الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رجل الأعمال فى مجلس النواب

رجل الأعمال فى مجلس النواب
رجل الأعمال فى مجلس النواب




إبراهيم رمضان  يكتب

بعد أن انتهينا من الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، وصار لدينا مجلس نواب منتخب، من نواب مستقلين وحزبيين، أصبح لدى مجموعة من رجال الأعمال درع وسيف.
أما السيف فهو مجموعة أعضاء مجلس النواب الذين نجحوا كممثلين لحزب يملكه أو يترأسه رجل أعمال، والدرع هو مجموعة وسائل الإعلام والمواقع الاليكترونية والصحف والقنوات الفضائية التى تسبح بحمد مالكها ومؤسسها وتدافع عنه فى كل المحافل وتخدم مصالحه أيضا فى كل المحافل وتروج لأفكاره وأفكار حزبه.
نظرة لتشكيل خريطة البرلمان نجد أن رجل الأعمال «نجيب ساويرس» مؤسس حزب المصريين الأحرار أصبحت لديه كتلة برلمانية، فى الظاهر هى كتلة حزب وفى الظاهر أيضا هى كتلة نواب «نجيب» ساويرس، وهى الكتلة التى سيستخدمها رجل الأعمال ضد أى مسئول تسول له نفسه أن يمس مصالحه، وضد كل من يتجرأ عليه بالنقد فى المجلس أو خارجه.
ولكن ساويرس ليس وحده فى ملعب مجلس النواب، فرجل الأعمال السيد البدوى «صاحب شركات الأدوية» ، ورئيس حزب الوفد، صارت لديه أيضا كتلة برلمانية، الظاهر فى العلن أنها «الكتلة البرلمانية» للوفد، ولكن الواقع عكس ذلك.
البدوى صاحب مجموعة قنوات «الحياة» أو المساهم فيها، والتى يديرها حاليا أحد أصهاره، بعد أن صارت قنوات «الحياة» درعه الذى يحميه، أصبح لديه سيف «النواب» ضد خصومه التقليديين.
رجل «الحديد» أبوهشيمة، بعد أن أصبح شريكا أساسيا فى موقع وصحيفة «اليوم السابع» وربما مجموعة قنوات النهار، لم يفوت الفرصة فى أن تصبح لديه كتلة برلمانية ممثلة فى أعضاء البرلمان من حزب «مستقبل وطن» باعتباره أحد ممولى الحزب هو و3 رجال أعمال آخرين.
ثالوث «البدوى وأبوهشيمة وساويرس» لم يدخلوا البرلمان بأشخاصهم، وفضلوا أن تكون لديهم أحزاب ونواب بالبرلمان، نيابة عنهم، إلا أن رجل الأعمال أكمل قرطام «صاحب موقع التحرير حاليا وصحيفة التحرير المغلقة مؤخرا» ورئيس حزب «المحافظين» خالف هؤلاء ليدخل ليصبح عضوا بمجلس النواب عن قائمة فى حب مصر.
النماذج السابقة تؤكد أن مصر دخلت مرحلة سياسية جديدة، وربما تكون ظاهرة مصرية خالصة بتملك رجال الأعمال لثالوث «الأعمال والأحزاب ووسائل الإعلام»، وهى الظاهرة التى تحتاج لتحليل عميق من باحثى العلوم السياسية فى السنوات المقبلة.