الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أكـاذيب ســلفية: طه حسين «غَلَّط» القرآن وسعد زغلول «خمـورجى»

أكـاذيب ســلفية:  طه حسين «غَلَّط» القرآن وسعد زغلول «خمـورجى»
أكـاذيب ســلفية: طه حسين «غَلَّط» القرآن وسعد زغلول «خمـورجى»




كتب - محمد شعبان


صفحة جديدة من الأكاذيب السلفية كشف عنها البلاغ الذى تقدم به أخيرا المحامى سمير صبرى ضد الكيان المسمى «الحركة السلفية بجامعة الإسكندرية» حيث قام هذا الكيان بتوزيع بيان فى الجامعة تحت عنوان «صحح معلوماتك» شن خلاله حملة شرسة ضد رموز وإعلام مصر فى تاريخها الحديث والمعاصر بدءا من سعد زغلول مرورا بطه حسين وهدى شعراوى وعلى عبد الرازق وآخرين.
وهذه عينة مما حفل به المنشور السلفى التضليلى: سعد زغلول يشرب الخمر ويلعب القمار».. «طه حسين طلب قلما أحمر لتصحيح القرآن».. «قاسم أمين عندما رأى عرى النساء فى الشوارع قال لم أكن أطمع فى أكثر من ذلك»، و«محمد عبدالوهاب كان يفخر بأنه حضر أول حفل للشواذ».
وفى الختام طالب المنشور السلفى الطلاب قائلا: «انس ما تعلمته وابدأ فى إعادة تكوين معلوماتك من جديد، إن التاريخ مزور والإعلام مضلل، وحسبى الله ونعم الوكيل».
خطورة مثل هذا الكلام ليس فقط فى أنه يشوه صورة رموز وقيم وطنية ثقافية كبرى لكنه - أيضا - بمقاييس الدين بهتان وافتراء وكذب على أناس أموات لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وإذا كان هؤلاء سلفيين حقا وينتسبون لسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فهل علموا بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته».
وسنتوقف عند أكاذيب هؤلاء عن طه حسين وسعد زغلول... فهل صحيح أن طه حسين طلب قلما احمر ليصحح أخطاء فى القرآن؟ وهل كان سعد زغلول لا دين له ومجرد خمورجى وقمرتى؟
طه حسين
من المعروف أن كتاب «فى الشعر الجاهلى» للدكتور طه حسين الذى صدر عام 1926م أثار دويا هائلا حول ما ورد به من أفكار حيث شكك عميد الأدب العربى من خلال هذا الكتاب فى وجود الشعر الجاهلى أو للدقة قال إن كل ما ينسب للعصر الجاهلى من شعر ليس صحيحا بل منحول - أى لم يقله شعراء الجاهلية - كتب فى العصور الاسلامية لكن على أى شيء استند الكتاب فى عدم صحة الشعر؟
استند على القرآن الكريم فعنوان الفصل «3» من الكتاب الأول: مرآة الحياة الجاهلية يجب أن تلتمس فى القرآن لا فى الشعر الجاهلى..... أى أن الشاهد الصادق الذى يحتكم إليه طه حسين لتصحيح الشعر الجاهلى هو القرآن ولم يقل أريد قلما احمر لتصحيح القرآن.
لكن طه حسين عند حديثه عن سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قال فى ص 26: للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم واسماعيل وللقران أن يحدثنا عنهما ايضا ولكن وورود هذين الاسمين فى التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخى»... ورغم أن العبارة تحتمل عدة تأويلات ومن قرأ الكتاب يعلم أنها مقحمة على الفكرة إلا أن المؤلف عندما وجد أنها أثارت لغطا فُهم منه اساءة إلى القرآن حذفها من الطبعة الثانية من الكتاب والذى صدر تحت عنوان «فى الأدب الجاهلى».
إذن طه حسين حذف عبارة فهم منها إساءة للقرآن الكريم مع تأكيده أن القرآن هو الشاهد الصدق الذى يرجع إليه لمعرفة الحياة الجاهلية.
لكن هل تكفى الفقرتان السابقتان لمعرفة موقف طه حسين من القرآن؟ الإجابة: بكل تأكيد «لا» فعميد الأدب العربى خصص فصلا كاملا فى كتابه «مرآة الإسلام» للحديث عن القرآن نورد منها بعض الفقرات التالية لنعرف موقف الرجل من القرآن ونعرف أيضا مدى الكذب والانحطاط الذى يمارسه المنتسبون زورا وبهتانا إلى «السلفية».
