الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفتاء: السباق الدموى بين «داعش» و«القاعدة» يهدد إفريقيا

الإفتاء: السباق الدموى بين «داعش» و«القاعدة» يهدد إفريقيا
الإفتاء: السباق الدموى بين «داعش» و«القاعدة» يهدد إفريقيا




كتب- صبحى مجاهد


حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء من تداعيات بث تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى شريطًا مسجلا يحتوى على تهديدات لدولتى مالى وفرنسا بأنه سيقيم «الشريعة الإسلامية فى بلادهم كما كان قديمًا»، وفق ما صرح به القيادى فى التنظيم الإرهابى «طلحة الأزوادى»، والذى دعا جنوده إلى تنفيذ مزيد من العمليات «الاستشهادية»  ضد قوات الجيش المالى وقوات حفظ السلام فى أفريقيا، مذكرًا إياهم ببعض العمليات الإرهابية التى نفذها التنظيم ضد قوات الأمم المتحدة فى مالى.
 وأكد المرصد فى معرض رده أن المسلمين هم الفئة الأكثر تضررا من تلك التسجيلات وما يعقبها من أعمال إرهابية تستهدف الدول الغربية، حيث تشير معظم التقارير المعنية برصد أوضاع المسلمين فى الخارج إلى تزايد موجات العنف والاضطهاد ضد المسلمين وتزايد الأعمال العدائية التى تستهدفهم ومقدساتهم عقب كل حادث إرهابى غادر تقوم به الجماعات التكفيرية التى تدعى زورًا أنها جماعات «جهادية».
كما تشير التقارير ذاتها إلى أن الحركات اليمينية المتطرفة تقوم بتوظيف تلك التسجيلات والأعمال الإرهابية الصادرة من الجماعات التكفيرية فى الترويج لأفكارها ومخططاتها لفرض نمط من العزلة والاضطهاد على المسلمين ومنعهم من دخول الدول الغربية، بل وطرد المواطنين المسلمين من أوروبا بشكل عام، وقد نجحت العديد من الحركات اليمينية المتطرفة فى استغلال ذلك بشكل كبير، وقد شهدنا مؤخرًا إنشاء فرع جديد لحركة «بيجيدا» فى بريطانيا، وهى الحركة التى تقوم على معادة الإسلام واتهامه بالفاشية والدموية مستغلة فى ذلك أقوال وممارسات الجماعات التكفيرية التى ترفع شعار الإسلام.  
ولفت إلى أن هذا التسجيل من قبل تنظيم القاعدة يأتى فى سياق الصراع المحتدم بين تنظيمى القاعدة و«داعش»، حيث وصل الصراع بينهما إلى ذروته فى القارة الأفريقية ليمتد من الشرق فى الصومال وكينيا إلى الغرب فى نيجيريا ومالي، وهو ما يخلف وراءه مزيدًا من القتل والتدمير، حيث تشتد المنافسة بين التنظيمين الإرهابيين على تنفيذ أكبر قدر من العمليات الإرهابية والتفجيرات الدموية لإظهار سيطرة كل فريق منهما وبسط نفوذه ليسبق الطرف الآخر، وأن السباق الدموى بينهما ينذر بمستقبل مدمر للقارة الأفريقية.
وأكد المرصد أن دعوة تنظيم القاعدة – فى تسجيله - إلى إقامة الشريعة الإسلامية فى دولتى مالى وفرنسا بالقوة أمر لا معنى له، ولا يعدو كونه ستاراً لتحقيق أهداف التنظيم الإرهابية للسيطرة على الغرب الأفريقى بعد أن بدأ فى فقدان سيطرته فى الصومال على يد غريمه تنظيم «داعش» خاصة بعد إعلان عدد من عناصر حركة الشباب الصومالى المؤيدة لتنظيم القاعدة، الانضمام لتنظيم «داعش» وإعطاء البيعة لخليفتهم المزعوم. كما تراجعت سيطرته فى الغرب الأفريقى بعدما أعلنت حركة بوكو حرام بيعتها لتنظيم داعش والانضمام إليه، مؤكدا أن بث تنظيم القاعدة لهذا الشريط فى هذا التوقيت هو محاولة بائسة لاستعادة نفوذه الذى فقده فى الغرب الأفريقى.
ولفت مرصد دار الإفتاء إلى أن تهديد الدول بإقامة الشريعة الإسلامية بالقوة تعد مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، الذى قام على عدم الإكراه، قال تعالى { لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ }، فالإسلام دين الحرية، ودين السماحة،  قال تعالى أيضاً: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
وتابع المرصد بأن دعوة تنظيم القاعدة لعناصره لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات حفظ السلام فيها من المخالفات الجسام التى تتناقض وتعاليم ومبادئ ديننا الحنيف والتى منها، قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} وقوات حفظ السلام ليست معنية بقتال المسلمين أو محاربتهم بل وظيفتها حفظ السلام ومنع الاقتتال بين الفئات والطوائف المتناحرة.