الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التيار الإسلامى لن يسمح بانفراد «الإخوان» بأجهزة الدولة




 استنكر الدكتور طارق الزمر القيادى البارز بالجماعة الإسلامية ما وصفه بسياسة الإقصاء التى يتبعها حزب «الحرية والعدالة» الحاكم بعد استبعاد الجماعة الإسلامية من المشاركة فى المجلس القومى لحقوق الإنسان وهو ما اعتبره المسمار الأول فى نعش حكومة الإخوان.
 
وقال الزمر أن الجماعة الإسلامية والتيار الإسلامى ككل لن يسمح بانفراد الإخوان بالسيطرة على أجهزة الدولة، وأنه لو ظهرت دلائل واضحة على ذلك فربما يقوم التيار الإسلامى بثورة أخرى.
 
 
وأكد طارق الزمر وكيل حزب البناء والتنمية على ضرورة تقنين أوضاع جماعة الإخوان وانفتاحها على التيارات السياسية الأخرى، وطالب بوقف عملية «نسر» العسكرية فى سيناء واستبدالها بمشاريع تنموية حقيقية، كما أبدى تحفظًا على أداء الأحزاب الليبرالية وقال أنها ستشهد نكسة كبيرة فى البرلمان القادم.. فإلى نص الحوار:
 
■ طالبت الجماعة بوقف العملية «نسر» فى سيناء واستبدالها بمشروع النهضة فما تصورات الجماعة لهذه النهضة وما حقيقة العناصر المتطرفة هناك؟
 
- من أخطاء العملية نسر القتل العشوائى والاعتقال واقتحام البيوت دون الرجوع لحقوق أهل سيناء القانونية كما أن الجماعة ترى أن على الحكومة الإسراع فى النهضة السياسية والاقتصادية وأهمها ما يتعلق بالتنمية والأمن فى سيناء على أن تراعى أهل سيناء مثل أهل الوادى الجديد وتوقف معاملة المواطن السيناوى كمواطن درجة ثانية والجماعة ليس لديها أبناء فى سيناء ولكن هناك عناصر أخرى تنشر الدعوة الخاطئة للدين.. ونحن نشارك حاليًا مع كبار العلماء من الأزهر والأوقاف فى نشر الدعوة الصحيحة هناك لوقف عناصر نشر التطرف.
 
■ كيف ترى الجماعة اتفاقية كا مب ديفيد بعد كل الاختراقات التى حدثت لسيناء؟
 
- لا يمكن أن نقيد أنفسنا بهذه الاتفاقية مع إسرائيل بعد أن اخترقت كل الاتفاقيات مع دول الجوار حتى أن كارتر فى زيارته الأخيرة لمصر أكد أن اتفاقية كامب ديفيد تنص على مصالح كثيرة لمصر لم يستخدمها النظام السابق لأن مبارك كان نائمًا على السرير الإسرائيلى.
 
وفى تقديرنا أن الجماعات فى سيناء هى تركيبة من عدة أشكال فهناك بعض الجماعات التكفيرية المرتبطة بأفكار ليس لها وجود الآن فى مصر، بالإضافة للخارجين على القانون فى سيناء وهم أعداد كبيرة فى جبل الحلال، بجانب عناصر استخباراتية إسرائيلية تسعى لإيجاد ذرائع للتدخل فى سيناء فى هذه المرحلة التى تراها إسرائيل خطرًا عليها، لذا نحن لا نستبعد أن تكون العمليات التى حدثت فى سيناء هى بتوجيه   بل أن اختيار الفريق عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع حفظ مصر من انقلاب فى صفوف الجيش كيف علمت بذلك وما أسباب الانقلاب؟
 
- الرئيس مرسى استفاد باختيار السيسى لأنه وعد بالحفاظ على عدم الانقلاب وضمان الاستقرار للجيش ووظفه فى استكمال دور الثورة ووقف مشروع الهيمنة على الدستور المصرى وأرى فيه كل علامات الصلاح والتدين أما أسباب الانقلاب فهى متوفرة من سنين لأن المشير محمد حسين طنطاوى والفريق عنان كانا الحراس الحقيقيين لاتفاقية كامب ديفيد لصالح الإسرائيليين وأولياء لمبارك ونظامه كما أنهما أهدرا حقوق الصف الثانى بالقوات المسلحة بسبب تخليدهما فى مناصبهما.
 
