الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزراء التعليم العالى تفكيرهم غير عال

وزراء التعليم العالى تفكيرهم غير عال
وزراء التعليم العالى تفكيرهم غير عال




يكتب: خالد عبد الخالق
لم تشهد الساحة السياسية المصرية حالة من التخبط والتشتت فى اتخاذ القرار مثلما تشهده الآن من قبل بعض الوزراء والمسئولين فى الحكومات المتعاقبة، ففى الوقت الذى ينبغى فيه أن يكون المسئولون على قدر من المسئولية والاحساس بالمخاطر والتحديات التى تواجه الدولة المصرية نجد تصرفاتهم وقراراتهم تسير عكس اتجاه الأمن والاستقرار فى مصر، فيكاد لا يخلو شهر من قرار متسرع أو تصريح كارثى أو تصرف غير مسئول، من المفترض إلا يخرج من شخص مسئول، وكانهم لا يعيشون فى مصر أو أنهم تولوا المسئولية فى ظروف عادية مستقرة كالتى سبقت ثورة 25 يناير، من حيث الاستقرار النسبى.
مؤخرا خرج علينا وزير التعليم العالى بقرار يقضى بإلغاء انتخابات الاتحادات الطلابية بعد أن حسمت اللجنة العليا للانتخابات الطلابية فى وزارة التعليم العالى مصير الانتخابات التى جرت مؤخرا، وقررت حل اتحاد طلاب مصر وعدم الاعتراف به رسميًا كاتحاد رسمى ممثل للطلاب بعد نظرها فى الطعون المقدمة من اتحاد طلاب جامعة الزقازيق.
 القرار جاء قبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير فى الوقت الذى تتزايد فيه الدعوات من جانب الجماعات الارهابية وغيرها من جماعات المصالح لاحداث حالة من عدم الاستقرار، حتى ان احزاب لا وجود لها على الساحة السياسية سوى بالاسم فقط خرج اصحابها مستغلين هذا القرار غير المدروس ليفاقموا من الامر وليصبوا الزيت على النار وسعوا الى حشد الطلاب لإحداث بلبلة نحن فى غنى عنها ولم تعد الدولة المصرية فى حاجة لها.
يأتى قرار وزير التعليم العالى ليفاقم من الأزمة التى تعيشها مصر، فى الوقت الذى نحن فى أشد الحاجة إلى الالتفاف لصوت الطلاب باعتبارهم مستقبل مصر، وأن يكونوا عوناً للدولة لا عليها، يصطفون حولها لحمايتها واستقرارها.
فهل الدولة المصرية بحاجة الى ان تواجه جبهة طلابية فى مثل تلك الظروف، أولى ابجديات اتخاذ قرار رشيد هو التعرف الكامل على المواقف الواجب اتخاذ قرار بشأنها و«تقرير انسب الأوقات لاتخاذ القرار». مؤخرا بات يقيناً ان الوزراء والمسئولين يعملون فى واد والرئيس يعمل فى واد آخر، رئيس يسعى إلى احتواء الشباب وإدماجهم واشراكهم فى العملية السياسية، ووزراء ومسئولون يسعون إلى تقويض كل جهود وسياسات الرئيس فى هذا الصدد، الأمر هذا يمتد الى النواحى الاقتصادية والاستثمارية وغيرها، ولو قمنا بحصر القرارات التى اتخذها الوزراء والتى تتعارض مع دعوات الرئيس للاستثمار والتنمية فى مصر لافردنا لها صفحات.
آفة الإدارة فى مصر الآن وبالتحديد بعد 25 يناير هو أننا نفتقد للوزير السياسى المسئول، الوزراء عندنا يغردون خارج السياسة العامة للدولة، قراراتهم عكس ما تمر به وتعيشه من حالة من الاستقطاب. الوزير السابق لنفس الوزارة خرج علينا فى يوم بقرار أثار حفيظة وسخط الشعب المصرى بصورة عامة والطلاب المصريين بصورة خاصة أيضا عندما استثنى أولاد القضاة والضباط من التوزيع الجغرافى للقبول بالجامعات المصرية، وبدلا من أن يقوم الوزراء بترسيخ مبدأ المساواة بين المصريين وفقا للدستور والقانون أصبحوا هم من يخالفون الدستور والقانون بإصدارهم قرارات غير دستورية وغير قانونية وغير آدمية.
المفترض فى وزير التعليم العالى أن يكون تفكيره وقراره عالياً على قدر مستوى علمه ودراسته وتفكيره، لكن للأسف فى مصر وزراء التعليم العالى ليسوا أصحاب رؤية اوتفكير عال.