الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماذا قال المبدعون فى 2015..؟

ماذا قال المبدعون فى 2015..؟
ماذا قال المبدعون فى 2015..؟




فى عام 2015 أجرينا سلسلة حوارات مع عدد كبير من المبدعين فى مصر والعالم العربى من المحيط إلى الخليج تتعلق برؤيتهم للمشهد الثقافى العربى والقضايا التى تشغلهم وتقنيات الكتابة ومشاريعهم المستقبلية.. اخترنا فى حصاد العام أن نعيد تقديم مقتطفات لعدد منهم.

■ الروائية : سهير المصادفة
بعد خمس سنوات ممَّا أطلق عليه الربيع العربى الدامى، تبلور وصعد إلى الأجواء سؤال الثقافة العربية، واتضحت مكونات السؤال للمرة الأولى بهذه الصراحة: هل أصبحت عناصر الثقافة العربية «عجوزاً» مترهلة متهالكة؟ وهل آن الأوان للعمل على تقويضها لصياغة عناصر جديدة تحل محلها؟ وكالعادة انقسمت النخبة الثقافية إلى قسمين: القسم الأول من الكِبار معظمهم من جيل الستينيات فما أكبر، وأغلبهم كان مسئولاً بشكل أو بآخر عن طرح رؤى جديدة لطرح عناصر جديدة بآليات جديدة للثقافة العربية طوال الأربعة عقود الأخيرة، ولكن يبدو أنهم لم يفعلوا، وهم يجيبون: نعم. فالتاريخ العربى والإسلامى به محطات ولحظات بالغة الدموية وإرثه الثقافى لم تتم تنقيته حتى هذه اللحظة، وقد يبالغون فيقولون إن عناصر هذا الإرث الثقافى التى لم تُعالج جيدًا هى المسئولة عن كل ما يحدث للعالم العربى الآن. وهم بالتأكيد لديهم بعض الحق، ولكنهم هنا أهملوا دور الآخر وأطماعه الاستعمارية الجديدة وطموحاته وتطلعاته إلى امتلاك ثروات الكرة الأرضية بمَن عليها وبما فى بطنها».
■ الروائى بهاء عبد المجيد:
الثورة خلقت روح التأمل للواقع والحوار معه وفكرة الحرية وقمعها.والثورة أحدثت انفجاراً إبداعيا خاصة عند الشباب. والثورة نمط للحياة لا أحب المتاجرة بها أو انتهاكها؛ لأنها منتج بشرى وتاريخى عظيم تحتاج إلى إبداع ووعى فى تشكيلها وإعادة إنتاجها إبداعيا.
■ الدكتور أيمن بكر:
الثقافة العربية والمصرية تعرضت لتجريف كبير فى عصر مبارك الأسود. كما تعرض المثقف الحقيقى لتهميش موجع ومهين لكرامته لذا انسحب المثقف إما خارج منطقته العربية الموبوءة بالديكتاتورية والهوس الدينى أو داخل نفسه متقوقعاً على جراحه يلعقها فى صمت.
■ الشاعر فتحى عبد السميع:
هناك قيود كثيرة لا نشعر بها، هناك أفكار تستعبدنا بالفعل، فمنذ مرحلة الطفولة ونحن نتعرض للبرمجة، والواقع الذى نعيش فيه مجرد صورة من الواقع الحقيقى، وتلك الصورة نتوارثها بلا وعى فى الغالب، ونحن نحتاج إلى جهود كبيرة كى نستوعبها، وكى نفهم أن الواقع أكبر من صورته التى تم حفرها فى أعماقنا، وسجننا فيها، ومعظمنا لا يملك الشجاعة الكافية للتفكير فى الخروج من تلك الصورة، ومن هنا نحن أسرى تلك الصورة .علينا أن نفكر بموضوعية، وهذا يثرى هويتنا ولا يُفقرها أبدا، لا يجوز أن نتجاهل فرضية علمية لأنها قد تؤثر على هويتنا.
