السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدين لله ومصر للجميع

الدين لله ومصر للجميع
الدين لله ومصر للجميع




مديحة عزت  تكتب

الله محبة.. كنا من زمان مسلمين وأقباطا إخوة ومصر للجميع.. وهذه الأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقى تذكرنا بالإخوة والمحبة يقول شوقى فى قصيدة «الهلال والصليب»:
جبريل أنت هدى السماء
وأنت برهان العناية
زد الهلال من الكرامة
والصليب من الرعاية
لم يخلق الرحمن أكبر
منهما فى البراية
واجعل وسيلتك المسيح وأمه
واضرع وسل فى خلقه الرحمن
عيد المسيح وعيد أحمد أقبلا
يتباريان وضاءة وجمالا
مع دعوتى بالرحمة والغفران لأمير الشعراء أحمد شوقى الذى أقدم هذه الأبيات تحية لإخواننا أقباط مصر وتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح الذى يحتفل به أقباط مصر يوم «7 يناير».
أصدقائى وأحبابى وزملائى أقباط مصر كل عام وأنتم بألف خير وسلام وحب مع دعائى وأطلب من الله العلى القدير أن يكون الحب سبيلنا والسماحة رائدنا وأن نشعر بالمواطنة الحقة فى وطن الرسالات ومهد الحضارات التى تشرفت بالأنبياء والرسل والذى نشأت فى ربوعه اليهودية والمسيحية والإسلام.
وكان يا ما كان.. لما كان شهر يونيو أصبح تاريخا لأشهر الأحداث فى مصر اليوم..
فقد كانت أهم الأحداث فى تاريخ مصر الدينى هو أول يوم شهر «بشنس» بالقبطى «يونيو» مجىء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر، يحدثنا أشعياء النبى يقول فى سفره الإنجيلى «كان دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها» ومن الكتاب المقدس فى سفر أشعياء «مبارك شعبى مصر» وكما يقول السفر «بدأت العائلة المقدسة الرحلة.. خرج يوسف الشيخ من أرض فلسطين وخرجت معه السيدة العذراء القديسة مريم راكبة على حمار وتحمل على ذراعيها يسوع المسيح.. ليست رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بالأمر الهين بل إنها رحلة شاقة مليئة بالآلام لقد سارت السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار عبر برية قاسية عابرة الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان لمكان وكانت هناك مخاطر كثيرة تجابهها فى البراري.. وفى الرحيل عبر الصحراء.. وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هى التمهيد الحقيقى لمجئ «مار مرقس» الرسول إلى مصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية وسرى التدين إلى كل الناس فأصبح شعب مصر متدينا روحانيا يعرف الله حق المعرفة.
بدأت الرحلة عندما سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق غرب العريش ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة «القرما» الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد.. ومكثت العائلة المقدسة حوالى ستة أشهر وعشرة أيام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد هيكلا لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجبهة الغربية من الدير ومذبح الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح وفى هذا الدير.. ظهر الملاك ليوسف الشيخ فى الحلم بالعودة وفى طريق العودة سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلى جبل أسيوط المعروف بجبل «درنكة» وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء فى جنوب أسيوط، ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم «المحمة» ومنها إلى سيناء ثم فلسطين، حيث سكن القديس يوسف فى قرية الناصرية بالجليل.. وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت ثلاث سنوات ذهابا وإيابا ووسيلتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة أو ركوب السفن أحيانا فى النيل ومعظم الطريق مشيا على الأقدام متحملين برد الشتاء وحر الصيف والجوع والعطش والمطاردة رحلة شاقة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجل شعب مصر وكما قال الإنجيل «مبارك شعبى مصر» ومن نتيجة رحلة العائلة المقدسة هذا العدد من الكنائس والأديرة.. كنيسة العذراء الأثرية ودير المحرق بأسيوط والمتحف القبطى فى مصر القديمة وكنيسة الفرما وكنيسة العذراء بمسطرد وكنيسة العذراء بكفر الشيخ ودير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وفى كل مكان مرت به العائلة المقدسة كنائس وأديرة كثيرة أولها «مار مرقس الرسول بالإسكندرية».
