الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجدار العازل يفصل القدس عن الجسم الفلسطينى بطول 182 كيلو متراً

الجدار العازل يفصل القدس عن الجسم الفلسطينى بطول 182 كيلو متراً
الجدار العازل يفصل القدس عن الجسم الفلسطينى بطول 182 كيلو متراً




ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا على ما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات تنتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدا رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن، على مدار 6 أيام ترصد  روزاليوسف  من  خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ الذى يصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقيلية ونابلس  مرورا  بالخليل وبيت لحم وطولكرم  وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.

قدس الأقداس المسجد الأقصى كان الهدف الأول لزيارتى لدولة فلسطين وتحققت الحمد لله حيث كانت رحلتى للمسجد الأقصى دون أدنى ترتيبات مع الكيان الإسرائيلى أو بمعنى أصح دخلت القدس «مهربا» وهذا يدل على أن المنظومة الأمنية لإسرائيل ضعيفة وهشة وهى حجة فقط بهدف التغول على الأراضى الفلسطينية والسيطرة عليها بدعوى الأمن ففى اليوم الخامس الثلاثاء الموافق 9 مايو 2015 انتقلت بسيارة مدير العلاقات العامة بمحافظة القدس حيث انتظرنى فى التاسعة صباحا من أمام فندق فلسطين لينقلنى عبر سيارته لأننى لا أستطيع أن أدخل القدس بسيارة تابعة للسلطة الفلسطينية فدخلت عبر مقدسى وهو الأخ أحمد صيام وبلغت المسافة 18 كيلو مترا تقدر 20 دقيقة بدون الوقوف على الحواجز الوهمية التى يضعها الاحتلال بدعوى الأمن ومع غلق الحواجز وتطبيق التفتيش تصل المسافة لساعة ونصف الساعة ومرورا بمخيم قلانديا ويسكنه 20 ألف لاجئ فلسطينى وكان به مطار فى السابق إلى أن عبرنا حواجز قلانديا والزعيم وزمة والزيتزنة وعطروت وجيع 7 حواجز تفصلنا عن دخول القدس لأنه لا يستطيع أن يدخل القدس المحتلة إلا من لديه هويات إقامة دائمة حيث يوجد حتى الآن 4 آلاف هوية لعائلات من عام 1967 م وتم سحب 12 ألفا و500 هوية حتى الآن أيضا من فلسطينيين لتهجيرهم ونجد الآن الوضع القائم بالقدس من الناحية الدينية بلغ عدد المسيحيين 1% فقط بينما كانت قبل عام 67 40% نسبة الأقباط بالقدس وأثناء مرورنا إلى القدس علمنا أنه يوجد 28 قرية فلسطينية تابعة لمحافظة القدس وهى تعتبر منطقة «c» أى تحت الاحتلال أمنيا وإداريا لدرجة أن محافظ القدس وهو فى نفس الوقت وزير شئون القدس عدنان حسينى لا يستطيع أن يلتقينا داخل مكتبه بالمحافظة لأنه الآن أغلقه ولو تقابلنا به لاعتقلونا ولذلك كان لقاؤنا به داخل فندق سفير بعيد عن الانظار لقوات الاحتلال ومحافظة القدس مقسمة إلى شمال غرب ويبلغ تعدادها 65 ألفا وجنوب شرق القدس يبلغ تعدادها 120 ألفا وقلانديا 120 ألفا والمحافظة 60 ألفا ويبلغ تعداد القدس جميعها 330 ألفا بينما نجد فى الضفة الغربية نصف مليون مستوطن وأكبر تجمعاتهم فى غوش عتصيون ومنطقة أرئيل والى أن دخلنا القدس وجدنا أن مايفصل جنوب الضفة عن شمالها هى مستوطنة وجار ترحيل تجمعات بدوية عربية إلى أريحا وإلى أن دخلنا الأقصى طلبت أن أصلى ركعتين قبل أذان الظهر داخل المسجد الأقصى ووجدت عناصر الاحتلال داخل كل مكان وإلى أن مررت عبر باب الأسباط إلى الداخل وصليت حتى نقابل المحافظ وبعد أن خرجت مررت بالبلدة القديمة وهى يوجد بها 38 ألف مواطن فى كيلومترمربع منهم 28 ألف مسلم و4 آلاف مسيحى و6 آلاف يهودى ومررنا بجبل الزيتون أحد أهم المناطق المقدسة وهى كانت بدء المرحلة الأولى لتعاليم السيد المسيح وأثناء تجولنا داخل مدينة القدس وجدنا أن هناك محاولات اغراء كثيرة من قبل الاحتلال للسيطرة على منازل الفلسطينيين إما عبر إغراءات المال أو حسب قانون الغائبين أى يستولى الاحتلال على المنازل التى هجرها أصحابها نتيجة للإجراءات التعسفية ووجدنا على سبيل المثال علم اليهود مرفوعا فوق أسطح أحد المنازل وعندما سألنا عن أسباب وضع هذا العلم وجدنا أن الإسرائيليين استولوا عليه بهدف أن يتم بناء تلفريك فوقه لإيصالهم إلى حائط البراق «المبكى المزعوم» على حد قولهم وعندما استفسرنا عن مصير الفلسطينى الذى باع هذا المنزل قالوا انه قتل فى أريحا عقب بيعه لليهود ثم تجولنا داخل القدس.