■ تخالفتم مع الإخوان فى الانتخابات البرلمانية السابقة.. لكنكم لم تحصلوا على فرصة للمشاركة فى الحكومة.. فمع من سيكون التحالف الحزبى القادم؟
 
- الجماعة لم تحدد التحالف الحزبى القادم حتى الآن ولكن انتهينا من إعداد القوائم على مستوى الجمهورية ولن تكون الانتخابات قبل 5 أو 6 شهور وننتظر إصدار قانون الانتخابات الجديد وإعلان الدوائر وأتوقع أن حزب البناء سوف يحصل على أضعاف المقاعد السابقة فى البرلمان القادم وعن استخدام سياسة الإقصاء والتهميش فنحن لا نفكر مثل ما يفكر حزب النور وسنظل نسعى لاستكمال أهداف الثورة وهذه تعد من أخطاء النظام الجديد فى الحكم ويمكن تداركها فى الوقت الحالى لظروف البلاد لعدم إحداث إرباك لعجلة التنمية أما عن التحالف القادم فسوف يكون مع أى قوى حزبية سواء مرجعيتها ليبرالية أو دينية طالما كانت أهدافه وطنية.
ولكن حكمى الشخصى على الأحزاب الليبرالية أنها ستشهد نكسة كبيرة فى البرلمان القادم خاصة أنها من عام ونصف العام لم يكن لديها خطاب سياسى ولا مشروع حقيقى يلتف حوله المواطن المصرى وذلك لأنهم يقيمون فى أبراج عاجية لا تعرف مشاكل الشعب المصرى.
 
■ ما السبب الحقيقى فى عدم مشاركة الجماعة فى أى مظاهرة ضد الإخوان؟
 
- أولا جماعة الإخوان لها أخطاء كثيرة ومنها عدم تقنين أوضاعها ونحن أول من طالبنا أنفسنا بذلك فى حزب البناء والتنمية ثانيًا عدم التواصل مع القوى السياسية الحية فى المجتمع أو القوة الشبابية الثورية وهذا يعد استعلاء من الإخوان أو ارتباكًا فى صفوفها لكننا نرى أن الخروج عليهم فى هذا التوقيت مبكرًا جدًا ولابد أن نعطيهم الفرصة كاملة لتنفيذ ما وعدوا به الشعب المصرى؟
 
■ هل تعتبرون اختيار الدكتور أحمد عمران ضمن مستشارى الرئيس كافيًا لتمثيل الجماعة؟
 
- تعيين عمران ليس كافيا فالجماعة بها الكثير من الكفاءات وعدم تضمين أعضاء الجماعة فى المجلس القومى لحقوق الإنسان يعد أول مسمار فى نعش حكومة الإخوان لأن بتقديرى ليس هناك تيار واحد فى مصر يعلم خبايا سجونها مثل الجماعة وهم يقولون أن على العضو أن يكون قضى مدة 5 أعوام فى السجن فى حين أن أقل واحد فى الجماعة قضى 20 عامًا وهذا أكبر دليل على تنفيذ سياسة الإقصاء وكان من الأولى أن يتم تمثيل من يعبر عمن أهدرت حقوقهم طوال عشرات الأعوام الماضية.
 
■ ما رأيك فيما يقال عن أخونة أجهزة الدولة؟
 
- أولا جماعة الإخوان إذا أرادت ذلك فى المستقبل فلن تستطيع لأن القوى الثورية والإسلامية ستتصدى لها ولو ظهر دلائل على ذلك سوف تقوم الثورة مرة أخرى.
 
