الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الزحف الخرسانى يلتهم أراضى المنيا الزراعية

الزحف الخرسانى يلتهم أراضى المنيا الزراعية
الزحف الخرسانى يلتهم أراضى المنيا الزراعية




المنيا ـ علا الحينى

زحفت المبانى الخرسانية واحدة تلو الأخرى حتى ابتلعت الاراضى الزراعية بالقرى والمدن خاصة على الطرق حتى اتصلت القرى ببعضها البعض،  المساحات الخضراء تتقلص يوما تلو الاخر بسبب التعديات وتحولت أراضى الغذاء إلى كتل خرسانية صماء اغتالت الخضرة والجمال وقلصت الارض التى تنتج الغذاء.
 جنون أسعار الأراضى طال القرى والأراضى الزراعية التى لم تضم للاحوزة العمرانية حتى الآن، ورغم صدور عدد كبير من خرائط  الأحوزة لقرى محافظة المنيا فإن المواطن كان له رأى آخر فى شكل هذه الاحوزة واصبح التعدى على الاراضى الزراعية عينى عينك.
 وبدأت بورصة الاسعار تواصل ارتفاعها فى أسعار الاراضى الزراعية المعتدى عليها ليصل سعر القيراط إلى 400 ألف جنيه فى قرى و600 أو800 ألف فى قرى أخرى  رغم عشوائيتها وعدم مراعاة معايير الشوارع أو البناء أو الارتفاعات والانشطة علاوة على حرمانها من معظم المرافق الأساسية  أصبحت تناطح الأسعار فى المدن بل وتفوقت عليها.
الغريب أن هناك أراضى فوق خطوط الطرد الرئيسية للصرف الصحى تم البناء عليها رغم خطورتها وفى النهاية تأتى الإزالات الوهمية بهدم حائط يقوم صاحب كل قطعة أرض بعمله بشكل كروكى أول المنزل حتى ينتهى البناء وتتحول كل تلك التعديات لدراسات أمنية تساعد آخر لبناء منزل مجاور وآخر وآخر حتى تصبح كتلة سكنية.
 يقول ضاحى أحمد إن قرية طوة بمركز المنيا توالت ارتفاعات الاسعار بها حتى وصل سعر القيراط إلى 400 و500 ألف وهناك من يشترى وهو ما أدى لارتفاع الأسعار بشكل جزافى ويتم بناؤها بسرعة رهيبة رغم تكاليف البناء المرتفعة فى وقت قصير حتى المنازل القديمة وصل سعرها فى مناطق كثيرة إلى 600 ألف و500 ألف لنصف قيراط مبنى.
 ويضيف محمد على  موظف أن أسعار الأراضى فى القرى ارتفعت بسبب إقبال الأثرياء على شراء الأراضى بمساحات كبيرة خاصة على الطرق لعمل محلات وتأجيرها، لتكون مصدر دخل إضافيا بدلا من الزراعة ومتاعبها أو إيداع الأموال فى البنوك وفى النهاية القادر على شراء الاراضى الزراعية وبنائها القادرون وليس المحتاجين بصورة ملحة للسكن لانه فى النهاية المحتاج لا يستطيع أن يجارى تلك الاسعار، فوصل سعر قيراط الأرض خاصة التى تقع على الطرق السريعة، والمواجهة لأى طريق عام إلى أرقام فلكية، ما جعل الكثير من المزارعين يحجمون عن زراعة الأراضى، والقيام بتبويرها،  ومن ثم بيعها لراغبى بناء العمارات والأبراج السكنية وسط الأراضى الزراعية.
  يلفت مؤمن أحمد إلى أن عزبة مثل عزبة أبوسويلم التابعة لقرية البرجاية بمركز المنيا عزبة لا يفصلها عن مدينة المنيا سوى 5 كيلومترات ونظرا لقربها لجامعة المنيا كادت أن تصل بالمدينة بعد تحويل كل أراضيها لكتل خرسانية ضخمة تم شراؤها بأسعار باهضة وفى النهاية تأكلت جميع الأراضى الزراعية فى هذه القرى.
 أما القرى التى تم ضمها للمدينة مؤخرا فارتفعت أسعار الأراضى الزراعية بها حتى وصل سعر المتر بها إلى 20 ألفًا و10 آلاف وتحولت قبل ضمها للمدينة إلى منطقة الأبراج الشاهقة رغم عدم مراعاة الارتفاعات المناسبة للشوارع
 وتساءل خالد حسين مهندس ما موقف كل تلك الكتل الخرسانية على شبكة المرافق العامة المتهالكة من صرف ومياه شرب وكهرباء أنها تحصل على كل تلك الخدمات دون وضعها فى خطط الدولة خاصة الأبراج السكنية.
ويرى خلف ابراهيم مزارع أن زراعة الأرض أصبحت غير مجدية من وجهة نظر بعض المزارعين بعد ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة من أسمدة وتقاوى وسولار فى الوقت الذى ارتفع فيه سعر متر الأرض مبانى عن سعر الأرض الزراعية فاتجه الجميع للبناء وهجر الزراعة، مؤكدًا أن المدن تحولت بها جميع الأراضى المجاورة للطرق الدائرية لكتل خرسانية منازل وصلت لأسعار فلكية وقام عدد كبير من أصحابها ببناء محطات تموين سيارات تأخذ تراخيص وتعطى صاحب الأرض الحق فى بناء باقى الأراضى للسكن .