الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع: علامة تعجب!

واحة الإبداع: علامة تعجب!
واحة الإبداع: علامة تعجب!




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات بريشة الفنان طارق الشيخ

كتبتها – هويدا صديق

كانت أيام ليست كالأيام تلك التى عاينتها فى غيابه عنها، تتسرب منها قطرات الحياة رويدا رويدا، يضرب اليأس كل خلاياها بلا هوادة ولا مناورة، تجتر لحظاتها وسويعات يومها فى انتظار حرف وليس كلمة، بل فى انتظار علامة تعجب دوما يستهل بها رجوعه لعالمها، ترتحل لأول لقاء جمع بين روحيهما، تتذكر وقوعها أسيرة النظرة الأولى وانصهارها فى عالمه، ذوبانها فى أيامه، جولات وصولات لهما فى أماكن تاريخية طالما لامس زمانها زمنهما، سيرهما ساعات طوال فى شارع المعز تستمع لتجلياته وشروحاته حول ما يمر بهما من أماكن، يعتقدان تمام الاعتقاد بسكناها فى زمن ولى، تجاهد ألا يطغى تشابك الأيدى على اكتمال الوعى، تعيش معه طفولة رحل أوانها، وعنفوان شباب رجع من توالى السنوات، تشعر فى معيته بفرح يحتلها، وشجن خفى يتسرب لقلبها، لا تدرى له سببا ولا تملك له طرحا، ساهمة احتست بقايا فنجان قهوتها شريكة حزنها، وحلقت بعيدا، الم تكن هى من أملت دوما فى الترحال والسفر بعيدا عن طوفان عينيه المغرقتين، ونهرهما الفياض دوما بما لا تقدر على تحمله أعتى القلوب تشددا، الم تكن تنشد راحة زائفة من جحيم عذاباتها معه، وخياناته التى تنطق بها حروفه قبل ملامحه، أغمضت عينيها وأغفت لترى فيما يرى النائم وكأنها تغرق فى بحر عشقه، تتوه فى تفاصيل يومه، تبحث عن طوق نجاة، تتعلق به حتى الشاطئ البعيد، تجاهد إلا تنظر للخلف، وعندما يلوح الشاطئ أخيرا فى الأفق البعيد، وبعد طول معاناة، تجده هناك ماثلا بنفس العينين المغرقتين، يحفه حضور الكون، يمد لها يدا، أن اقبلى لا نجاة بعد اليوم، تستفيق من غفوتها نشوى بما رأته، لتجد علامة التعجب تبتسم لها.