■ ما تقييمك لحركة المحافظين الجديدة وخلوها من أبناء الجماعة؟
 
- كنا نتمنى أن يكون ضمن هذه الحركة محافظ من بين الجماعة وخاصة أن هذه المحافظات هى الصعيد والتى تتمتع فيها الجماعة بقاعدة عريضة وذلك ما يجعل الجماعة تعيد ترتيباتها تجاه الإخوان. ولكن بشكل عام التغييرات بها توجه رشيد خاصة تقليص عدد العسكريين وهو ما يعكس توجه نحو إنهاء عسكرة الدولة ومراعاة الأبعاد الاجتماعية.
 
■ كيف تقيم السياسة الخارجية للرئيس بعد زياراته لعدد من الدول العربية وإيران وما التخوفات من تلك الزيارة تحديدًا؟
 
- السياسة الخارجية للرئيس لم تتحدد بعد ولكن يمكن أن نتوقع اتجاه مؤسسة الرئاسة إلى تخفيض حجم العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة واستبدال هذا القدر بالعلاقات الصينية والعربية ودول الشرق ومن أهم أخطاء نظامى السادات ومبارك إنهما أورثا مصر تبعية سحيقة بالاعتماد على علاقات مفتوحة مع الغرب دون مراعاة مصالح الشعب المصرى الذى بات يتضور جوعا جراء هذه العلاقات الاقتصادية والتبعية السياسية بشكل عام.
 
أما عن زيارة طهران وتوطيد العلاقات مع إيران فلا بأس بها بعيدًا عن نشر الفكر الشيعى فى مصر وتصورى أنه من مصلحة الحكومة الإيرانية عدم محاولة نشر التشيع فى الدول السنية للحفاظ على علاقات سياسية دولية ناجحة تحفظ مكانتها بين الدول كى لا تستخدمها إسرائيل فى ذريعة لنشر المسلمين فى العالم العربى.
 
■ وما تخوفكم من نشر الفكر الشيعى فى ظل المناداة بحرية الرأى والعقيدة؟
 
- الفكر الشيعى لديه مشاكل كثيرة مرتبطة بالعقيدة والتى تصطدم بعقيدة أهل السنة وهى العقيدة الأم ومن أمثلة هذا الخلل العقائدى أنهم يؤمنون بأن على أولى بالرسالة من النبى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهناك من يطعن فى الصحابة مثل أبو بكر وعمر وعثمان وأنهم ليسوا أولى من الإمام على كما أنهم يعتقدون فى كثير من الأولياء بأنهم أفضل من غيرهم وكثير من الفكر الذى يحدث عطب لعقيدة أهل السنة.
 
■ ما حقيقة مشاركة الجماعة الإسلامية فى التصدى لنظام بشار بسوريا خاصة بعد إعلان مقتل ثلاثة منها وتأكيد الدكتور عاصم عبد الماجد عن إنشاء هيئة لإغاثة الشعب السورى.
 
- أولا مجلس شورى الجماعة أجمع بعدم السماح بالجهاد إلا من خلال القنوات الرسمية التى تحددها الدولة وأشك أن يكرر الرئيس مرسى مأساة مبارك بالسماح بتسليح أفراد الشعب وإرسالهم للمشاركة فى الحروب فى دول العالم وعدم الحفاظ على دمائهم كما أن التضارب فى تصريحات الجماعة جاء من تصور بعض القادة أن من أهم الأولويات هى قضية إغاثة الشعب السورى الشقيق أما عموم الجماعة انتهى بعدم جواز الجهاد فى مصر أو غيرها إلا من خلال الطرق الشرعية للدولة كى لا نحدث حرجًا سياسيًا للدولة والسعى لتغيير صورة العنف المأخوذة عن الجماعة والاتجاه إلى نشر الدعوة.