A1 مخطط استيطانى تمنعه قرية الزعيم
مررنا بمنطقتى سلونا والشيخ جراح وهى تعتبر من أكثر المناطق استهدافا ثم انتقلنا إلى جانب آخر وهو مشروع استيطانى جديد يطلق عليه A1 وهو الذى يفصل شمال الضفة عن جنوبها بحوالى 12 فدانا ونصف الفدان ولكن قرية الزعيم هى التى تقف حائلا دون تنفيذ هذا المخطط حيث يوجد أكثر من 20 ألف نسمة تعداد سكان هذه القرية وبعد ذلك مررنا بوادى الجوز.
المسجد الأقصى من الداخل
ولم أكتف بزيارتى للمسجد الأقصى وطلبت أن أزورها مرة أخرى ودخلت عبر باب السلسلة حيث يوجد 7 أبواب منهما بابان من أبواب القدس وهى على مساحة 144 فدانا ولكن اليهود استولوا على باب المغاربة وهو الباب الذى يسمونه باب الهيكل وفى رمضان يتسع المسجد الأقصى لأكثر من 350 ألف مصلى بينما فى الايام العادية نجد أنه فى المسجد الأقصى يبلغ عدد المصلين 3 آلاف مصلى وفى المسجد المروانى 12 ألف مصلى وقمنا بالصلاة اربع ركعات داخل المسجد الأقصى وأثناء خروجنا إلى مسجد قبة الصخرة لصلاة ركعتين أيضا وجدنا عددا من المرابطين من رجال ونساء يرددون الله أكبر الله أكبر أثناء محاولة دخول عدد من المستوطنين إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة ويقول أحمد صيام مدير العلاقات العامة بمحافظة القدس ان الصلاة بدأت فى المسجد الأقصى وسمى بذلك لبعده عن مكة حيث تحولت القبلة بعد اربعين عاما وكانت الجمال تصل بين النقطتين الأقصى ومكة فى عامين حيث توجد قبة الصخرة والتى أم بها الرسول عليه الصلاة والسلام بكل الانبياء ويقدر اعدادهم بالآلاف وهى أقرب نقطة للسماء كما يوجد المسجد القبلى وعدد من القباب وتم بناؤه فى العصر المروانى فى عهد عبد الملك بن مروان والقبة تحولت من الرصاص فى عام 64 إلى عام 67 كانت من الألومنيوم وثم عام 39 تحولت إلى نحاس مذهب فالمسجد الأقصى ليس مساحة ولا جدران ولا قباب ولا آبار ولاسبل بل هو زيارة الرسول الكريم إلى القدس وعرج به إلى السماء وتسلم هناك تعليمات الصلاة بالمعركة قريبة والنصر لنا.
كيف تدخل الأقصى رغما عن الاحتلال
نظرا لحجم المعاناة التى يعيشها الفلسطينيون للدخول إلى الأقصى من منع أو كثر حواجز وتفتيشات الا أن الفلسطينيين شعب الجبارين لم يمنعهم ذلك فنجد أن هناك عدة سيناريوهات للدخول إلى الأقصى من شمال غرب منطقة بيت أكسا مرورا بلفتا غرب القدس وهى مسافة تبلغ 10 كيلو حتى القدس وهذا هو السيناريو الاول حيث نجد أن عقوبة من يعتقل نتيجة دخوله القدس بطرق غير قانونية حسب قوانينهم الجائرة فيتم سحب السيارة من 3 إلى 6 أشهر وغرامة تقدر بـ1500 دولار بالاضافة إلى الحبس لسنوات من عام لثلاثة ولم يتوقف الفلسطينيون عن دخول القدس تحت مقولة لن يمنعونا أبدا حيث ان هناط طريقا من رام الله عبر الجدار إلى القدس فى خلال 10 دقائق من خلال مجموعات فلسطينية تخصصت فى ذلك وتخترق الجدار سواء بالصعود من خلاله ورشوة الجنود الاسرائيليين او قطع الأسلاك للمرور إلى الداخل وتعطيل بعض النقاط الامنية.
العهدة العمرية
هى كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد وأمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق فى تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق فى تنظيم العلاقة بين الأديان وذلك بعد انتصار المسلمين فى معركة اليرموك دخل عمر رضى الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس فى 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتابا به شروط الصلح وهذا نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم»
هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطى أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية.
وعلى ما فى هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذى عليهم من الجزية.
«المرابطون» يصدون همجية الاحتلال
يعيش الفلسطينيون فى مدينة القدس حالة من الغليان المتواصل مع استمرار القرارات الإسرائيلية التى تضيّق الخناق عليهم، خاصة فيما يتعلق بزيارة المسجد الأقصى وممارسة العبادة فيه، كذلك على مستوى الإبعاد الذى يتعرض له المرابطون والمرابطات الموجودون لتلقى العلوم الدينية فى الأقصى.
