الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عـزلة إيـران تتسـع

عـزلة إيـران تتسـع
عـزلة إيـران تتسـع




عواصم العالم: وكالات الأنباء

أدان مجلس الأمن الدولي، بأشد العبارات الاعتداءات على السفارة السعودية فى طهران، وقنصليتها فى مدينة مشهد الإيرانية، ودعا جميع الأطراف إلى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة.
وأشار أعضاء مجلس الأمن فى بيان إلى المبدأ الأساسى المتمثل فى عدم انتهاك المقار الدبلوماسية والقنصلية، والالتزامات المنوطة بالحكومات المضيفة، بمقتضى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية فى 1963.
وطالب أعضاء مجلس الأمن إيران باتخاذ جميع الخطوات المناسبة لحماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية، وفقاً لالتزاماتها الدولية.
ودعوا جميع الأطراف للحفاظ على الحوار، واتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر فى المنطقة.
فيما وجهت طهران، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، استعرضت فيها الظروف التى وقعت فيها الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية فى إيران.
وفى نص الرسالة، تعهدت السلطات الإيرانية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث كهذه مستقبلاً.
فى غضون ذلك، وصل عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية التى تم إجلاؤها من إيران إلى مطارات المملكة،  قادمين من دبي، التى حطت البعثة الدبلوماسية رحالها فيها، بعد إعلان المملكة قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران.
وبين عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية أن السلطات الإيرانية لم توفر الحماية اللازمة لمقر السفارة والقنصلية، على الرغم من طلبهم تعزيز الأمن الدبلوماسى للبعثة السعودية، موضحين أن جريمة إحراق السفارة التى نفذها ملثمون، ونهب وتخريب ممتلكات المقار الدبلوماسية، تمت دون تدخل رجال الأمن الإيراني، على الرغم من البلاغات المتكررة التى قدمت للأمن الإيرانى والخارجية الإيرانية، بحسب ما أفادت صحيفة «الرياض».
وروى محمد بن على القيضي، من منسوبى سفارة المملكة فى طهران، الساعات التى عاشتها البعثة خلال الفترة التى أعقبت الاعتداءات على السفارة، مبيناً أن السفارة تعرضت للاعتداء فى الساعات الأخيرة من الليل وأن المضايقات وصلت إلى قطع التيار الكهربائى على الثلاث العمائر السكنية التى تسكنها البعثة السعودية، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية أرعبت الأسر بقطع التيار لمدة زادت على الساعة دون أن تعير الطلبات المتكررة من قبل البعثة السعودية بتوفير الأمن الدبلوماسى حول المبانى السكنية، بحسب الصحيفة.
واستمرت المضايقات، حسب ما ذكره القيضي، عند توجه البعثة للمطار، والتى تمثلت فى عدم توفير عناصر للأمن ترافق البعثة من السكن إلى المطار، معرضين بذلك حياة أفراد البعثة وعائلاتهم للخطر.
ويضيف القيضى: إن الجهات المختصة الإيرانية فى المطار عرقلت إجراءات مغادرة الوفد على الخطوط الإماراتية، بعد أن أخروا إجراءات الخروج حتى فوات موعد الرحلة، الأمر الذى جعل الوفد السعودى ينتظر ساعتين أخريين بصالات المطار.
فى حين نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن دبلوماسى كان ضمن البعثة السعودية بطهران  إن التجمعات أمام السفارة السعودية فى ايران لم تكن عفوية وأن الأمن الإيرانى تخلى عن حمايتهم.
وأوضح الدبلوماسى السعودى أن جريمة إحراق السفارة التى نفذها ملثمون، ونهب وتخريب ممتلكات المقار الدبلوماسية، تمت بتواطؤ رجال الأمن الايرانى.
ووصف الأحداث بأنها «من أسوأ ما شاهد فى حياته، إذ تجمعوا فوراً بأعداد كبيرة ما يعنى أن هناك من أنزلهم فى الموقع، ولم يكن اجتماعهم عفوياً».
