الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإمارات و44 عاما على الوحدة والاحتلال

الإمارات و44 عاما على الوحدة والاحتلال
الإمارات و44 عاما على الوحدة والاحتلال




خالد عبد الخالق  يكتب:

تلعب إيران دوراً مؤثرًا وفعالاً فى اغلب العواصم العربية، فوجودها فى العراق امر واقع، وتأثيرها فى لبنان امر ملحوظ، وتداخلها فى سويا صار حقيقة مؤكدة، وانتشارها فى اليمن بدى مزعجًا ومخيفًا للدول المجاورة. لكن لم يتحدث أحد عن احتلالها لأرض عربية منذ ما يقرب من 44 عامًا، فمنذ سبعينيات القرن الماضى احتلت ايران جزر الإمارات الثلاث فى الخليج العربى وهى طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، المعلومات عنها ليست بالكثير، لدرجة أنك لو سألت اى مواطن عربى عن الأراضى العربية المحتلة فأول ما يتبادر إلى الذهن ودون تفكير يكون احتلال إسرائيل للأراضى العربية، لكن هل يعلم أحد أن إيران هى الأخرى دولة قائمة بالاحتلال، احتلت أرضاً عربية يقطنها سكان عرب وهى جزر دولة الإمارات، احتلال مارس كل ما هو ضد الأعراف والمواثيق الدولية لم يراع حق الجوار لم يراع أصالة وعراقة شعب اختار الوحدة فنهض واختار السلام فسبق.
فقبل يومين من إعلان الدولة الاتحادية فى الإمارات وفى 30 نوفمبر 1971 قامت إيران بغزو الجزر الإماراتية الثلاث وهى ابو موسى التابعة لإمارة الشارقة وطنب الكبرى وطنب الصغرى التابعتان لإمارة رأس الخيمة. الإمارات قدمت مبادرة وطرحتها فى جميع المحافل الدولية تتضمن التوصل إلى حل سلمى لقضية الجزر وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة وطبقا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولى أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية لكن لم تجد الإمارات أى استجابة من الدولة المحتلة «إيران».
الجامعة العربية هى الأخرى تحركها يكاد يكون محدودًا إن لم يكن معدوما فى هذا الاتجاه، وعلى الرغم من أن احد اكبر قطاعات الامانة العامة للجامعة العربية هو «قطاع الأراضى العربية المحتلة»؛ إلا أن دوره وما يقوم به يكون محدودًا وقاصرًا على قضية بعينها، صحيح أن قضية فلسطين هى قضية العرب الأولى والمركزية إلا أن هناك أراضى عربية أخرى وقضايا ينبغى ألا تخرج من حسابات هذا القطاع المهم. ولا يكتفى بوضع بند الجزر على جدول أعمال الجامعة فى الدورات العادية «فالبنود لن تُرجع الحقوق».  لقد دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على مد يد العون وتقديم المساعدة لجميع الشعوب، فقد احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكثر الدول المانـحة للمساعدات الإنمائية الرسمية (ODA) مقارنة بدخلها القومى الإجمالى لعام 2014 محققة قفزة تاريخية فى مجال منح المساعدات الخارجية الأمر الذى صعد بها من المركز الـ 19 فى عام 2012 إلى المركز الأول عامى 2013 و2014 وفقا لإعلان لجنة المساعدات الإنمائية (DAC) التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية(OECD). فلا يخلو مكان على خريطة العالم السياسية من مشاريع تنموية أو اغاثات أو إعانات قدمتها الإمارات. ساهمت فى تنمية وتعمير تلك الدول، لكن لم نسمع صدى لتلك الدول حول مساندتها أو دعمها لمبادرة الإمارات من اجل استعادة جزرها المحتلة.
إن دول العالم اجمع التى ذاقت مرارة الاحتلال عليها أن تقف بجانب الإمارات من اجل استعادة حقها وأرضها المحتلة، لقد التزمت الإمارات أخلاقيا بدعم ومساندة دول العالم حينما أصابتها الكوارث والأزمات، وبناء عليه فان تلك الدول مطالبة بأن تلتزم أخلاقيا بطرح مبادرة الإمارات فى جميع المحافل الدولية لاستعادة جزرها المحتلة.