الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوتين: الأسد ارتكب أخطاء كثيرة ومستعدون لمنحه اللجوء

بوتين: الأسد ارتكب أخطاء كثيرة ومستعدون لمنحه اللجوء
بوتين: الأسد ارتكب أخطاء كثيرة ومستعدون لمنحه اللجوء




دمشق- موسكو: وكالات الأنباء

قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن سوريا تحتاج إلى البدء فى العمل على صياغة دستور جديد كخطوة أولى للتوصل إلى حل سياسى لحربها الأهلية على الرغم من أنه اعترف بأن العملية ستكون صعبة على الأرجح.
وأضاف بوتين فى مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، «أعتقد أنه من الضرورى التحرك باتجاه إصلاح دستورى فى سوريا، انها عملية معقدة بالطبع، وبعد ذلك ينبغى على سوريا على أساس الدستور الجديد أن تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة».
وتابع بوتين: «تتحدثون عن الأسد كحليف لنا، هل تعرفون أننا ندعم أيضا تحركات المعارضة المسلحة التى تقاتل داعش؟  ننسق تحركاتنا المشتركة معهم وندعم عملياتهم الهجومية فى أجزاء مختلفة بجبهة القتال بقواتنا الجوية.». وأوضح أن الخلاف بين السعودية وإيران سيعقد محاولات التوصل لحل للصراع السورى.
وأكد الرئيس الروسى أن بلاده يمكنها منح اللجوء إلى الرئيس السورى بشار الأسد إذا اضطر إلى مغادرة بلاده.. وأضاف: «لقد كان الوضع أكثر صعوبة بالتأكيد أن يتم منح سنودن اللجوء فى روسيا مقارنة بحالة الأسد»، فى إشارة إلى الموظف السابق لدى جهاز الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن الذى حصل على اللجوء فى روسيا عام 2013.. واعتبر أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت روسيا ستأوى الأسد، وأردف: «أولاً على الشعب السورى أن يكون قادراً على التصويت، ثم سنرى ما إذا كان يتعين على الأسد مغادرة بلاده إذا خسر الانتخابات».
وأقر بوتين بأنه يعتقد أن الأسد «قد ارتكب كثيراً من الأخطاء على مدار هذا الصراع».
لكنه أضاف: «إن الصراع ما كان أن يصبح بهذا الحجم ما لم يتم تأجيجه من خارج سوريا بالسلاح والمال والمقاتلين».
واستطرد «لا نريد لسوريا أن ينتهى بها المطاف مثل العراق أو ليبيا.. انظروا إلى مصر .. يتعين على المرء الإشادة بالرئيس عبد الفتاح السيسى لتحمله المسئولية وتوليه السلطة فى وضع طارئ من أجل تحقيق الاستقرار فى البلاد».. وعندما سئل عن قصف جيش الأسد للسوريين، رد بوتين قائلاً: «الأسد لا يحارب ضد شعبه، لكن ضد الذين يقومون بعمل مسلح ضد حكومته».
وزاد: «إذا أصيب السكان المدنيين بأذى، فإنه ليس ذنب الأسد، ولكنه خطأ المتمردين ومؤيديهم الأجانب فى المقام الأول».
فى الوقت نفسه، قال مسئول كبير بالأمم المتحدة إن عمالا بالأمم المتحدة ووكالة إغاثة شاهدوا أشخاصا يتضورون جوعا فى منطقتين سوريتين محاصرتين حيث وصلت مواد إغاثة أمس الاول.. كانت قافلة إغاثة دخلت بلدة مضايا حيث تحاصر قوات الحكومة آلاف الأشخاص منذ أشهر دون إمدادات وأفادت تقارير بأن أشخاصا لقوا حتفهم من الجوع.. وقال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى سوريا، وهو فى مضايا للإشراف على عملية توزيع غذاء على أكثر من 40 ألف شخص، إنه تلقى تقارير أيضا تشير إلى أن 40 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم من الجوع.
وتابع: «لقد رأينا بأعيننا أطفالا يعانون سوء التغذية الحاد. أنا متأكد أن هناك أشخاصا أكبر سنا يعانون سوء التغذية أيضا.. ومن ثم توجد مجاعة.»
وأضاف أن عمال إغاثة شاهدوا أيضا حالات جوع فى الفوعة وكفريًا.. والفوعة وكفريا قريتان شيعيتان يقطنهما نحو 20 ألف شخص وتحاصرهما فصائل المعارضة واستقبلتا أيضا مساعدات إغاثة ضمن قافلة الاثنين الماضى.
وقال الحلو إن عمال الإغاثة فى مضايا سيقومون بعملية توزيع المواد الغذائية بطريقة مقبولة على الرغم من عدم وجود الأمم المتحدة على الأرض.. وقال «يجب علينا أن نصل إلى كل السوريين فى كل أجزاء سوريا للمساعدة فى تخفيف تأثير الأزمة على الناس» وألقى باللوم على الأطراف المتحاربة فى عمليات الحصار فى مختلف أنحاء البلاد.
وقالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن حربًا بالحصار تستخدم «بطريقة منسقة ومدبرة بلا رحمة» فى سوريا بهدف إجبار السكان بشكل جماعى على الخضوع أو المعاناة من الجوع.
وأشار الحلو إلى أن «عمليات الحصار أمر فظيع لا يجب أن يحدث وعندما يحدث يعانى الناس وهذا ما نراه الآن».