الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كبارى مصر» قنابل موقوتة

«كبارى مصر» قنابل موقوتة
«كبارى مصر» قنابل موقوتة




تحقيق: محمد فؤاد

تصوير: ايمن فراج

كبارى مصر أصبحت قنابل موقوتة.. انهيارات وتصدعات تضع حياة المواطنين فى مهب الريح.. بدأ بناء الكبارى فى القاهرة على يد الفرنسيين والإنجليز بداية من النصف الثانى للقرن 19، وكانت تسمى بأسماء الملوك والأمراء، وعندما قامت ثورة 1952 تغيرت هذه الأسماء، وبمرور الوقت بُنيت كبارى عديدة نظرا لزيادة أعداد السكان والسيارات، حتى أصبح عددها فى مصر2370 كوبرى، وسكن أعلاها عزرائيل بعد أن أهملتها الحكومة بعدم الصيانة.
وفى تصريحات سابقة للدكتور سعد الجيوشى وزير النقل قال إن 850 كوبرى فى مصر مهددة بالانهيار، بسبب عدم وجود صيانة لها، وهو ما يعنى أن 40% من كبارى الجمهورية غير صالحة، وتهدد بحدوث كوارث متتالية وعلى فترات متقاربة، وأكد أن الكبارى الأكثر تضررًا هى كبارى بنى سويف والمعتمدية وطوخ والحامول ودسوق وأسوان والأقصر ودمياط وأسيوط  ونبروه وسوهاج وبركة السبع، إضافة إلى انقلاب عدد من سيارات النقل على كوبرى الجامعة بالمنصورة، وانهيار جزئى بكوبرى المنيل بالدقهلية، وكوبرى الحويحى بالإسكندرية، وإعادة ترميم كوبرى المشاة نبوية موسى بطريق الحرية بالإسكندرية بعد تردى حالته.
كما أن الكبارى المصرية منها 800 كوبرى تجاوز عمرها 50 عامًا، و700 أخرى بلغت حد الانهيار بسبب انعدام الصيانة والإهمال ومخالفات الإنشاء وعيوب فى الفواصل بين أجزاء الكوبرى، وانتشار الحفر رغم حداثة عمرها، وكل ذلك من شأنه إثارة مشاعر الغضب والخوف لدى المواطن البسيط الذى يجب أن يعرف إجابة على أسئلة مهمة منها، هل تلك الأحداث مقدمة لوقوع مزيد من الانهيارات للكبارى؟ وهل البنية التحتية الخاصة بكبارى مصر غير قادرة على التحمل وتعانى من الفساد فى أساساتها؟ وأين المسئولين؟
ومن الكبارى من تتعرض لحمولات زائدة تفوق قدرتها التصميمية بثلاثة أضعاف، ومنها دمياط العلوى فوق النيل، وأسيوط العلوى فوق السكة الحديد، ونبروه العلوى، وأسيوط العلوى على النيل، وسوهاج العلوى على النيل، وبركة السبع العلوى القديم أعلى الطريق الزراعى القاهرة / الإسكندرية.
وقال اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء: إن إجمالى عدد الكبارى بمصر بلغ 2370 كوبرى وأطوال الطرق المرصوفة 155 ألف كيلو متر حتى النصف الأول من عام 2014، وكشفت بيانات الجهاز أن 1530 كوبرى تابعة للهيئة العامة للطرق و الكبارى بنسبة 6·64 %، 586 كوبرى تابعة للهيئة القومية لسكك حديد مصر بنسبة7·24%، و208 كبارى تابعة لمديريات الطرق بالمحافظات بنسبة 8·8%، و40 كوبرى تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنسبة 7·1%، و6 كبارى تابعة للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق بنسبة 2·0%.
وفى العاصمة هناك عدد من الكبارى التى تواجه أزمات منها كوبرى إمبابة، ويربط بين القاهرة والجيزة، وتم بناؤه عام 1903، وهو قيمة فنية جذابة، ورغم ذلك لم ينل الاهتمام الذى يتناسب مع قيمته الحقيقية التاريخية وكونه أحد معالم مصر ويعانى من تهالك فى الصيانة وإتلاف للحواجز الحديدية على جانبيه، وغيرها.
وكوبرى أبو العلا الذى تحول إلى تل من الخردة، بعد أن كان من أجمل كبارى مصر، حين تم بناؤه عام 1912، وتشييده من الصلب ليربط بين حى الزمالك الراقى وحى بولاق أبوالعلا بزخمه الشعبي.
وفى عام 1998 تم تفكيكه لبناء كوبرى جديد، وتكلفت عملية فك الكوبرى 4 ملايين جنيه، وانطلقت الوعود وقتها بشأن الكوبرى القديم وضرورة المحافظة على قيمته التراثية والجمالية، وأنه سيعاد تركيبه وترميمه ليصبح بمثابة متحف ومرسم مفتوح للفنانين على صفحة النيل، مثل الحى اللاتينى بباريس، ولكنها وعود كالسراب.
هذا بخلاف كبارى رئيسية أخرى تعانى أزمات كبيرة بسبب الإهمال ومنها كوبرى غمرة و6 أكتوبر وقصر النيل والملك الصالح، وهو ما أكده د. عماد عبدالعظيم - استشارى الطرق والكبارى بجامعة عين شمس – وأن تصدعات الكبارى وانهيارها هى نتيجة طبيعية للإهمال وانعدام الصيانة، خاصة فى ظل الزحام الشديد وزيادة أعداد السيارات بشكل مبالغ فيه، ما تسبب فى وجود ضغط شديد على الكبارى فى الوقت الذى تحتاج فيها لإجراءات ضرورية يجب اتخاذها بشكل دورى لمنع انهيار الكبارى، ومنها توسيع الحارات المرورية والفواصل الإنشائية وإعادة ترميم التمديدات، لأنها تتآكل بمرور الوقت، حتى لا ينتهى العمر الافتراضى للكوبرى.