الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى حاجة غلط

فى  حاجة غلط
فى حاجة غلط




ياسر شورى  يكتب:

محافظ الشرقية أقيل، لا، استقال، لا ده ولا ده، المحافظ خرج فى حركة المحافظين. ما سبق جزء يسير من الصخب الذى صاحب حركة المحافظين الأخيرة، تحولت النقاشات حول رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية الشاب، إلى منصات صواريخ باتجاه الدولة حكومة ورئيسًا، الرجل كان قبل هذه العاصفة مجرد مسئول فى اقليم مهم، يمشى فى الأسواق ويجتهد لخدمة ابناء محافظته، لم يكن رجلا خارقا ولا مبدعا، ولكنه اعطى للمنصب رونقا من نوع خاص.
كان لديه حس إعلامى، ينتج مواقف يتلقفها الإعلام على الفور، أول تصريحاته الجذابة للميديا قالها بمجرد دخول مكتبه عندما اتخذ قرارا بنقل ٤ نساء من سكرتارية مكتبه، وعندما سأل قال: «أنا شاب وأخاف الفتنة». عرف عنه نزاهة اليد ومحاربة الفساد والقرب من الناس ـ لست هنا لتقييم الرجل، وانما ابحث عن اسباب التعاطف الكبير الذى صاحب قرار الإطاحة به من المنصب ـ  والمهم بعد ذلك هو السبب الأهم فى كل هذا الحراك والانتقادات للقرار ألا وهو الطريقة التى اقيل بها ليلة التعديل الوزاري، والتى بدأت بخبر على وكالة انباء الشرق الأوسط حول إبلاغه بالقرار تليفونيا من وزير التنمية المحلية أحمد زكى بدر، وهنا مكمن الكارثة التى تكشف بوضوح ان مصر فيها حاجة غلط.
أولاً، لو كان خروج المحافظ ضمن حركة تشمل ١١ محافظًا كما أعلنت فلماذا يبلغ الرجل بالإقالة حرفيا وقبل صدور الحركة؟ لم تقنعنى تبريرات وزير التنمية المحلية، وأكدت عندى الشكوك فى أن الرجل استهدف وحده بقرار مهين يضعه موضع شك من ناحية، ومن ناحية اخرى نفس الشكوك تطال الطرف الآخر الذى اصدر القرار بدون دراسة، او على اضعف الإيمان الانتظار لساعات حتى تصدر حركة التغيير ووقتها كان الأمر سيبدو عاديا وعلى اقصى تقدير سيقال ان محافظا محبوبا تم تغييره.
خطورة ما حدث أنه فشل جديد للحكومة ويؤكد التخبط فى اتخاذ القرارات، بل حتى مجرد اختصاصات كل وزير غير محددة المعالم، زكى بدر مثلا قال ليس من اختصاصى اقالة محافظ او تعيينه، ومجلس الوزراء على لسان مصدر قال إنه لم يحط علما بقرار الإقالة، اذا مَن يمارس ماذا؟ أسئلة مشروعة، بل كان يجب ان تنشر أسباب اقالة الرجل وهل هذه الإقالة بسبب صورة قديمة تجمعه بأعضاء مكتب إرشاد الأخوان، أم انه اقيل لأنه كما قيل «يحارب الفساد».
الشفافية المفقودة آفة علقت بثوب الدولة، وتحتاج إلى قرارات جريئة من الرئيس ومحاسبة المتسببين فى الفضيحة، فمن غير المعقول ان تحدث مثل هذه التصرفات العبيطة فى دولة قامت بها ثورتان بسبب حكومات ترتكب أخطاء وتصر عليها، وتبدو دائما كما لو أنها لا تتعلم من الأخطاء، أو أن الاختيارات على مدار السنوات الماضية جميعها خاطئة ووراءها منهج لا يتغير على وضع الأشخاص الغلط فى الأماكن المهمة.
نحن يا سادة على مشارف ٢٥ يناير، وسط مؤامرات خارجية وداخلية على مصر، فهل تصبح حكومتها التى جزء من مخطط اشعال الغضب فى نفوس الناس لو كان لا يعلمون هذا فتلك مصيبة ولو كانوا يعلمون فالمصيبة أكبر.