الحصاد الدبلوماسى لـ 2015: مصر تستعيد نفسها وتشتبك بقوة إقليمياً ودولياً

كتب - حمادة الكحلى


«دولة تستعيد نفسها وسط إقليم ملتهب».. تلك الجملة التى قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى تصلح أن تكون عنوانا للسياسة الخارجية لمصر خلال عام 2015، لا سيما بعد أربع سنوات عانت خلالها مصر من الانكفاء على أوضاعها الداخلية وترك ساحتها الإقليمية والدولية شاغرة.
الزيارات الخارجية للرئيس
لا خلاف على قوة السياسة الخارجية لمصر خلال 2015 بل هى نقطة إجماع من كافة القوى السياسية نظرًا للأهداف التى تحققت خلال هذا العام وأبرزها تغليب أسلوب الانفتاح فى العلاقات الدولية.
وفيما يتعلق بالزيارات الخارجية للرئيس بوجه عام كانت الزيارة اﻷولى  إلى الكويت ثم زار الإمارات خلال الفترة 18 -19 يناير للمشاركة فى القمة العالمية لطاقة المستقبل وانتهز الفرصة من أجل الترويج للاستثمار فى مجال إنتاج الطاقة المتجددة.
 كما زار أديس ابابا فى نفس الشهر حيث شارك فى اجتماعات الدورة الـ24 للقمة الإفريقية، كما أجرى مباحثات بالغة الأهمية مع الجانب الإثيوبى فيما يتعلق بملف سد النهضة.
وفى زيارته الرابعة للخارج توجه السيسى إلى السودان ومنها إلى إثيوبيا فى مارس الماضى حيث تم خلالها توقيع اتفاق إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة والاتفاق على تشكيل لجنة وزارية تعمل تحت الإشراف المباشر للقيادتين السياسية فى مصر وأثيوبيا لبحث آليات تنفيذ الاتفاق.
كما قام الرئيس السيسى بزيارة مهمة إلى قبرص واسبانيا فى أبريل لتنشيط النفوذ المصرى فى محيطها المتوسطى وخلال هذه الجولة وقعت عدة اتفاقيات تتعلق أبرزها بمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون فى مجالات السياحة والملاحة البحرية.
وفى مايو الفائت زار السيسى روسيا للمشاركة فى احتفالاتها بالذكرى الـ 70 لعيد النصر، وفى نفس الشهر زار الرئيس اﻷردن للمشاركة فى منتدى دافوس.
كما قام الرئيس السيسى بجولة مهمة لألمانيا والمجر تناولت تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب وكذلك توضيح كثير من الحقائق عن الداخل المصرى.
وخلال أغسطس كانت زيارة الرئيس لروسيا حيث تم توقيع بروتوكول فى مجال التنقيب على البترول واتفاقية لزيادة نشاط الجانب الروسى فى منطقة محور قناة السويس، كما جرى بحث كيفية بدء الخطوات الفعلية لإقامة منطقة صناعية روسية فى منطقة قناة السويس إضافة إلى تعزيز التعاون العسكرى.
وفى نفس الشهر زار الرئيس سنغافورة، والصين لحضور احتفال ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية وخلال الزيارة التقى الرئيس عددًا من قيادات الاقتصاد والاستثمار  ورجال العمال بغرض جذبهم لدعم مناخ الاستثمار فى مصر.
كما زار الرئيس السيسى إندونسيا كأول رئيس يزورها منذ  32 عامًا وتركزت الزيارة حول الحرب على الإرهاب ونشر مبادئ الإسلام الوسطى وجذب الاستثمار  
وفى أكتوبر الماضى قام السيسى بجولة خارجية شملت اﻹمارات والهند والبحرين، حيث  شارك فى مؤتمر الهند إفريقيا وفى البحرين حضر افتتاح منتدى المنامة فى نسخته الحادية عشرة.
وفى نوفمبر زار الرئيس السيسى بريطانيا حيث تم التوقيع على مذكرتى تفاهم بين البلدين فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمى والتعاون الأمنى، وفى نفس الشهر زار الرئيس السعودية للمشاركة فى أعمال القمة الرابعة للدول العربية و دول أمريكا الجنوبية.  
 قضايا الاشتباك
  الأزمة السورية :
لمصر دور مهم فى أزمة سوريا، فبدا واضحاً خلال العام المنصرم أن هدف مصر يقوم على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضى سوريا وحمايتها من التقسيم مهما كان النظام الحاكم.
 الأزمة الليبية
كان التحرك المصرى واضح المعالم وقائمًا على أنه لن تسمح القاهرة بمزيد من التدهور على الساحة الليبية، وتجلى هذا الحرص المصرى بعد أن وجّه سلاح الطيران ضربة جوية ناجحة ضد مواقع «داعش» فى ليبيا ردًا على ذبح عدد من الأقباط المصريين.
- الأزمة اليمنية:
شاركت مصر بقوات عسكرية فى التحالف الدولى الذى يدافع عن شرعية النظام اليمنى لصد الانقلاب الحوثى المدعم من إيران، وتعتبر مصر هذه الأزمة ذات بعد أمنى استراتيجى لما تمثله من خطر على حركة الملاحة فى البحر الأحمر.  
ظهور لافت فى 2015
- القمة العربية فى شرم الشيخ :
شهد مارس الماضى مشاركة عالية من رؤساء وملوك الدول العربية فى اجتماعات القمة العربية بشرم الشيخ، وخلالها أعلنت مصر عن مقترح تشكيل القوة العربية المشتركة ولا تزال المفاوضات جارية بشأنها.
- اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة:
خلال سبتمبر ترأس السيسى وفد مصر إلى الأمم المتحدة للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة، وخلال كلمته أكد على ثوابت السياسة الخارجية لمصر.
- حصد عضوية مجلس الأمن:
فى منتصف أكتوبر الماضى وللمرة الخامسة أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فوز مصر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن للعامين 2016 – 2017  بحصولها على 179صوتا متخطية ثلثى الدول الأعضاء