الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليبيا» تقرر حل الميليشيات المسلحة




رغم تقلد المليشيات الليبية الدور الرئيسى فى تحرير ليبيا من قبضة معمر القذافى ومحاربتها لإنهاء الحكم الذى استمر 42 عامًا، بقيت وحداتها المدججة بالسلاح تجوب الشوارع ولا تستجيب إلا لأوامر قادتها مستهينة بالسلطة الشرعية الجديدة، وسعت للمواجهة مع الحكومة ومؤسسات الدولة، لتعرقل محاولات ليبيا فى إعادة البناء لمقومات الدولة المدنية الحديثة.

 
ونتيجة لذلك قررت السلطات الليبية حل جميع المليشيات والمعسكرات غير المنضوية تحت سلطة الدولة عقب تمرد سكان بنغازى على هذه المليشيات.

 
وأعلن محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطنى العام أن السلطات قررت أيضًا تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة فى بنغازى من الجيش الليبى والأمن الوطنى والكتائب المنضوية تحته.

 
وأضاف المقريف إنه تقرر تكليف رئاسة الأركان بتفعيل سيطرتها على الكتائب والمعسكرات المنضوية تحتها عن طريق قيادة تمثل قيادة الأركان فى هذه الكتائب، تمهيدا لدمجها بالكامل فى مؤسسات الدولة.

 
وأكد رئيس المؤتمر الوطنى العام أن السلطات قررت تعيين قاض للتحقيق فى أعمال العنف التى شهدتها بنغازى، مشيرا إلى أن هذه القرارات اتخذت فى ختام عدة اجتماعات مع رئيس الحكومة المقبلة مصطفى أبوشاقور ومدير المخابرات سالم الحاسى ورئيس الأركان يوسف المغوش، بالإضافة إلى أعضاء المجلس المحلى فى بنغازى وبالتنسيق مع المؤتمر الوطنى العام.

 
من جانبها، رحبت واشنطن بسيطرة مئات المدنيين فى ليبيا على مقار المليشيات المسلحة، فى الوقت الذى عاد فيه الهدوء إلى بنغازى بعد أن شهدت موجة عنف أوقعت 17 قتيلا على الأقل.
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى فى الاحتجاجات إشارة واضحة من الشعب الليبى إلى أنه لن يبدل طغيان حاكم مستبد بطغيان الغوغاء.

 
ميدانيا، جرح 57 شخصا وفقد 50 فى الاشتباكات التى شهدت سيطرة بعض المهاجمين على أسلحة وذخيرة وحواسيب تعود لكتيبة «راف الله سحاتى».

 
واندلع العنف عقب تظاهر نحو ثلاثين ألف شخص سلميا تحت شعار «انقذوا بنغازى» لإسقاط المليشيات.

 
فيما انسحب اثنتان من المليشيات الرئيسية فى درنة شرقا من خمس قواعد فى المدينة وهما مليشيا «أبوسليم»، ومليشيا «أنصار الشريعة».

 
يذكر أن مسئولين ليبيين وأمريكيين كانوا قد اتهموا «أنصار الشريعة» بالضلوع فى هجوم ببنغازى قبل 11 يوما قتل فيه السفير الأمريكى مع ثلاثة دبلوماسيين، وهو ما تنفيه المجموعة المسلحة، التى تقول إن انسحابها من قواعدها جاء حفاظًا على أمن السكان.

 
وفى السياق نفسه، سيطر مدنيون مدعومون بعناصر من الجيش فى بنغازى على مقرات كتيبة «أنصار الشريعة»، بينما مقرها وسط المدينة الذى تعرض للحرق والتخريب والنهب، ومستشفى الجلاء الذى انسحب منه المليشيا، وبات يخضع للشرطة العسكرية.

 
وفى بنغازى أيضًا سقط 17 قتيلا فى معارك جرت بين مدنيين مدعومين بعناصر من الأمن ومليشيا أخرى هى كتيبة «راف الله سحاتى»، ستة منهم من الأمن.