فاذا كان المنشور السلفى التضليلى قال إن طه حسين طلب قلما أحمر لتصحيح القرآن فانظر ماذا قال فى «مرآة الإسلام» عن كلام الله:
أولا: فى ص 144 يقول: أما القرآن الكريم فهو المعجزة الكبرى التى اتاها الله رسوله الكريم آية على صدقه فيما يبلغ عن ربه والقول فى إعجاز القرآن يكثر ويطول وتختلف وجوهه وتختلف فنونه ايضا فالقرآن كلام لم تسمع العرب مثله قبل أن يتلوه النبى».
ثانيا: فى ص 149: لكن للقرآن وجها آخر من وجوه الإعجاز لم يستطع العرب أن يحاكوه أيام النبى ولا بعده ذلك هو نظم القرآن أى اسلوبه فى اداء المعانى التى أراد الله أن تؤدى إلى الناس. لم يؤد اليهم هذه المعانى شعرا كما قدمنا ولم يؤدها اليهم نثرا ايضا وإنما أداها على مذهب مقصور عليه وفى أسلوب خاص به لم يسبق إليه ولم يلحق فيه.
ثالثا: فى ص 151: أخص مزايا القرآن أن الذين يقرأونه أو يسمعونه دون أن يؤمنوا به يكذبون على أنفسهم فقلوبهم خاشعة وأذواقهم راضية وعقولهم هى المعارضة المكذبة فهم حين يقرأونه أو يسمعونه يناقضون انفسهم ويظهرون الإباء ويضمرون الاستجابة»... فطه حسين يرى أن من لا يؤمن بالقرآن هو كاذب يناقض نفسه.
رابعا: فى ص 153 يقول: وقد الفت كتب قديمة وحديثة فى إعجاز القرآن ولكنها على كثرتها لم تقل فى اعجازه كل ما يمكن أن يقال لأنه أروع روعة وأبهر جمالا من أن يستنفد فيه القول».... هل من يقول أن القرآن أروع روعة وأبهر جمالا يقول إن به أخطاء تحتاج لتصحيح؟
خامسا: فى كتابه «الفتنة الكبرى.. عثمان» يقول فى 32: القرآن له مذاهبه وأساليبه الخاصة فى التعبير والتصوير والأداء من أجل هذا خدع المشركون من قريش فقالوا أنه شعر وكذبوا فى ذلك تكذيبا شديدا ومن اجل هذا خدع كذلك بعض المتتبعين لتاريخ النثر فظنوا أنه أول النثر العربى وتكذبهم الحقائق الواقعة تكذيبا شديدا فلو قد حاول بعض الكتاب الثائرين - وقد حاول بعضهم ذلك - أن يأتوا بمثله لما استطاعوا إلا أن يأتوا بما يضحك ويثير السخرية»... فالقرآن لا يستطيع أحد أن يأتى بمثله بل من يحاول لن يأتى الا بما يضحك ويثير السخرية وبعد ذلك يقولون طه حسين طلب قلما أحمر لتصحيح أخطاء القرآن!!!!
سعد زغلول
كان تشويه صورة حزب الوفد واختراع الأكاذيب حول زعيمه وزعيم المصريين سعد زغلول حيلة خبيثة من الحيل الشريرة التى استخدمتها جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928م. طبيعى ألا يجد حسن البنا وجماعته مكانا فى قلوب المصريين العامرة بحب وعشق «الوفد» وزعيمه سعد باشا فكان مخطط البنا الجهنمى الشيطانى هو وصف سعد زغلول بالعلمانى الذى حارب الإسلام - الموالى للغرب والداعى إلى التغريب والمشجع على ترك قيم الإسلام وتصوراته.
امتدت مثل هذه الأكاذيب لتصل إلى كل تيارات الإسلام السياسى وأصبح سعد زغلول هدفا تصوب تجاهه رصاصات الضلال وتختلق الاكاذيب حول دينه وضميره وتنسج الشائعات حول تاريخه بهدف إسقاط صورته ووقاره لدى المصريين.
