الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكاتب المغربى شعيب حليفى ‏: اللغة مثل المرأة اللعوب ممارستها لخيانة المعانى أمر مشروع.. ربما فى هذه اللحظة يخوض المغاربة ثورتهم بهدوء




 
هو من الأصوات الأدبية العربية، التى تبحث عن أشكال جديدة للقول والتعبير، ويظهر بوضوح فى أعماله الروائية مثل: "أنا أيضا، تخمينات مُهملة"، و"لا أحد يقفز فوق ظله"، يرصد فى كتابه الجديد "كتاب الأيام.. أسفار لا تخشى الخيال" ملامح عدة شخصيات ومدن عربية، فى تجربة يحلم باستكمالها بجزء آخر عن رحلات لمدن غربية، يكمل بها رؤيته الإبداعية.. تحدث معنا عن تفاعل المثقف مع مجتمعه وثوراته.. متحدثا عن النضال المغربى منذ السبعينيات وحتى الآن.
 
■ (أسفار لا تخشى الخيال) عنوان كتابك الجديد.. لماذا لا تخشى رحلاتك الخيال؟
 
- كتابى الأخير الذى صدر فى طبعة مغربية عن دار "منشورات القلم المغربي" عبارة عن ثمانية نصوص رحلية، كتبتها عن رحلات إلى ليبيا ومصر وسوريا السعودية ثم تونس، وقد كتبتها بنَفَسٍ روائي، لذلك فهى لا تخشى الخيال، باعتبار أن الرحلة فى العموم هى تسجيل واقعى لتفاصيل الرحلة.
 
■ هل يمكن الاستغناء عن الخيال فى الكتابة؟
 
- فى كل الكتابات لا يمكن للسرد أن يستقيم دون خيال، لكن كل خيال له خصوصية، كما لكل كاتب خصوصية على مستوى اللغة والأسلوب والتخيل.
 
■ هل تبحث عن نوع جديد من الكتابة؟
 
- منذ روايتى "مجازفات البيزنطي" وأنا أبحث عن أشكال جديدة للقول والتعبير، وهو ما حدث فعلا فى روايتى "أنا أيضا، تخمينات مُهملة"، وبرز أكثر فى كتابى "لا أحد يقفز فوق ظله" الصادر مؤخرا عن "روايات الهلال"، ثم يأتى كتابى الجديد الذى يندرج ضمن جنس يمكن تسميته الرحلة الروائية "كتاب الأيام، أسفار لا تخشى الخيال".
 
■ لماذا اقتصرت رحلاتك على مدن عربية مثل القاهرة وقرطاج والرقة؟
 
- إنها تجربة مخصوصة للدول العربية فى انتظار إعداد كتاب آخر حول رحلاتى إلى أمريكا ودول أوروبية.
 
■ هل التحرر من عبودية الزمان والمكان ممكنة؟
 
- لا يمكن على مستوى الواقع، ولكن على مستوى الخيال التحرر من ذلك باختيار أزمنة وأمكنة متخيلة فوق ما هو واقعي.
 
■ علل الراحل عبد الرحمن منيف عدم وجود رواية عربية حقيقية لعدم وجود المدن .. إلى أى حد تتفق مع هذا القول؟
 
- تحدث عن هذا فى بداية السبعينيات من القرن الماضى عبدالله العروي، وأعتقد أن المدينة –رغم تخلفنا– حاضرة بقوة وبأشكال رمزية وثقافية مختلفة، فى جل الروايات التأسيسية فى كل العالم العربي.
 
■ ما العلاقة بين ذاكرتك وكتاباتك؟
 
- لا توجد كتابة بدون ذاكرة، وبالنسبة لى -وأعتقد أن الأمر عام- لا يمكن أن أكتب حرفا بدون الاستناد إلى الذاكرة الفردية والجماعية، سواء بما تحمله من ماض شخصى أو غيري، قديم أو حديث.
 
■ كيف تنظر إلى اللغة فى الإبداع؟ وما موقفك من لغة السرد العربى المعاصر؟
 
- اللغة وعاء روحاني، ولا يمكن أن تكتب جملة واحدة بدون امتلاك أسرار اللغة، فهى مثل المرأة اللعوب، حمّالة الأوجه والقلوب، وممارستها لخيانة المعانى المألوفة أمر مشروع.
 
أما السرد العربى فإن أهم النصوص فيه هى تلك التى لها لغتها الخاصة.
 
■ كيف تفاعلت إبداعيا مع ثورات الربيع العربى؟
 
- المثقف الحقيقى متفاعل مع مجتمعه، فيما يحياه من ثورات وفى كل لحظات المخاض العربى منذ سبعينيات القرن الماضي، وبالرجوع إلى الكثير من كتابات منيف وإلياس خورى وصنع الله إبراهيم وغيرهم كثيرا ممن أعجز عن سرد أسمائهم، كانوا سبّاقين إلى التعبير والتنبؤ من خلال تفكيك العوالم السفلية للمجتمع والعوالم العليا للسلطة.. أما الآن، فإن أى كتابة تريد قراءة ما وقع ستكون متسرعة، ما لم يكن صاحبها خائضا فى نصوص قبلها.
 
■ كيف تفسر عدم امتداد ثورات الربيع العربى إلى المغرب؟
 
- المغرب يعيش ثورات منذ عقود، ما وقع فى 1965والسبعينيات ثم 1981 و1990 وما تلى ذلك كلها نعتبرها ثورات استشهد خلالها الآلاف من المغاربة وزُج فى السجن الآلاف أيضا، وربما فى هذه اللحظة يخوض المغاربة ثورتهم بهدوء.