الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هيئة الكتاب تحتفى بـ«رامبو».. طفل القصيدة المتمرد




 
وصف الشاعر السماح عبد الله الشاعر الفرنسى آرثر رامبو بأنه طفل القصيدة المتمرد ومفجر الصورة الشعرية ومفتتها وأنه صاحب الطبخة الغريبة على مائدة التذوق الحداثى للقصيدة المعاصرة وقال خلال حفل توقيع الأعمال الكاملة لرامبو الصادرة عن هيئة الكتاب ترجمة رفعت سلام: يعد رامبو أحد أبرز أركان الشعرية فى المائة وخمسين عاما المنقضية، وأكثر شعراء الحداثة إثارة لشهية المترجمين حيث تمت ترجمة شعره للعربية مرات ومرات.

وقال رفعت سلام : تجربة سفرى للجزائر تجربة مهمة من زوايا مختلفة فكان لدى من الوقت مايسمح لى بطرح الأسئلة على نفسى، وهل من المعقول ألا يكون لدينا اعمال كاملة لشعراء بحجم بودلير أو رامبو وهناك الآلاف من دارسى الأدب الفرنسى ولدينا هذه المشكلة، وهنا طرأت على بالى فكرة ترجمة بودلير، وكلما قطعت شوطا اكتشفت ان على استكمال أشياء أخرى، وحين قلت لنفسى إنهما ديوانان صغيران، انتهى الأمر بكتاب حوالى 900 صفحة من القطع الكبير.. وأضاف: من وجهة نظرى إن ما نتلقاه بالعربية ليست أعمال رامبو، وإنما التكوين الذى يصنعه المترجم لأعمال رامبو وعدة عوامل تؤثر فيه منها ثقافة المترجم، واتصور انه يجب ان يكون هناك خيال موازٍ لخيال رامبو هو خيال الشاعر، فخيال الشاعر الأجنبى لا استطيع نقله كما هو، أما حساسية الترجمة فحدث ولا حرج، فإن لم أنقل إليك كقارئ هذه الروح المتفجرة وهذه الحيوية فلابد اننى سأكون فاشلاً، وقد تعلمت من الترجمات حين أرى أنه ينقل بلغة تقليدية او يدس نصوصا أو أقوالاً مأثورة فى النص مع شاعر يتجاوز البلاغة فأقول لنفسى: إن هذا مترجم لم يفهم هذا الشاعر وتعامل مع الشعر على انه نصوص يترجمها فحسب، وهذا كان يحفزنى أكثر أن أترجم ترجمة أخرى، وما فعلته مع بودلير فعلته مع رامبو من حيث السيطرة أولا على المادة، ففى النشر الفرنسى سنجد طبعات متعددة فى النشر، وهى محققة، لكن بلا تلك التفاصيل التى تضىء النص الشعرى، لذا اعتمدت على مرجع وفى جميع الحالات لا يمكن ان يعتمد الفرد على مرجع واحد وهذا المرجع ملئ بالتفاصيل التى تفوق خيال المترجم، فأحيانا لديهم تفسير كل شىء فى النص..
 
وقال محمود قرنى: رفعت سلام مترجم هذا السفر المهيب ليس لديه تواضع «ميللر»، فلم يعترف بفشل من أى نوع، وإن اعترف بصعوبات الترجمة، إلا انه وهو المسبوق بترجمات ثلاث لهذا السفر فقد دعا بتأدبه المعلوم رفاق الدرب الى اعتبار ترجماتهم ليست القول الخاتم فى مسيرة الترجمة، ولكنها تتمات تتكامل، وقد عقدت ما استطعت من مقارنات بين ترجمة خليل الخورى وبعض نصوص عبد الغفار مكاوى وغيرها من الترجمات إلى جوار ترجمة سلام نفسه، وأظن أن هذه الترجمات تعكس مزاج مترجميها المؤتلف أحيانا والمختلف فى معظم الأحيان..
 
 وأضاف: رفض سلام من البداية منهج التحقيقات ومن ثم الترجمات التى تكتظ بشتى التفاصيل الببلوجرافية والهوامش والشروح والتأويلات واختار ألا يكون عمله قراءة متعسفة للنص الشعرى وما وراءه من تاريخ، ويرى ان هذا التعسف يطفئ وهج الشعرية، وان عمله يخرج من نطاق التحقيق الى نطاق الترجمة، وظل رفعت سلام حائرا أمام سؤال كل مترجم ألا وهو كيف يمكن التوفيق بين الدقة والسلاسة، كيف يظل النص الشعرى شعريا رغم كل صعوبات الترجمة؟، غير انه لم يدع فضلا لنفسه عبر الاضافات التى تدخل الترجمة العربية للمرة الاولى، لذلك فإن سلام يؤكد على أن أحدا لا يجب أن يزعم امتلاك الكلمة الختامية بشأن شاعر بهذه القامة، فالمؤكد كما يشير سلام فى مقدمته ان دور النشر الفرنسية تصدر كل بضعة أعوام تحقيقا جديدا لأعمال رامبو بلا اكتفاء أو انتهاء.