المضحك - المبكى فى هجوم تيارات الإسلام السياسى على «سعد باشا» هو هذا الجهل العجيب فأى قارئ عادى غير متعمق فى تاريخ مصر الحديثة وتحديدا مطلع على مواقف سعد زغلول يتوقع أن يكون زعيم الوفد هو اقرب الشخصيات إلى هذه التيارات.
فمن المعروف أن أشهر أعداء «الإسلام السياسى» هو الشيخ على عبد الرازق مؤلف كتاب «الإسلام وأصول الحكم» كان يرى أن الإسلام دين فقط وليس دينا وحكما وهذه المسألة كان سعد زغلول اول الرافضين لها حيث قال ردا على عبد الرازق وكتابه: لقد قرأت كتاب «الإسلام وأصول الحكم» بإمعان، لأعرف مبلغ الحملات عليه من الخطأ والصواب، فعجبت - أولا - كيف يكتب عالم دينى بهذا الأسلوب فى مثل هذا الموضوع؟ لقد قرأت كثيرا للمستشرقين ولسواهم، فما وجدت ممن طعن منهم فى الإسلام حدة كهذه، حدة فى التعبير، على نحو ما كتب الشيخ على عبد الرازق لقد عرفت أنه جاهل بقواعد دينه، بل بالبسيط من نظرياته، وإلا فكيف يدعى أن الإسلام ليس دينا مدنيا؟ ولا هو بنظام يصلح للحكم؟! فأية ناحية من نواحى الحياة لم ينص عليها الإسلام؟! هل البيع أو الإجارة أو الهبة أو أى نوع آخر من المعاملات؟! ألم يدرس شيئا من هذا فى الأزهر؟ أولم يقرأ أن أمما حُكمت بقواعد الإسلام فقط عهودا طويلة كانت أنضر العصور؟ وأن أمما لا تزال تُحكم بهذه القواعد، وهى آمنة مطمئنة؟! فكيف لا يكون الإسلام مدنيا ودين حكم؟! أين كان هذا الشيخ من الدراسة الدينية الأزهرية؟! والذى يؤلمنى حقا أن كثيرا من الشبان الذين لم تقو مداركهم فى العلم القومي، والذين تحملهم ثقافتهم الغربية على الإعجاب بكل جديد، سيتحيزون لمثل هذه الأفكار، خطأ كانت أو صوابا، دون تمحيص ولا درس وكم وددت أن يفرق المدافعون عن الشيخ بين حرية الرأي، وبين قواعد الإسلام الراسخة التى تصدى كتابه لهدمها».
فإذا كان سعد زغلول يرى الإسلام نظاما صالحا للحكم ويرى أن من لا يعترف بهذا جاهل بقواعد دينه فلماذا تهاجمه جماعات الإسلام السياسى؟ الإجابة تكمن فى البحث عن السلطة والسياسة فهذه الحركات تبحث عن السلطة والحكم وليس الدفاع عن الإسلام.
بل ايضا هاجم «سعد» طه حسين بسبب «فى الشعر الجاهلى» وتحديدا الفقرة المتعلقة بحديث القرآن عن ابراهيم واسماعيل عليهما السلام.
لكن تبقى شهادة مجهولة كتبها الأستاذ رشيد رضا تلميذ محمد عبده واستاذ حسن البنا عقب وفاة سعد زغلول فى مجلة المنار وتحديدا فى المجلد 28 عدد أكتوبر 1927م بعد وفاة «سعد» بشهرين.
قبل نقل هذه الشهادة يجب معرفة أن رشيد رضا من أشهر شيوخ السلفية فى العصر الحديث والمنتسبين للسلفية أمثال ياسر برهامى وأبو إسحق الحوينى وعبد المنعم الشحات ومحمد إسماعيل المقدم لا يفقهون ربع فقهه أو معرفته بالسلفية فماذا قال الامام السلفى عن زعيم الوفد؟
أولا: فى مقدمة شهادته يوضح رضا أن ما دعاه للكتابة عن سعد زغلول هو أن من كتبوا عنه لم يتحدثوا عن أهم جانب وهو إيمان وعقيدة سعد زغلول حيث قال: جميع من وقفت على كلامهم قد قصروا فى بيان أهم شيء فى تاريخ الرجل وهو تربيته وتعليمه مع إجماعهم على أن التربية والتعليم هما بعد الاستعداد الفطرى كل شيء، على أنهم قصروا فى الكلام على استعداده أيضا كما قصروا فى الكلام على إيمانه بالله عز وجل الذى هو السبب الأكبر فى كل ما رأوا من شجاعته واستهانته بالمصائب، واهتمامه بمعالى الأمور وعزوفه عن سفاسفها».
