السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صفعة على مؤخرة طهران!

صفعة على مؤخرة طهران!
صفعة على مؤخرة طهران!




وليد طوغان يكتب

إن جيت للحق، كان إعدام السعودى نمر النمر فى هذا التوقيت فيه كثير من الخطأ، لكن فى المقابل، يظل نمر النمر، مواطن سعودى متطرف، حمل بيد السلاح، وبالأخرى قنابل زمنية ضد مواطنيه، وبلاده دعما لإيران، كشأن كثير من الاقليات الشيعية فى البلدان العربية.
لم يكن النمر رجل دين كما صدرته إيران، فرجال الدين يرتدون الجلابيب، ولا يخفون تحتها المتروليوزات، ولا الكلاشينكوف. نمر النمر، ارتدى الجلابية، لإخفاء الأحزمة الناسفة.. فأعدمته سلطات بلاده، بموجب قانون بلاده.
لو اتهمت إيران السعودية بالوحشية فى العقوبات، فإيران نفسها تعدم ألوف المعارضين كل يوم، على الأوناش الثقيلة، باكثر من وحشية، وازيد من لا إنسانية. يبقى التصعيد الإيرانى، تجاه إعدام النمر محاولة جديدة للإيقاع بالمملكة السعودية، فى سلسلة محاولات متكررة، وقديمة، يبدو فيها حتى الآن أن إيران على مشارف مزيد من الخسارة.
النزاع الإيرانى السعودى سيعود تحت الأرض من جديد. فلا إيران ستتعمد مزيدا من التصعيد العلنى، ولا السعودية راغبة فى التصعيد العسكرى. النتيجة واحد صفر للسعودية، لأن معظم ادوات إيران وأوراقها على دكة الاحتياطى، بين إصابات وانكشافات.
فى ساعات قليلة، ضربت السعودية إيران بسياج عزلة عربى، لم تتوقعه طهران. التهييج الإعلامى الإيرانى بعد إعلان إعدام النمر كان بالونة اختبار. مزيد من الدعوة للصدام، لن تكون فى مصلحة طهران. فلا المناخ الإقليمى فى صالحها الآن، ولا الجبهة الداخلية فى صفها.
على عكس ما يبدو، جبهة إيران الداخلية ليست متماسكة، ولا متآلفة. لدى إيران مشاكل أقليات كثيرة، وانتهاكات ضد تلك الأقليات بالزوفة. مناطق البلوشستان، والسستان مثلا داخل الاراضى الايرانية على صفيح ساخن. نظرية تصدير الثورة الإيرانية، ومحاولة ذرع الدعوة لولاية الفقيه فى البلدان العربية، بات لها اكثر من مهاجم داخل الإدارة الإيرانية، وداخل مجلس تشخيص مصلحة النظام داخل قلب طهران.
التقارير المخابراتية المنشورة فى الصحافة الأوروبية كل يوم تشير الى شكل الوضع المزرى للأقليات، والمواطنين من غير الشيعة على الأراضى الإيرانية. حتى شعارات الموت لأمريكا، واقلتوا شياطين الغرب التى كان يرفعها عناصر الحرس الثورى فى المؤتمرات، والاحتفالات لم يعد لها كثير من المؤيدين فى الداخل. الاتفاق الأخير مع الولايات المتحدة إشارة إلى أن داخل إيرانى من يشعر أن الكفة لم تعد فى صف الثورة الإسلامية، ولا فى صف سياسات العداء الإقليمى الدائم مع كل المحيطين.
اذا كانت إيران الآن تلعب بالأقليات الشيعية فى الدول العربية، وفى الخليج، فهى لم تستطع التعامل مع ملف الأقليات على أراضيها.
لكن الخليج الآن يبدو الآن أكثر جدارة على التعامل مع تحريض الشيعة على الفوضى داخل أراضيه. سرعة سيطرة مجلس التعاون الخليجى، بقيادة سعودية على محاولات شيعة البحرين إثارة الفوضى فى البلاد قبل عامين، كان آخر صفعة قوية للإيرانيين، على الوجه وعلى المؤخرة.
هل صحيح ان السعودية هى التى سعت للصدام، من خلال إعدام النمر؟ الإجابة: لأ. فايران هى التى لفت من الخلف، وما لم يسقط من دول المنطقة بالربيع العربى، حاولت اسقاطه بألاعيب مواطنيه الشيعة. لعبت أياد إيرانية فى الشرق السعودى، وفى البحرين، وفى اليمن، وحاولت فى الإمارات، ولها محاولات فى مصر.
ربما التوقيت خاطئ، لكن خطوة تنفيذ إعدام النمر جريئة، وصفعة أخرى على مؤخرة طهران.
المعادلات الإيرانية مستمرة، فى اليمن، وفى سوريا، طهران تتعمد سياسات النفس الطويل فى الشام، المفترض ألا تقابلها تشنجات عربية أو سلوكيات نابعة من «غيظ» قديم، نتائجه لن تكون فى الصالح العربى.