هذه بعض معلوماتى وقراءتى فى الكتب الدينية المقدسة.
ويذكر سيدنا المسيح عليه السلام الذى كرمه رب العزة فى القرآن الكريم قال عزوجل «يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا» الآية «55» من سورة «آل عمران».
قوله عزجلاله: «والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» الآية «33» من سورة «مريم».
ومن كلمات المسيح عليه السلام «سلام أترك لكم»
ومن كلمات سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «كونوا عباد الله إخوانا» وقول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الأنبياء إخوة أمهاتهم شتى ودينهم واحد».
وبعد التقدم بكل الحب والتحية لأصدقائى وزملاء عمرى وأحبابى من الأقباط كل عام وأنتم بخير أعاد الله عليكم وعلينا عيد ميلاد السيد المسيح وكل «7 يناير» بألف خير وحب وسلام أنتم وكل من تحبون.. ورجاء أن تسامحونى يا أعز الأصدقاء لو كان فى معلوماتى نقص أو خطأ فسامحونى طبعا من أخلاق السيد المسيح عليه السلام السماح والله محبة.. وإلى الإخوة والأصحاب والأقباط الذين احتفلوا بعيد مولد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام نقول لهم كل عام وأنتم معانا بألف خير وأننا نحن مسلمين وقبطا أمة واحدة على الأجيال والدين لله والوطن للجميع.. وكما يقول الشاعر المعرى..
كنيسة سارت إلى مسجد
هدية السيد للسيد
وكان يا ما كان شهر «يناير» أصبح تاريخا لأشهر الأحداث فى مصر اليوم.. أيضا توجد أحداث وذكرى لحبايب أعز الناس ففى شهر يناير ويوم «11 يناير» ذكرى رحيل أعز الحبايب أستاذنا وأستاذ الصحافة إحسان عبد القدوس، إحسان الحب والحرية.. قاسم أمين الأدب «26 سنة» غاب الأديب.. إليك يا إحسان الحب كل الحب والدعاء لك بالرحمة والغفران أنت والذين معك فى رحاب الله..
ولما كانت ذكرى الحبايب حب، ففى شهر يناير أيضا وفى يوم «15 يناير» تاريخ ميلاد حبيب الأمة الزعيم جمال عبد الناصر.. وأقول لك يا عبد الناصر يا حبيب الأمة حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون يا حبيب الشعب يا جمال عبد الناصر وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال والحزم والعزم فيها.. وحبها المكنون.. وحشتنا عبسة جبينك وأنت بتفكر ونبرتك وأنت بتعلمنا وتفسر.. هذه مجرد تحية حب ووفاء لذكرى ميلاد زعيم جمال عبد الناصر.. كان عبد الناصر قائدا عظيما زعيما إنسانا وطنيا علمنا الوطنية ثوريا من أجل مصر وعلمنا الثورة على كل ما يهز مكانة وأمن مصر.. يا ريت يحاول ثوار اليوم أن يعتبروا من تصرفات الزعيم الحبيب جمال عبد الناصر قدوة لهم وطريقا صحيحا يمشون إليه لعودة الأمن والأمان وإعلاء شأن مصر بين الدول.
وأخيرا.. ومن الراحلين فى شهر يناير أشهرهم عمنا «بيرم التونسى» وذكرى رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة.. ورحيل الفنانة ليلى فوزى أبعث إليهم جميعا والذين معهم فى رحاب الله الدعاء بالرحمة والمغفرة مع دعائى هذه الأبيات لعمر الخيام..
لو حزنت العمر لن ينمحى
ما خطه فى اللوح مر القلم
نفسى خلت من تلك الصحاب
لما غدوا ثاوين تحت التراب
أيها الراحلون عنا سلاما
قد صحونا وما لبثتم نياما
وكل عام وأنتم والحبايب ومصر العزيزة بألف خير وسلام وسلامة..
وإليكم الحب كله
وتصبحون على حب