السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سداح مداح قمصان النوم!

سداح مداح قمصان النوم!
سداح مداح قمصان النوم!




رشاد كامل  يكتب:

ليس سرًا على الإطلاق، وأنت وأنا نعرف ــ إننا بلد لا يكفى ما ينتجه لسد احتياجات مواطنيه، وإننا نلجأ إلى الاستيراد من بلاد الدينا لسد هذا العجز!!
لست ضد أن نستورد ما نحتاجه على الإطلاق ولو دفعنا فيه ملايين الجنيهات أو الدولارات، فهذا طبيعى تمامًا وتفعله كل الحكومات والأوطان فى الدنيا!!
لكن ما يحزنك ومما يؤسف له هذا النوع من الاستيراد الأهبل أو الاستيراد التافه أو الاستيراد المستفز لملايين البشر.
لقد صدمنى إلى حد الذهول التصريحات التى أدلى بها نائب محافظ البنك المركزى السيد «جمال نجم» ونشرها موقع الزميلة اليوم السابع عن ارتفاع حجم واردات مصر من قمصان النوم إلى مائة وثلاثة ملايين جنيه!!
الأعجب والأرغب من قمصان النوم هو ما كتبته اليوم السابع حسب إحصائيات رسمية حصلت عليها مفادها أن مصر تستورد «حمالات صدر» خلال ستة أشهر فقط من العام الحالى 2015 بنحو اثنين وأربعين مليون جنيه!! ومايوهات حريمى بمبلغ سبعة ملايين جنيه، ومايوهات رجالى بنحو ثمانية ملايين جنيه، وسراويل داخلية بنحو اثنين وثلاثين مليون جنيه، ومستحضرات عناية بالقدمين بنحو تسعة ملايين جنيه وشفرات حلاقة بنحو عشرين مليون جنيه!
انتهت الأرقام المذهلة والمخجلة والملايين التى ندفعها بل ودفعناها بالفعل فى شراء السوتيانات وقمصان النوم والمويوهات!!
هات ورقة وقلم واجمع كل هذه الأرقام المذهلة وسوف تكتشف بعد عملية الجمع إنها تساوى مائتين وواحد وعشرين مليونًا من الجنيهات بالتمام والكمال وما خفى من الاستيراد كان أعظم وربما كان أكثر دهشة ويصيبك بشلل رباعى أو خماسي!!
وإن كنت ناسى أفكرك بما كشف عنه منذ أسابيع اللواء أبوبكر الجندى «رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء عن استيراد عشرين سلعة غير ضرورية بإجمالى 3.1 مليار (مليار وليس مليونًا) دولار فى النصف الأول من العام الحالى، منها 233 مليون دولار واردات تبغ وسجاير ومعسل، و14 مليون دولار مشروبات كحولية.
وفى تقارير أخرى أننا استوردنا ملابس جاهزة بنحو مليار دولار وأحذية بنحو 135 مليون دولار (ولعلم سيادتك أن مصر بها نحو ألف وثلاثمائة مصنع لصناعة الأحذية) ونحو نصف مليار دولار فواكه منها أربعمائة مليون دولار تفاح فقط!!
حتى الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط لها نصيب أيضًا فإذا كنا نراعى حقوق الإنسان فى الأحذية وقمصان النوم فلابد من مراعاة حقوق الحيوان حتى لا تغضب المنظمات العالمية المهمومة بالدفاع عن حقوق الحيوان، والطعام الخاص بالقطط والكلاب يتكلف 135 مليون دولار!
كفاية لغاية كدة ولن أذكر لك أرقامًا أخرى وسلعًا أخرى أكثر استفزازًا وسفالة، ولن أرتدى ثوب البطولة والشجاعة فأطالب الحكومة بمنع استيراد هذه السلع، فلا الحكومة تقدر ولا بإمكانها حيث سيتم التهريب وكله بحسابه، لكنى أطالب الحكومة برفع الضرائب على هذه السلع حتى لو وصلت النسبة إلى أضعاف أضعاف ما هى عليه الآن!!
وإذا كان المثل الشعبى يقول: «اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره». وإن كل رجل أعمال يعمل ما بداله بملايينه فهو حر، لكن ليس إلى هذه الدرجة المبتذلة، صحيح أننا نعيش اقتصاد السوق الحر والانفتاح لكنه بالقطع ليس «انفتاح السداح مداح» كما كتب يومًا استاذنا الكبير أحمد بهاء الدين!!
وإذا لم يكن هذا السفه هو السداح مداح بعينه فماذا يكون السداح مداح بعد ذلك؟!