الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منمنمات ثقافية شاردة

منمنمات ثقافية شاردة
منمنمات ثقافية شاردة




يكتب: د.حسام عطا
صالون الطليعة الثقافى هو إضافة جديدة للمخرج محمد الخولى بمسرح الطليعة، حيث يحاول ممارسة الربط الثقافى بين مسرح الطليعة والواقع الثقافى المحيط، وقد بدأ عمله بعدد من الفعاليات أبرزها عرض لفيلم تسجيلى عن تاريخ مسرح الطليعة، وهو فى تقديرى أمر شديد الأهمية حيث يعود الفيلم إلى تاريخ الإنشاء 1962 عندما كان اسمه مسرح الجيب، ومصدر الأهمية هو السعى نحو استعادة هوية ودور الفريق وسبب وجوده فى أوائل الستينيات، وهى أسئلة ضرورية لكل مسارح مصر فى وزارة الثقافة، بل ولكل المؤسسات الثقافية الكبرى والتى يغيب التنسيق بينها وبين بعضها البعض. فعلى سبيل المثال أصبح غياب اجتماع المديرين الدورى عن هيئة المسرح يخرجها من فكرة التنوع والاختلاف بين الفرق المتعددة، وهو تنوع يسعى للتكامل، وإذا كان هذا هو الحال داخل هيئة واحدة، فماذا عن التنسيق بين المؤسسات المختلفة؟
كنت أبحث عن إجابة عن تكريم مستحق للفنان سمير صبرى قامت به الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو لم يعمل بها طوال حياته، عرفت أنه اختصاص لقصر السينما بالهيئة ولكن غياب اسم القصر واختيار مكان التكريم بمركز الإبداع جعل الأمر محل السؤال: مَن يكرم مَن؟ وأين ومتى ولماذا؟
إن هؤلاء الذين منحوا أعمارهم للعمل الثقافى بالأطراف مثل الفنان التشكيلى عز الدين نجيب وغيره هم أحق بالتكريم باسم الهيئة العامة لقصور الثقافة، لأن هذا هو دورها وغياب اسم قصر السينما عن تكريم سمير صبرى جعل هذا التكريم المستحق غريبا بعد صمت طويل للهيئة العامة المختصة بالعمل خارج العاصمة عن التواصل مع الشأن العام، أنه الاختصاص الغائب إذن، ثم يأتى مهرجان للمسرح التجريبى المعاصر بشرم الشيخ أسأل عن جمهوره وعن سببه ولمن تقدم تلك العروض ولا يوجد جمهور للمسرح بشرم الشيخ، أما التنشيط السياحى فهو فعل مختلف.
مفاجآت الأسبوع الماضى فى وزارة الثقافة مهمة وهى استحقاق ضرورى، ولكنها تدار بشكل ينقصه التنسيق ويفتقد ذلك التكامل المعبر عن العمل المؤسسى، ولذلك فصالون الطليعة عندما يسأل سؤال هوية المسرح وتاريخه الآن فهو يسأل سؤال المستقبل عندما يحتفل بسؤال الاختصاص وهو سؤال ضرورى الآن لكافة المؤسسات الثقافية، أما بنك الأفكار الذى طرحته دار الأوبرا المصرية فهو فرح حقيقى تغيب عنه المعلومات لدى المثقفين والرأى العام.
إنها أحداث أسبوع واحد فى مصر الكبيرة، أحداث مهمة لكن قليلا من التنسيق يمنحها المعنى ويصلها بجمهورها المستهدف.