الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كشفت عن ساقيها

كشفت عن ساقيها
كشفت عن ساقيها




على الشامى  يكتب

عندما دعا نبى الله سليمان الملكة بلقيس إلى قصره وعند دخولها عليه حسبت الرخام الفاخر ماء فكشفت عن ساقيها للتجاوز الماء دون أن يبتل طرف الفستان ولما فهمت الأمر - بعد اختبارها للأرض - انها ناشفة وزى الفل نزلت الفستان وآمنت مع سليمان، الحقيقة اللافتة أن سليمان النبى بذكاء شديد استطاع أن يوصل إلى بلقيس الملكة المتعالية إنها مجرد ساذجة لا تفقه شيئا وأن خبرتها لا تعدو كونها خبرة فتاة مراهقة فى أحد الأحياء الشعبية فى سبأ تخشى ابتلال فستانها من ماء زائف.
عندما اتذكر هذا المشهد البديع وأرقب تحركات وزارء الحكومة الكرام أتعجب جدا من تشابه الأمر، فالسيد رئيس الوزراء يملك قدرة غريبة على اختيار وزراء ليسوا على قدر المسئولية وعلى قدر اللحظة التى تحياها الدولة المصرية الآن والصعاب الشديدة التى تواجهها وفى كل حدث يستدعيهم إليه الشعب تجدهم يفعلون كما فعلت بلقيس مع سليمان يدخل الوزير من دول على الشعب صاحب السلطة والكلمة وهو مشمر البنطلون لحد ركبته ثم يفهم بعدها - بحكم قلة خبرته وسذاجته السياسية والعملية - أن الشعب قد أوقعه فى فخ ووقف يتفرج عليه.
الغريب أن الوزير لا يتمتع بالروح الرياضية التى تمتعت بها الراحلة بلقيس ويصر فى كل مرة بعد أن يشمر البنطلون على أن يكابر ويعود للخروج من القاعة فى انتظار أن يشمر البنطلون مرة أخرى، وزراؤنا على سبيل الاحتياط يحتاجون للسير فى العملية السياسية ببرمودا حتى يتسنى لهم سرعة أكبر فى الأداء.
أما الأداء الكوميدى للنواب الجدد والذين يتعاملون على أن المجلس مجلسهم - لاحظ المفارقة فى تحول مجلس «الشعب» إلى مجلس «النواب» - فقد تجاوز خيال سليمان بكثير، فنواب المجلس الموقر يظنون جنبات المجلس ساحة على ترعة بلدنا يمارسون فنون الاستعراض والحديث فى التليفون والتلويح للأهل والأقارب المنتظرين لرؤية النائب الهمام يطل من على شاشة قناة «صوت الشعب» الغراء، فى مشهد يشبه المراهقين اللزجين المتحلقين دوما وبدون مناسبة حول كاميرا أى مراسل لأى قناة للتلويح لعل وعسى أن يراه أحدهم فضلا عن الآداء اللغوى الكوميدى الذى ينبئ بمستقبل عظيم فى صياغة القوانين وخيرا فعل التليفزيون المصرى بعدم بث هذه المهازل على الهواء.
وأعود إلى الحكومة وأذكر هنا منذ عدة سنوات موقف خالد الذكر مانويل جوزيه فى إصراره على أن يبقى فلافيو مهاجما للأهلى والذى صام موسما كاملا عن التهديف مانويل جوزيه كان يرى فى فلافيو ما لا تراه الجماهر العطشانة لهدف يهز الشباك بعدها تحول فلافيو إلى هداف الأهلى لسنوات طويلة ترى هل تعاملنا الحكومة بمنطق خالد الذكر مانويل جوزيه؟ هل ينتظر رئيس الحكومة من كل الوزراء الفلافيو أن يخرجوا عن صمتهم وقلة كفاءتهم إلى براح التهديف وهز الشباك؟ ربما ولكن أخشى أن ينتهى الدورى وفلافيو ما زال صائما عن التهديف.