الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أطفال الشوارع أبناء للخصخصة والمعاش المبكر









«أطفال الشوارع.. الجنس والعدوانية.. دراسة نفسية» كتاب جديد للباحثة الاجتماعية والنفسية د. رضوى فرغلي، صدر حديثًا عن «الدار المصرية اللبنانية» فى خمسة فصول ومقدمة بعد أن كثر الحديث عن أطفال الشوارع وصاروا الشماعة التى يعلق عليها كل المشاكل قررت الكاتبة والباحثة «رضوى فرغلي» ان تكتب عنهم فتعاملت مع هؤلاء الأطفال من منطلق إنسانيتهم، كونهم ضحايا أولًا، لمجتمع قامع ومفكك، وأنهم أبناء طبيعيون للخصخصة والمعاش المبكر، وبقية المشكلات الاجتماعية التى يعرفها الجميع، ويدفن رأسه فى الرمال.

 
تمثل النماذج التى توردها المؤلفة منذ السطر الأول للكتاب وتأتى -من خبرتها بعلم النفس- صدمة للقاريء، وهى دليل إدانة دامغ على ما جرى من تخريب للروح المصرية فى السنوات الماضية.

 
فى الفصل الأول: من هم أطفال الشوارع؟ توضح الباحثة أن كل التوصيفات التى قدّمت لهم وصفية تتعامل مع الشكل الخارجى، تركز على مظاهر الظاهرة دون تحليلها بوضعها فى سياقها الاجتماعى والاقتصادى، وإن كانت الأمم المتحدة تعرف «طفل الشوارع» بأنه «كل ولد أو بنت يصبح الشارع (بأوسع معانيه بما فى ذلك الأماكن المهجورة والخرابات وغيرها) بالنسبة له أو لها مقر إقامة أو مصدرًا لمعيشته، ولا يتمتع الولد أو البنت بالحماية والإشراف والتوجيه الكافى من جانب أُولى الأمر من الراشدين.

 
وعلى هذا المنوال تتوسع المؤلفة فى رصد أنواع مفهوم أطفال الشوارع كعمالة الأطفال، والحدث الجانح، والمشردون.

 
وفى الفصل الثانى الذى يحمل عنوان «كابوس عالمى» ترصد الظاهرة فى أغلب دول العالم حيث قدّرت منظمة الأمومة والطفولة «اليونيسيف» عدد أطفال الشوارع فى العالم، بما يزيد على مائة مليون طفل، نصفهم تقريبًا فى أمريكا اللاتينية، وفى الولايات المتحدة الأمريكية مليون طفل، وفى الهند 11 مليونًا، وفى مصر مليون، أغلبهم فى القاهرة، ثم ترصد المؤلفة مجموعة من الأسباب تؤدى بالطفل إلى الهرب والبقاء فى الشارع، كما تتوقف المؤلفة عند استغلال الشرطة الشرطة للإناث جنسيًا مقابل الحماية.
 
 
وفى الفصل الثالث: ترصد المؤلفة مجموعة من العوامل لحماية الأطفال، قبل دخولهم هذا العالم وبعد دخوله، وفى الفصل الرابع تتعرض للإساءة التى يلقاها طفل الشارع كنماذج فى بعض دول العالم.

 
الفصل الخامس والأخير: جنس وعدوان.. وأشياء أخرى تحلل المؤلفة النماذج التى أخضعتها للدراسة ومنها تتعرف عمليًّا على هذا العالم الغريب؛ حيث الجنس فيه أسلوب حياة، والاستغلال هو القانون وبالتالى يصبح العدوان هو الطريقة الوحيدة التى يتعامل بها الطفل مع العالم.