الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عام اللاجئين»

«عام اللاجئين»
«عام اللاجئين»




كتبت: مى فهيم – وسام النحراوى


لن تكون أزمة اللاجئين الأبرز فى عام 2015 فقط، بل ستصبح عنوانا للمرحلة بأكملها، فشهد العام تسارعًا غير مسبوق فى أعداد اللاجئين هروبا من الاضطرابات التى يموج بها العالم والشرق الأوسط، وسجلت منظمة الهجرة الدولية عبور ما لا يقل عن مليون شخص إلى مختلف الدول الأوروبية، مع توقعات بتخطى حاجز  الثلاثة ملايين لاجئ جديد فى عام 2016، وذلك من إجمالى 11مليون لاجىء سورى اضطرتهم الحرب إلى مغادرة بلادهم.
وبتقدير الأمم المتحدة فقد وصل عدد اللاجئين والنازحين فى العالم إلى مستوى قياسى يتخطى الستين مليونا هذا العام للمرة الأولى، فى حين فقد أكثر من خمسة آلاف شخص حياتهم بحثا عن الحماية وحياة أفضل.
وتفاقمت أزمة اللاجئين فى نهاية الصيف الماضى وجسدت معظم الدول الغربية خاصة المجر رمزا لفشل الحكومة وكراهية الأجانب باستثناء ألمانيا الدولة الوحيدة التى تصدرت المشهد الانسانى باستقبالها لحوالى مليون لاجىء، تليها السويد والنمسا اللذان أظهرا مستوى عاليًا  من الانسانية والمسؤلية.
وفيما يخص الولايات المتحدة فلها نصيب الأسد فى تقديم المساعدات المادية فقط للاجئين السوريين، بأكثر من 574 مليون دولار، أو ما يعادل 31 % من إجمالى المساعدات المتبرع بها.. لكن الأمر الجدير بالملاحظة أن أكثر الدول التى استقبلت لاجئين هى دول إسلامية ورحبت بهم ودمجتهم داخل نسيج المجتمع فى صمت ودون ضجر وتصريحات عدائية ومن أوائل الدول هى تركيا التى  استقبلت نصف اللاجئين السوريين تقريبا نظرا للحدود المشتركة بين البلدين.. وتأتى لبنان فى المركز الثانى تليها الأردن والعراق، وهى الدولة التى يعتبر اللجوء إليها مدعاة  للسخرية نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية فى ظل الصراع الطائفى واعتداءات تنظيم «داعش»، ما يضطر العراقيين أنفسهم للجوء.
أما فى مصر التى تستقبل آلاف من اللاجئين السوريين أكثر ما يميزها أن لايوجد بها أى لاجىء يعيش فى مخيمات، وقد عرض الملياردير المصرى نجيب ساويرس، أحد أغنى الرجال فى الشرق الأوسط، شراء جزيرة من اليونان أو إيطاليا، ليطلق على الجزيرة المقترحة اسم: الأمل، لتحتضن جميع اللاجئين.
أما دول الخليج فتمثل علامة الاستفهام الأكبر فالإحصاءات تؤكد أن عدد اللاجئين فى دول الخليج،صفر.
فى المقابل، تقول دول الخليج إنها منحت ملايين من الدولارات لمساعدة اللاجئين، تصل إلى أكثر من 500 مليون دولار خلال عامين ونصف العام.
وقالت منظمة العفو الدولية الدولية إن دولا أخرى ذات دخل مرتفع، وتحديدا روسيا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، لم تقدم أى إمكانيات لإعادة توطين السوريين.
وإن أردنا رسم مخطط بيانى للأجواء التى سادت خلال عام 2015 بما يخص الترحيب باللاجئين والجاهزية لمساعدتهم فى الدول الأوروبية، نجد الخط البيانى فى صعود متواتر حتى نهاية الصيف، حيث بلغت موجة التعاطف مع اللاجئين ذروتها، خصوصاً بعد وضعها فى سياق مواجهة اليمين المتطرف. ولكن بعد أشهر قليلة عاد البرود واللامبالاة، اذ اتضح ان الإرادة تختلف عن الواقع العملي.. على الجانب الآخر، نجد أن عام 2015 شهد حوالى 1800 حالة اعتداء على لاجئين ومراكز أيوائهم فى ألمانيا، الدولة الأكثر استضافة لهم، وهو ضعف عدد الاعتداءات فى العام الماضي.