وفسر أن «الأمر الثانى الذى يدلل على أنهم من القوات النظامية الإيرانية أن قوات الأمن التى من المفترض أنها تقوم بحماية السفارة لم يمنعوا أيا من المحتجين، بل سهلوا لهم العبور والمرور، ولم يوقفوهم نهائياً بل تركوهم يعتلون أبواب وأسوار السفارة، وهم ينظرون إليهم بلا مبالاة، ما يؤكد الترتيب المسبق».
وعن تفاصيل خروج البعثة خلال الاعتداء على السفارة ، قال دبلوماسى آخر: «لولا فضل الله ثم الأبواب الخلفية لمقار البعثة لما بقى من العاملين أحد» مفسراً أنه لا يمكن مواجهة تلك الجموع المدعومة من دولتهم، «خاصة أنه يبدو أنهم منحوا جميع الصلاحيات فى التدمير والتخريب، وربما يصل الأمر إلى القتل والحرق إذا بقينا فى مواقعنا».
تابع: «إنهم أحرقوا الأخضر واليابس فى مقر السفارة، إذ لم تسلم السيارات فى الموقع فأحرقوها بالكامل»، وأضاف: «كان همى النجاة بأسرتى وتركنا كل احتياجاتنا وأغراضنا لأننا توقعنا أن يرتكبوا أفظع الجرائم».
رأى الدبلوماسى السعودى سعود الخضير أن «ما فعله النظام الإيرانى سيظل وصمة فى جبينها فالأضرار النفسية التى أصبنا بها خاصة النساء والأطفال كبيرة».
بينما ذكرت وزارة الخارجية الكويتية فى بيان انه تم استدعاء سفيرها بإيران على خلفية الاعتداءات التى قامت بها جموع من المتظاهرين ضد سفارة وقنصلية السعودية وممارسة التخريب واضرام النيران فيهما بما يمثل خرقاً صارخاً للأعراف والاتفاقيات الدولية وإخلالاً جسيماً بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها.
من جانبها، قالت بعثة السعودية لدى الأمم المتحدة إن الاشخاص السبعة والاربعين الذين اعدموا فى المملكة فى مطلع الاسبوع الجارى حصلوا على «محاكمات نزيهة وعادلة دون أى اعتبار لانتماءاتهم الثقافية أو العرقية أو المذهبية.»
وعبرت البعثة السعودية فى بيان عن «آسف عميق» لإبداء الامين العام للامم المتحدة بان كى مون بواعث قلق بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة المحاكمات لأولئك الذين أعدموا ومن بينهم رجل دين شيعى بارز.. فيما دعا الائتلاف السورى المعارض الذى يعمل فى المنفى جميع الدول العربية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعدما قطعت السعودية العلاقات مع طهران.
وأعلن الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية ومقره تركيا دعمه لقرار الرياض، ودعا «كافة الدول العربية والإسلامية لاتخاذ خطوة مماثلة» وانتقد ما قال إنه دعم إيرانى لفصائل مسلحة فى سوريا والعراق.
لكن السعودية قالت إنها «ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع إيران عندما تتوقف طهران عن التدخل فى شئون الدول الأخرى، وتعهدت بمواصلة العمل «بأقصى الجهد» لدعم مساعى السلام فى سوريا واليمن، على الرغم من نزاعها مع طهران.
وسأل الصحفيون السفير السعودى لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، عن الأشياء التى يمكن أن تجعل المملكة تعيد العلاقات مع إيران فأجاب قائلاً: «شيء بسيط جداً. أن تتوقف إيران وتكف عن التدخل فى الشئون الداخلية لدول أخرى، بما فى ذلك شئون بلدنا».. وأضاف «إذا فعلوا هذا فإننا بالطبع سيكون لدينا علاقات عادية مع إيران، نحن لم نولد أعداء بالفطرة لإيران».
