة لصابرين الحسامى، واعتمد العرض على تقديم تجربة مختلفة من الرقص الإيقاعى وكان من أمتع العروض التى قدمت بالمهرجان حيث حمل أكثر من لوحة فنية راقصة قدمت بمهارة وحرفية شديدة من الراقصات وعازفة الإيقاع صابرين الحسامى، أما قطعة الرقص الثانى فكانت للمصممة هند البلعوطى بعنوان «ظل سمكة»، وقدمتها الراقصات نورا سيف وسمر عزت وأمانى عاطف ونيرمين حبيب، وأخيرًا كان العرض الأول لمسرحية «الوافد» إخراج هانى سامى، وهى عن رواية الكاتب الكبير ميخائيل رومان التى تحمل الاسم نفسه، والبطولة لأحمد أشرفى وعمر مدكور وجوزيف جميل وعلى قاسم وأرسانى مشرقى.
اعتمدت هذه التجارب على تقديم أعمال غير تقليدية، سواء فى عروض المسرح او العروض الراقصة، فكانت تحمل هذه العروض لمحات فنية جديدة، سواء فى التصميم الحركى بالعروض الراقصة، أو فى الديكور والصورة على خشبة المسرح، إلى جانب عرض التمثيل، فكان مختلفا عما اعتدنا مشاهدته بالأعمال المسرحية، فلم يعتمد العرض على ديكورات مبالغ فيها بل كان عبارة عن مجموعة من الطاولات والكراسى، إلى جانب أن التمثيل لم يكن مبالغا فيه، وتلك هى فلسفة هذا المهرجان، الذى يقدم أعمالا غير معتادة وغير تقليدية سواء فى عروض الرقص المعاصر أو المسرح، وكما كان الحال فى النسخ السابقة للمهرجان، فإن الإشراف على برنامج المخرجين، كان لمؤسس ستوديو عماد الدين المخرج والكاتب أحمد العطار، والإشراف على برنامج الرقص لمصممة الرقصات الفرنسية المعروفة لورنس روندونى مدير فرقة ديسنت دانس للرقص المعاصر، والإشراف على برنامج السينوغرافيا لمصمم الديكور ومدير خشبة المسرح اللبنانى حسين بيضون، وأشرف آلان رايت على برنامج إدارة الإنتاج وخشبة المسرح.
«البقية تأتى» هو برنامج تعليمى ومهرجان عروض، يتم تنظيمه بشكل سنوى، تحت إشراف كل من ستوديو عماد الدين، وشركة المشرق للإنتاج، وكانت ونيفين الإبيارى هى صاحبة فكرة المهرجان، الذى يجمع بين الطابع الترفيهى والتعليمي، وأصبح يقام كل عامين منذ عام 2008 تحت إشراف ستوديو عماد الدين، وشركة المشرق للإنتاج، فى كل عام يقع الاختيار على اثنين من مخرجى المسرح، واثنين من مصممى الرقصات الموهوبين من بين مجموعة المتقدمين، ويتم توفير المساحة والتمويل والتوجيه اللازم لإنتاج أعمالهم، ويتم تقديمهم لمجموعة من مصممى الديكور ومصممى الإضاءة ومديرى خشبة المسرح والفنيين من ذوى الخبرة من خلال ورش عمل ستوديو عماد الدين، وقد استفاد المشاركون فى الدورات السابقة للمهرجان كثيرًا، من خلال هذا البرنامج التعليمي، والذى مكنهم من تطوير أعمالهم،