السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عودة شبح اليمين المتطرف فى الغرب

عودة شبح اليمين المتطرف فى الغرب
عودة شبح اليمين المتطرف فى الغرب




كتبت – ابتهال مخلوف


شهد عام 2015 عودة مقلقة لظاهرة اليمين المتطرف فى أوروبا وأمريكا تجسدت فى عديد من التصريحات الموجهة أساسًا ضد العرب والمسلمين واللاجئين تلعب على وتر البطالة والحفاظ على هوية أوروبا والغرب الثقافية.
كان ذروة تلك التصريحات دعوة المرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب لسباق الرئاسة الأمريكية بمنع المسلمين من الدخول إلى جنة الحلم الامريكى، ما أثار موجة غضب واستياء على مستوى أنحاء العالم، لاسيما بعد أن اقترح منع دخول المسلمين للولايات المتحدة، ما عرضه لحملة انتقادات شديدة وموجة من الغضب داخل أمريكا وخارجها.
 وفى فرنسا عقب هجمات باريس التى أودت بأرواح أكثر من 130 شخصًا يوم 13 نوفمبر الماضى، تعالت صيحات الخطاب المعادى للمسلمين خاصة مع تهديد وزير الداخلية الفرنسى برنارد كازنوف بإغلاق المساجد التى يدعو أئمتها إلى الكراهية والعداء، وذلك فى تصريحات عبر تليفزيون “فرنسا 2” .
 وكان رئيس الوزراء مانيول فالس قد قال، إنهم سيرحلون فورا الأئمة الأجانب الذين يثيرون الكراهية. ولعل أحداث جزيرة كورسيكا الفرنسية أواخر العام خير دليل على تأثير تصريحات الساسة العدائية ضد العرب والمسلمين، بعد أعمال معادية للعرب، حيث شهدت عدة أحياء فقيرة بالجزيرة مظاهرات تطالب برحيل العرب واقتحم بعض المتظاهرين مسجداً وأحرقوا مصاحف وكتبًا دينية كما ارتفعت وتيرة التهديدات الأوروبية بطرد لاجئين سوريين بعد اتهام الرئيس التشيكى ميلوش زيمان فى تصريحات لصحيفة تشيكية لهم باستغلال الأطفال للحصول على اللجوء وأنهم أثرياء يملكون أجهزة الهواتف الذكية وطالبهم بالقيام بالحرب ضد داعش بدلًا من الفرار من أوطانهم، كما هاجم زيمان النساء المسلمات المحجبات.
 وكانت منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد اتهمت التشيك بشن عمليات اعتقال منهجية ضد المهاجرين واللاجئين ووضعهم فى أماكن اعتقال سيئة، لكى يتجنب غيرهم اللجوء إلى التشيك والمؤسف أن التصريحات المعادية جاءت بالتوازى مع حقائق ملموسة، فقد حققت خلال 2015 عدة أحزاب يمنية فى أوروبا تعادى المهاجرين تقدمًا حيث نجح اليمين المتطرف الفرنسى والمتمثل فى الجبهة الوطنية أن يحقق انجازًا فى فرنسا بفوزه فى الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية الفرنسية، ونجحت مارى لوبان زعيمة الحزب من السيطرة على المنطقة الشمالية خاصة كاليه التى يعيش فيها نحو ٤٥٠٠ لاجئ ومهاجر وفازت لوبان بنسبة ٤٩٪ من الأصوات فى كاليه باللعب على مشاعر الفرنسيين بوتر اللاجئين والإرهاب. وتتمدد بقاع اليمين المتطرف على خريطة أوروبا بدءًا من شمال البحر المتوسط حتى الدول الإسكندنافية وتشيرالأرقام إلى أن نسبة الأفراد المنتمين إلى اليمين المتطرف تصل إلى 5 % فى ألمانيا، و10 % فى بلجيكا، و15 % فى فرنسا، و17 % فى هولندا، وأقل من ذلك فى السويد، والنرويج، والدانمارك، وفى فنلندا فإن واحدا من كل عشرة فنلنديين البالغين يؤيد «رابطة الفنلنديين الأصليين». وكالعادة يأتى الاقتصاد ولقمة العيش كأبرز المتهمين فى ظاهرة تصاعد العداء للآخر فى أوروبا وأمريكا، إذ ينظر للمهاجرين فى القارة البيضاء باعتبارهم سبب رئيسى فى تفاقم أزمة البطالة. وتأتى ظاهرة الإسلاموفوبيا والخوف من أسلمة أوروبا على رأس القائمة أيضًا ولعل ما قام به أغلب منفذى هجمات باريس فى نوفمبر الماضى يعزز تلك المخاوف خاصة أن أغلبهم من الجيل الثانى والثالث لمهاجرين عاشوا فى أوروبا خاصة بلجيكا لكنهم لم يندمجوا فى الحياة الغربية وانضموا لتنظيم داعش. ما حدا بالمراقبين إلى النظر لكثير من هؤلاء الشباب باعتبارهم ذئابًا منفردة تجذب التنظيمات الإرهابية لاستقطابهم وتجنيدهم وأشد ما يقلق العالم أن يستمر صعود اليمين المتطرف خلال 2016 خاصة فى فرنسا وهناك احتمال كبير أن يصل للسلطة فى انتخابات 2017.