وقال المعلمى إن «قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، لن يؤثر على مساعى المملكة لإحلال السلام فى سوريا واليمن.. سنحضر محادثات سوريا القادمة، ولن نقاطعها بسبب ايران».
لكنه استدرك قائلاً: «الإيرانيون حتى قبل قطع العلاقات الدبلوماسية لم يكونوا داعمين بشكل فعال، ولم يكونوا إيجابيين جداً فى مساعى السلام هذه».
من جهته، قال السفير التونسى لدى السعودية، لطفى بن قايد، إن «بلاده عبرت عن امتعاضها من تلك الممارسات غير المسئولة من الجانب الإيراني، حيث إن هذه الأعمال تمثل انتهاكاً لاتفاقية فيينا، والأعراف الدولية».
وأضاف أن «تعريض حياة الدبلوماسيين للخطر، عمل مشين لا يمكن قبوله، خصوصاً أنه يمثل خرقاً واضحاً لمبدأ حماية البعثات الدبلوماسية».
وفى أمريكا، رفض المرشحان اللذان يخوضان سباق الرئاسة عن الحزب الجمهوري، كارلى فيورينا، وبن كارسون، الانتقادات التى وجهتها إيران للسعودية.
ونقل موقع «هافينجتون بوست» الأمريكى عن فيورينا قولها: «أنا لا أخذ الإدانة الإيرانية على محمل الجد، لأن النظام الإيرانى يعذب المواطنين بشكل روتيني، ويقوم بتنفيذ عقوبات الإعدام بدون تفكير، لاسيما أنه لا يزال هناك 4 أمريكيين فى السجون الإيرانية».
وأضافت «إن السعودية هى حليف لنا، بعكس إيران التى تشكل تهديداً حقيقياً حالياً على المنطقة».
وقال كارسون من جانبه إن «المملكة من أقوى حلفائنا فى الشرق الأوسط، واعتقد أنه من المؤسف أننا أظهرنا الدعم لإيران عبر الاتفاق النووى الذى أبرمته مجموعة (5+1) مع إيران بشأن برنامج الأخيرة النووى فى يوليو الماضي».
فى الوقت نفسه، استنكرت باكستان الاعتداءات التى تعرضت لها السفارة السعودية فى طهران وتلقى دبلوماسيوها تهديدات من قبل عناصر إيرانية، وحمّلت إيران مسئولية ضمان الحماية الأمنية للبعثات الدبلوماسية على أراضيها وفقاً للمعاهدات الدولية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضى خليل الله فى بيان صحفى إن «باكستان تعبر عن أسفها الشديد إزاء تعرض بعثات المملكة الدبلوماسية للاعتداءات فى إيران»، مؤكدة أن «الدول المضيفة هى المسؤول بتوفير الحماية الكاملة للبعثات الدبلوماسية لديها».
وفى تركيا، حذر المتحدث باسم الحكومة من زيادة الاحتقان فى منطقة الشرق الأوسط، جراء التوتر بين السعودية وإيران.
وأضاف «نقول للدولتين من منطلق الصداقة التى تربطنا معهما، على الطرفين أن يتصرفا بتأنٍ، وأن يتجنبا التصرف كخصمين، لأن ذلك سيلحق الضرر بهما وبالمنطقة برمتها».
إلى ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، أن علاقات بلاده مع السعودية مستمرة، بعد أن أعلنت بغداد موقفها الرافض لإعدام رجل الدين السعودى نمر النمر.
وقال جمال، إن العراق أكد موقفه الرافض لإعدام الشيخ النمر «لأنه لا يتماشى مع توطيد العلاقات الدولية، ويؤثر على السلم المجتمعي، لأن النمر كان يدعو إلى الإصلاح بالطرق السلمية».
وحول الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، قال جمال إن «القانون الدولى يفرض على البلدان حماية البعثات الدولية بها، والعراق حريص على حماية أمن السفارات والبعثات الدولية، وحريص على الإبقاء على علاقاته مع السعودية».