■ الروائية السورية لينا هويان الحسن:
الجوائز ليست حكراً على المبدع الحقيقى، فللحظ دوره، وهنا المحك الصعب للكاتب الحقيقى، فالوصول للقمة سهل مقارنة بالحفاظ عليها. وكل كاتب بحد ذاته هو مشروع لمؤسسة عقلية وإبداعية تمتلك مخزوناً من المعارف والرؤى.
■ الدكتور سميح شعلان:
دراسة الثقافة الشعبية هى دراسة للإنسان المصرى الآن، التى بنيت علاقته بالحياة على مفاهيم وتجارب قد يكون بعضها سلبيًا، ولا يمكن معرفة طبيعة هذا الشعب إلا بقراءة النص الإبداعى له والنمط السلوكى له من عادات وتقاليد والأفكار والمعتقدات المنتشرة والتى تمثل التراث الشعبى فالناس يأتون من لسان حالهم ومن طبيعة السلوك الذى ينظم حياتهم، ما بين شخص وآخر، ما بين شخص وجماعته ومجتمعه الكبير، فهى صيغة يمكن من خلالها تنمية ما يمكن أن ينمو واستبقاء ما يجب أن يبقى من خلال هذا الفهم، وحذف الأسباب التى تؤدى إلى السلبية فينا، وهذا أمر يحتاج إلى جهود كبيرة مثل وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ووزارة السياحة والتنمية المحلية ووزارة التعليم العالى..
■ الشاعر وليد علاء الدين:
الشعر يدعوك لأن تفكر فى احتمالات جديدة، ودلالات أرقى، إنه يسعى إلى تخليص المفردة من أسرها القاتل، وإطلاق أسر العقول من استقبالها المحنط للأفكار والكلمات. هنا يصبح الشعر لغة من لا لغة له؛ لأنه لا يضطرهم إلى الكتالوج الذى يمجده البشر فى يومهم العادي، إنما يقول لهم امرحوا فى هذا الحقل الوسيع وافهموا وقوموا بالتأويل، وسوف تعودون من هناك بشراً مختلفين.
■ الشاعرة المغربية ليلى بارع:
لا يوجد جنس أدبى يقضى على جنس آخر. الشعر باق وسيبقى مادام الإنسان موجوداً ينبض فى داخله قلب وضمير واقع الشعر هو من واقع القصة والرواية والأدب عموماً فى العالم العربى ومن واقع الأمية المتفشية فيه ومن واقع غياب تقاليد القراءة والكتابة.
■ الكاتب الكويتى إبراهيم المليفي:
البشرية تتصادم منذ الأزل ولأسباب شخصية أحيانا، وبقايا آخر حرب عالمية لازالت تحصد الأرواح والأصابع فى منطقة «العلمين» الفرق بين اليوم وغدا هو أن الموارد الأساسية لبقاء البشر كالماء والغذاء تتجه نحو النفاد والحروب المتوقعة مستقبلا ستكون حول المياه ومنطقتنا العربية ليست مستبعدة.
■ الكاتبة مى عبد السلام:
أنا شخصية فكاهية واعشق الضحك، والابتسامة مهما كانت الابتلاءات من حولى والسخرية سلاحى لمحاربة السلبيات والنظرة السوداوية للحاضر والمستقبل والضحك وسيلة فعالة للتفكير الإيجابى ولتقبل رأى الآخر إذا عرض فكرته أو قضيته بأسلوب خفيف قريب للقلب.
■ المفكر الأردنى تاج الدين عبد الحق:
تنظيم داعش جزء من مشكلة الخطاب الدينى فى العالم الإسلامى وهو الخطاب الذى يقدس التفسير الضيق الذى لا يتفق مع رحابة الدين وقدرته على استيعاب متغيرات الزمان والمكان الذين أنشئوا تنظيمات وتجمعات سياسية قائمة على الدين هم من جنس الحركات السياسية التى مرت فى تاريخنا السياسى والتى كانت لها أجندات سياسية محكومة بزمانها ومكانها، وما تلاها من تنظيمات كانت نوعا من الامتداد المشوه لتلك الحركات والاستنساخ السيئ لما كان يصدر عنها من أدبيات.