حالة من التوتر والاشتباكات المتواصلة تدور بين المقدسيين من جهة، والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جهة أخرى، على مدار الأسابيع الماضية، خاصة بعد قرار وزير الدفاع الإسرائيلى بحظر مؤسستى المرابطين والمرابطات ومنع التسميات المنبثقة عنهم.
وأكد احمد صيام مدير العلاقات العامة بمحافظة القدس أن المرابطين والمرابطات يتواجدون فى الأقصى لغرض تلقى العلوم الدينية فقط، مشيرا إلى أن «الشرطة الإسرائيلية اعتبرتهم قائمة محظورة ومنعت تواجدهم فى الأقصى وأن الشرطة الإسرائيلية باتت تمنعهم من دخول المسجد ويعتدون عليهم بالضرب، إضافة للاستفزازات المتواصلة من المستوطنين اليهود الذين يعملون على تشويه المعالم الإسلامية فى القدس وبالهدم والتخريب.
وأعرب عن تخوفه من المخططات الإسرائيلية التى تهدف لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا والعمل على تهويد القدس والذى من خلاله يتم اقتسام ساعات وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين، فيكون لليهود أيام خاصة لهم وحدهم داخل الأقصى، إضافة لتقسيم مكانى يكون باقتطاع مناطق معينة من الأقصى لتكون حكرا على اليهود مؤكدا على أن ما تقوم به إسرائيل منافيا لكل القوانين والأعراف، حيث يمنعون ممارسة العبادات الإسلامية وتلقى العلوم الدينية.
وأشار إلى أن عدد المرابطين والمرابطات يصل تقريبا إلى 450 مرابطا ومرابطة وتجمعهم علاقات إنسانية حميمة حيث إن العديد من حالات الزواج والمصاهرة تمت بين عائلات المرابطين ليزيدوا من اللحمة والترابط لأن «المرابط فى الأقصى مثل السمكة لا يستطيع الخروج من باحاته لأنه سيختنق وأفاد أن قرارات الإبعاد التى تتخذ بحقهم غير قانونية مضيفا: «هناك 50 مرابطة ضمن القائمة السوداء تم إبعادهم عن الأقصى.
مفتاح كنيسة القيامة فى عهدة عائلة مسلمة
وبعد ان دخلنا مسجد عمر بن الخطاب قمنا بلقاء حارس كنيسة القيامة وهو وجيه نسيبة مسلم وهو من عائلة مقدسية عريضة يقوم بفتح كنيسة القيامة وهو المسئول عن مفتاحها ويرجع إلى أن عائلة جودة الحسينى هم المؤتمنون على هذا المفتاح منذ ان قام سيدنا عمر بن الخطاب بتسلم مفتاح الكنيسة وذلك لدرء الخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة المشتركة بالكنيسة وتعد كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس هى كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة فى القدس. بنيت الكنيسة فوق الجلجلة أو الجلجثة وهى مكان الصخرة التى يعتقد ان المسيح صلب عليها وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية فى العالم المسيحى وتحتوى الكنيسة وفق معتقدات المسيحيين على المكان الذى دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس وسميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة يسوع من بين الأموات فى اليوم الثالث من الأحداث التى ادت إلى موتة على الصليب، بحسب العقيدة المسيحية وتتقاسم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الأرثوذكسية المشرقية.
دراسة إسرائيلية.. كيف نمنع ظهور
«صلاح الدين الأيوبى» جديد
ويكشف لنا مدير العلاقات العامة بمحافظة القدس عن دراسة أكاديمية فى جامعة عبرية بالقدس تخصصت فى كيف تمنع إسرائيل ظهور قائد مثل صلاح الدين الايوبى جديد للعرب خشية تعرضهم للهزيمة وكان لصلاح الدين الأيوبى مكان يختص به للذكر ودراسة أحوال الرعية وهى الخانقاه وتقع فى حارة النصارى وتحديدا خلف كنيسة القيامة وتنسب إلى صلاح الدين الأيوبى الذى أنشأها إثر تحرير القدس من الفرنجة فى سنة (583هـ/ 1187م). وبعد عامين ووقفها على الصوفية وقد بنى شيخ الخانقاه الصلاحية برهان الدين بن غانم مئذنة جميلة لها فى سنة (840هـ/ 1436م).
والخانقاه الصلاحية أول انشئت فى مدينة القدس. وهى عبارة عن مجمع معمارى متكامل يتألف من مسجد وغرف للسكن ومرافق عامة. وتحفل سجلات محكمة القدس الشرعية بالحجج التى تتناول شئونها الوقفية والإدارية والتعليمية، وشئون موظفيها اليومية والاجتماعية.ومن ذلك وقفيتها التى تفيد وقف صلاح الدين الأيوبى حمام البطريك وبركته وبركة ماملا وأراض زراعية فى البقعة إضافة إلى مجموعة من الحواكير والدور والدكاكين.علاوة على وظائفها التى برزت فيها عائلات مقدسية مشهورة مثل العلمى وعناية الله الغزى وبنى غانم والمهندس.