الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التنوير البلاغى والثقافة المصرية

التنوير البلاغى والثقافة المصرية
التنوير البلاغى والثقافة المصرية




يكتب: د حسام عطا

التنوير إذن هو الاصطلاح العام الأشمل الذى يحتوى داخله على تجديد الخطاب الثقافى ككل، وفى جوهره الخطاب الدينى الذى يجب تجديده فى سياق عام جناحه الأول الثقافة العلمية والثانى الثقافة الفنية، دون عزل بالتأكيد عن كافة الأطر المرجعية والسياقات العامة الأخرى من التعلم للاقتصاد، أقصد أن الفن المصرى المؤثر والمتخلص من تكريس العنف والجهل يحب أن يعود متصلاً ومتفاعلاً مع الجمهور العام، لأن الفن الذى هو فى جوهره خيال، يعتمد فى إنتاجه بالأساس على التفكير العلمى السليم، بداية من دراسة الجمهور المستهدف مرورا بفهم حقيقى لعناصر العملية الفنية، وذلك لأن الفن يشترك مع العلم فى فكرة العقل الفردى القادر على الابتكار فالتفكير العلمى هو تلك الإضافة التى تطور وتبتكر بطريقة مفارقة لما هو مستقر وتعارف عليه، وكذلك الفنان الذى عندما يملك القدرة على مخالفة روح الأنواع الفنية المستقرة يقدر على صناعة الفرح والأمل والجمال، وهذا العقل الفردى أما يهزمه المناخ العام وإما يمكنه من العمل، بل ويدعم ابتكاره بمجموعات عمل جماعية تؤكد الجديد وتفتح أبواب المستقبل.
«التنوير فى الغرب حدث بصحبة الثورة العلمية، والبعض يريده أن يبزغ عندنا بصورة بلاغية».
هكذا يرى د. أحمد شوقى ناقدا فارقاً للحياة الثقافية، والأمر يتماس بالتأكيد مع استعادة الفنون الجميلة فى مصر التى تنمى العقل الناقد المسئول والوجدان المتصالح مع نفسه، حقيقة الأمر أن هذه السطور هى استجابتى لأفكار هامة بعنوان الثقافة العلمية والتنوير المجتمعى دعوة للحوار، استعاد د. أحمد شوقى بجريدة الأهرام السبت الماضى من خلالها الدعوة للحوار حول الثقافة العلمية التى كاد حديثها يختفى من اهتمامات الشأن العام، وهو عالم ومفكر مصرى جليل يعمل أستاذا للهندسة الوراثية ساهم فى الترويج للثقافة العلمية منذ أوائل الثمانينيات حتى الآن، ولهذا أود أن أثمن دوره ومحاولاته الاستيعادية لاهتمام الرأى العام بالمستقبليات والتفكير العلمى، الفن والعلم إذن هما الإطار الحاضن الضرورى لتجديد الخطاب الدينى بلا شك، ضمن تجديد الخطاب الثقافى العام، فهل من تصور حقيقى مستقبلى بميزانية كبيرة يدعم عودة الفن والثقافة العلمية عبر إرادة سياسية تثق فى أن الانسجام المجتمعى هو رهن ذلك العمل المستقبلى المنتظر، وتتجاوز الجرى فى المكان داخل المؤسسات الثقافية الرسمية وتدرك أن إرادة الدولة يجب أن تؤمن إيمانا حقيقيا بأن القوة الناعمة المصرية تحتاج لرجال جدد لديهم  أحلام حقيقية ولميزانية كبيرة ولتفكير مختلف فارق يبنى مشروعات الدولة الحديثة.