الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

القمنى وإرهاب الأزهر

القمنى وإرهاب الأزهر
القمنى وإرهاب الأزهر




كتب: صبحي مجاهد

لم يكن من الغريب أن نسمع أن الإرهاب الفكرى انتشر مع انتشار الجماعات المتشددة والتيارات التى تستخدم الدين لمصالحها الخاصة، ولكن الغريب اليوم هو ما سمعناه من اتهام سيد القمنى للأزهر بالإرهاب، بل ومحاولته جمع توقيعات لاعتبار الأزهر منظمة إرهابية.
وقد يتساءل الكثيرون عن السر وراء هذا الأمر الخارج عن المألوف والواقع الحقيقى للأزهر، وفى الحقيقة لا أرى تفسيرا سوى ما حدث من حكم القضاء على إسلام البحيرى بالسجن عاما لتطاوله على ثوابت الدين والسنة النبوية عبر شاشة الفضائيات، حيث رأى القمنى وعدد ممن يرفعون شعار حرية الرأى فى أى شىء أن يتطوعوا للهجوم على الأزهر باعتباره السبب وراء هذا الحكم وكأن الأزهر أصبح له سلطة على القضاء المصرى، وهو أمر لا يمكن حدوثه أو حتى القول به لأن قضاء مصر مستقل ورأيناه فى عهد الإخوان وكيف أنه تصدى لنظام الإخوان رغم أنه كان المسيطر على مقاليد الحكم، فكيف للأزهر أن تكون له سلطة على القضاء وإحكامه وهو مؤسسة علمية لا سلطان لها؟!
والغريب فيمن يدعون مناصرة حرية الرأى اتهام الأزهر بالاحتكار على الفكر نتيجة قيامه بإصدار رأيه ضد ما يقوم به إسلام البحيرى من أحاديث تستهدف زعزعة العقيدة وثوابت الدين فى نفوس الناس، مع ان بيانات الأزهر رأى وليس إرهابا كما يقول البعض.
وأقول لسيد القمنى: إن ما تحاول القيام به ضد الأزهر هو فى حد ذاته محاولة لإرهاب الأزهر كى لا يتحدث بعد ذلك ولا يكون من حقه أن يبدى رأيه فيمن يتطاولون على الدين، ولقد تناسيت دور الأزهر عندما رفض أن يكون هناك إرهاب فكرى أو احتكار للرأى فى عهد الإخوان وفتح بابه لكل تيارات والفئات بمن فيهم المثقفون كى يجمع الشمل.
كما نسى من يدعون أن الأزهر يرهب الفكر أنه رفض حتى أن يكفر داعش رغم كل تصرفاتها الخارجة عن الإسلام لأنه يرفض إصدار فتاوى تكفير، وأكد أن التكفير أو التفسيق هو سمة المتشددين، وأنه يبين الحكم الشيعى فقط وطالب بمحاربة داعش والقضاء عليها حماية للإنسانية.
وليست دعوة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بتكوين تحالف من علماء العالم الإسلامى ببعيد، فقد طالب الشهر الماضى خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بهذا الكيان ليكون دعماً فكرياً للقوى الإسلامية المشتركة، موضحاً أن مواجهة التطرف ليست أمنية وعسكرية فقط، بل وفكرية أيضاً وذلك بتفكيك الفكر المتطرف الذى يقف وراء التفجير والتخريب والإرهاب، وهذا فى حد ذاته أكبر دليل على بطلان دعوة أن الأزهر يمارس الإرهاب.
وليحذر المدعون بإرهاب الأزهر من جزاء الله على كذبهم ودعواهم باتهام الأزهر بأنه منظمة إرهابية، التى وإن كانت بعيدة التحقيق، إلا أنها لو تحققت فلن يكون أمام الناس سوى جماعات التشدد أو الانحلال فلا بديل للأزهر الذى اعترف العالم كله بوسطيته سوى التشدد أو الانحلال، وضياع الدين، ومن أراد ضياع الدين ضيعه الله فى الدنيا والآخرة.