■ الشاعر المغربى محمد أحمد بنيس:
حاولت أن أصحب الأشياء والتفاصيل اليومية الصغيرة ضمن رؤية أكثر انحيازاً للحياة بمعناها البسيط. هناك انشغال أكثر بأن تدب الحياة فى كل شيء وأحيانا دون مبرر مثل الكراسى والجدران والقمصان والمتاحف واللوحات وغير ذلك.الأشياء التى تتلقى منا كل أشكال النسيان والتجاهل والتعالي، بينما هى تحيا بيننا وتقاسمنا هذا الوجود.فهى تولد وتعيش وتنتظر وتفرح وتتألم وتغادر وتتلاشى وتعود كأنها مثلنا تنتظر دورها لتغادر هذا العالم بهدوء.
■ الدكتور أحمد الصغير:
نظرة الأتراك للثقافة العربية تحمل الكثير من العنصرية تجاه العرب وثقافتهم فهم لا يقدرون الثقافة العربية وينظرون إليها نظرة استعلاء واحتقار ويظنون أنفسهم أنهم أرقى حضارة وثقافة وما زالت الذاكرة التركية المريضة تظن أن العرب مجموعة من البدو يعيشون فى الخيام متنقلين من مكان لمكان بحثاً عن الطعام.
■ الروائى صلاح معاطي:
التاريخ به مساحة عريضة من الأفكار والرؤى والشخصيات والمواقف التى تحتاج من النظر إليها من أكثر من زاوية، فالتاريخ زاخر بالأحداث والأزمات والاقتراب منه يستلزم رؤية موضوعية للمؤرخ ومقدرة على النقد والتحليل من خلال مصادر تتعلق بالفترة التاريخية التى يعمل على تفسير أسباب ما تم فيها من ظواهر تاريخية كالحروب الصليبية مثلا.
■ الروائية اللبنانية رشا الأمير:
الكتابة أساس الوجود، غيابها هو السقطة، نحن فى السقطة لذا ترى سوادنا لا يهتم بالكتابة وبما يدعمها من خيال وذكاء وفكر. الكاتب يكتب ببطء يتروى.. يفكر.. يحلم. والتكنولوجيا هى محصلة أحلام وذكاء تراكم عبر العصور.
■ المترجم شوقى جلال:
أنا معنى أساسا بقضية حرية التعبير وتغيير الذهنية العربية من أجل استحضار المعارف والانجازات التى تضعنا فى قلب العصر بما يؤدى إلى تجسيد قيم التنوع الخلاق التى تقوم على احترام التعدد الثقافى للعالم والهويات الخاصة للشعوب. فالحرية هى الأساس الملازم لحق القارئ فى أن يعرف كل شيء فى نظرته للوجود الاجتماعى والسياسى والواقعى والميتافيزيقى.
■ الأديب كريم الصياد:
اللغة الألمانية باعتبارها واحدة من أقدم اللغات الهندوآرية ذات تعقيد وصعوبة ونظام صرفى معقد، وهو ما أتاح لها إمكانيات غير متوافرة فى اللغات الأبسط والأحدث كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية مثلاً. وأدب الألمانية متأثر ببنية اللغة وخاصة نظامها النحوى والصرفى، بما يجعله خاصة فى الشعر أكثر ثراء، نظرًا لكون الشعر الفن الأدبى ذا الاتصال الأوثق باللغة. إنه فن اللغة ذاتها!».
■ الروائى السورى عدنان فرزات:
أنا أكتب لأننى لا أجيد استخدام السلاح ولا أحمى أفكارى ورسالتى فى الحياة إلا بالكتابة، لذلك كل حرف أكتبه هو جندى حراسة لوجهات نظرى التى أظن بها خيراً.وأريد لها أن تصل إلى الناس. أكتب لأن العالم يشتعل، والكلمات ماء تطفئ اللهب. أكتب لأن هناك عشاق لا تسمح لهم الحروب باللقاء فالزواج. أكتب لأن الكلمات تضيء فلا تسمح للكائنات التى تعيش فى الظلام أن تحيا. أكتب كما لو كنت أومئ للبسطاء بإصبعى: انتبهوا وراءكم لصوص».