الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع: قصة قصيرة ـ الهروب

واحة الإبداع: قصة قصيرة ـ  الهروب
واحة الإبداع: قصة قصيرة ـ الهروب




اللوحات بريشة الفنان سيف الإسلام صقر

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

كتبها - السيد الزرقانى


فى عتمة الليل وقفت تنادى عليه بعدما اختفى وسط الزحام فى تلك المدينة المترامية الأطراف، على مشارقها الشمالية تصدمك تلك الجموع البشرية التى لا مأوى لها سوى تلك الأرصفة الباردة القاسية على من اعتاد النوم عليها بعد يومه المتصارع مع المركبات الضالة.
نظرت إلى السماء لتجد تلك الغيوم وقد كست أجزاء كبيرة منها رفعت يدها إلى الله كى يهب المكان مطرا غزيرا فى تلك اللحظة كى تغسل عنها الهموم التى تؤرقها مساء كل ليلة من ليالى الشتاء.
كانت على موعد مع السماء وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة فى تلك اللحظة حيث هطل المطر بغزارة لم تعهدها المدينة من قبل  فإذا بها تجرى  دون إدراك فى عرض  الشارع تستقبل رخات المطر بفرحة غامرة وكأنها لم تستحم من سنوات طويلة التصقت ملابسه بجسدها فأظهر مفاتنها وبدى صدرها اللامع مع ضوء مصابيح السيارات كحبات الرمان الناضج وبدى جسدها لامعا ناضجا وما هى إلا لحظات إلا وأقرانها قد التفوا حولها فى فرح وبهجة بسقوط المطر فى منظر درامي.
انتشروا فى حلقات رقص هستيرى فى عرض الشارع، حاول أحدهم جذبها إليه هربت منه إلى حلقة أخرى تبحث فى الوجوه لعلها تجده فترتمى فى أحضانه لم تجده والآخر يجرى خلفها من حلقة إلى أخرى محاولا النيل منها فى تلك الليلة الممطرة، تهرب من حلقة لأخرى باحثة عنه لإنقاذها منه حتى لا تكون وليمة له ولأقرانه فى تلك الليلة!!.
اشتم أقرانه الرائحة، قرروا إمساك الفريسة التى ستكون وليمة لهم حتى الصباح، عليهم الآن الإمساك بها أولا وتقديمها هدية لكبيرهم لينال شهوته منها أولا و لينالوا منه الرضا فى تلك الليلة ثم تكون لهم باقى الليلة حتى الصباح أو فى الأيام المقبلة حتى يمسكوا بأخرى تحتل مكانها.
تعاود الكر والفر  مرة أخرى من حلقة لأخرى، خلعت البلوزة الخارجية لتخفى معالمها بين الأخريات من أقرانها فبدت أكثر جمالا فى البدى الذى كانت ترتديه أسفل البلوزة، فإذا بآخر حاول أن يجذبها إليه أيضا لأنه يشتهى جسدها ولمحت فيه قوة متميزة دون هؤلاء الذين أعياهم الرصيف مرضا ونحافة، أدارت بصرها بسرعة خاطفة إليه وغمزت إليه ليتبعها إلى أطراف الطريق فاستجب لها عله يفوز برحيق جسدها الناضج الفائر فى بنانه، أشارت إليه بأن حميها من هؤلاء الذين تكاثروا للنيل منها فى ليلتها هذه فراح يستعرض قوته متباهيا بها فى عرض الطريق أمام تلك السيارات المارة منها المسرعة والطائشة والخربة والكاروا، واعترض طريقهم معلنا أنها تخصه هذه الليلة، فهرب من هرب وانزوى البعض وجاء كبيرهم هذا ودارت معركة كبيرة بينهم استطاع الأخير النيل منه أمام الرعية والقطيع، الصغار منهم والكبار، وأعلن انه يستحق الفوز بها فى تلك الليلة وكل ليلة.
- وجاء وليفها فارتمت فى أحضانه شوقا للأمان والحماية وبكت على صدره فاحتضنها بشدة والمطر مازال يسقط عليهم والباقون يمرحون ويرقصون بالاغتسال الربانى الذى يأتيهم من وقت لأخر وفجأة فتحت عينيها، ولمحت الآخر يبحث عنها فيما بين الحلقات  وهى تريد الاختفاء فأخذت وليفها وجرت خارج تلك الحلقات المشئومة وأثناء الهروب فإذا بسيارة طائشة تصدم بالوليف الذى خر صريعا فى الحال.