الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفوتوغرافيا ترصد ذكريات المكان فى "طعم الحاجات"




افتتح الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق معرض الفنان أحمد شبيطة للتصوير الفوتوغرافى، تحت عنوان "طعم الحاجات" بقاعة الحكمة "بساقية الصاوي" حضر الافتتاح الفنان الفوتوغرافى سمير سعد الدين والفنان الدكتور صبرى منصور ومجموعة من فنانى التصوير الفوتوغرافى.
 
ضم المعرض ما يقرب من 30 صورة فوتوغرافية، للجدران والحوائط والأبواب والشبابيك القديمة، التى شهدت على التاريخ الإنسانى، وسجل على حجارتها كتابات وذكريات، أعطت للمكان طعما وروحا تبقى مع مر الزمان، لتشارك اللقطة فى تسجيل اللحظة وحفظها من النسيان.
 
يمكن وصف لقطات الصور بأنها لقطات فوتوغرافية فلسفية للجدران والحوائط القديمة، التى تفوح منها القصص والأساطير وحكايات التاريخ، وكتابات كتبت على الحوائط للذكرى من شخصيات عاشوا فى هذا المكان، أو ربما يكونون شخصيات مرت على هذا المكان وكتبت كلمات للذكرى لم يهتم الفنان بتحديد اسم المكان، الذى التقط فيه اللقطة، وعدم تحديد المكان أقام جدلا وحوارا بين الصورة والمتلقى أثناء المشاهدة، وجعل المتلقى يتفاعل مع اللقطة ويسأل أين يوجد هذا الجدار وفى أى الأحياء يكون؟
 
تميزت الصور بالجمال الفنى والواقعى للقطة، ارتكز فى اللقطة على الأبواب والحوائط والشبابيك وأرضيات الشوارع القديمة لما فيها من تأثيرات زمنية، هذا التأثير مصدر إيحاء فنى للفنان، لم يلتقط الفنان المكان بأكمله، بل اختار أجزاء من المكان والبيوت، واقترب بعدساته وكاميراته ليصل إلى أعماق الجدار ويجعلها تفصح عما تخفيه، أظهر فى اللقطة ملامس الجدار من خشونة وكسور وشقوق تصرخ من كثرت ما فيها، ومن هنا جاءت اللقطة مميزة وإبداعية بدرجة أذهلت الحاضرين.
 
كما اختار الفنان زوايا جديدة فى اللقطة اعتمد فيها على أن تكون اللقطة غير نمطية او معتادة فى التصوير الفوتوغرافى، مثل لقطة مائلة للأبواب والشبابيك، هى لقطات استطاع فيها الفنان إن يطوع فيها عدساته والتقط للجدار أصعب ما فيها من ملامس خشنة وكسور وشقوق، هذه اللقطات المغايرة للواقع أعطت إيحاء أن المكان اقترب من الزوال، ولم يعد ثابتا فى مكانه، وأنه اقترب من اقتلاع جذوره، ولكن مهما رأينا الشكل غير مرتكز وفى مكانه فإن العين تسترجع ذكرياته وتراه مازال فى جذوره.
 
أما عن توقيت اللقطة فجاءت اللقطات متنوعة بين اللقطة النهارية والليلية وما بينهما من توقيت يصعب تحديده، وهذا الاختيار مكن الفنان من رصد التأثيرات الضوئية والأشعة المنعكسة التى تركت ظلالا وأنوارا سقطت على العناصر فى إيقاعية ضوئية، كما أن سقوط الإضاءة على شقوق الجدار صرح بما بداخلها من طبقات البناء العتيقة التى كادت تسقط لولا تماسكها، أما من حيث التقنية فقد تمسك الفنان باللقطة الطبيعية الأصلية، ولم يضف برامج الجرافيك على الصورة وهذا أعطى مصداقية وواقعية للصور.
 
الفنان أحمد شبيطة خريج كلية الفنون الجميلة 2001، وحاصل على الماجستير فى ملصق سينما الأطفال، أقام الفنان عدة معارض شخصية منها " معرض إسكندرية- البحر- والناس - وانا) 2009، ومعرض أبيض وأسود تحت عنوان "حالات فوتوغرافية" 2008، كما يشارك فى المعارض المحلية منها معرض صالون النيل للتصوير الضوئى، ومعرض صالون الشباب، معرض فوتوإيچيبت للتصوير الضوئي، بالإضافة لمشاركات عالمية منها التبادل الثقافى – إيطاليا، مسابقة اتحاد مصورى الثقافة الشعبية الصينية بالصين وغيرها من المشاركات.