ثانيا: يقول رضا عن علاقة سعد بمحمد عبده إن خير ما قيضه الله لسعد فكان بعد ما ذكرنا من استعداده سببا لكل ما ظهر منه من المزايا أن ساقه فى أول نشأته إلى كنف نادرة الزمان المصلح الكبير الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده عند ما أراد طلب العلم فى الأزهر» ثم يوضح طريقة تربية محمد عبده لسعد زغلول فيقول: كان منهاج الأستاذ الإمام فى التربية أن تكون غاية التأديب والتثقيف وحرية الإرادة وقوية العزيمة، ومنهاجه فى التعليم أن تكون غايته حرية الفكر، واستقلال العقل فى الحكم، ويدخل فى هذا تعليم الدين فقد كان منهاجه فيه الرجوع إلى مذهب السلف الصالح، وفهم الدين من الكتاب والسنة كما كانوا يفهمون، والاهتداء به فى الأخلاق والعمل كما كانوا يهتدون، والتوسل إلى ذلك بتحصيل ملكة اللغة العربية قَوْلاً وكِتَابَةً وخَطَابَةً عن فَهْمٍ وذَوْقٍ للكلام العربى الفصيح بكثرة مزاولته مع الاستعانة بأحسن ما كتب فى فنونه»... أى أن سعد زغلول رباه محمد عبده تربية سلفية فى فهم الإسلام.
ثالثا: يقول كاتب المنار عن وطنية سعد زغلول: كان سعد أيام طلبه للعلم فى حجر الإمام وكنفه كولده لا كسائر تلاميذه فكان يستفيد من علمه وعمله، ومن أخلاقه وشمائله، ومن فصاحته وبلاغة كلامه، فشبَّ بين يديه كاتبا خطيبا أو أديبا سياسيّا، وطنيّا إسلاميّا»... فوطنية سعد اسلامية.
رابعا: وعن أخلاق سعد فى المحاماة ونزاهته فى تعاملاته المالية يقول: تربى فى حجر الأستاذ الإمام تربية إسلامية استقلالية فكانت عقيدته الدينية راسخة، وآدابه الإسلامية عالية ظهر أثرهما فى أعماله الكسبية، ونزاهته فيها عن الطمع والدناءة وأهل السحت بل كان يقيد فى دفاتره ما يأخذه من مقدم جعل الوكالة فى دفتر الأمانة لا فى دفتر الدخل والإيراد، ليردها إلى صاحبها إذا لم يقدر على عمل شيء له.. ولم يكن يقبل الوكالة فى دعوى يعتقد أن صاحبها على الباطل وربما كان ينصح لبعض الذين يطلبون توكيله عنهم نصائح يستغنون بها عن توكيله» ثم يذكر القصة التالية التى تؤكد نزاهة وطهارة يد سعد زغلول: حدثنا عن نفسه أن رجلاً عرض عليه أن يوكله فى قضية ذكرها له، فقال له: إننى لا أقبل جعلاً منك أقل من مائتى جنيه، وقضيتك هذه بسيطة لا يحتاج المدافع فيها عنك علما واسعا، ولا حججا تعجز أنت عن الإدلاء بها كما ألقنك، فأنا أذكر لك ما أدافع به عنك إذا قبلت الوكالة، وأرجو أن يحكم لك به كما يحكم لى إذا كنت صادقا فيما ذكرت لى من موضوع القضية، فاسمع ما أقوله لك، ووفر على نفسك مبلغ 200 جنيه، وذكر له ما يجب أن يدافع به، فقال الرجل: بل أرجو أن تقبل الوكالة عنى، وتدافع لى فى المحكمة بنفسك وتأخذ الجعل حلالاً طيبة به نفسي. قال سعد: فقلت له قبلت، وسترى وتسمع صدق ما نصحت لك به، وذهب إلى المحكمة فى بنها ومعه الموكل، وقال فيها عند الدفاع عنه ما كان ذكره له بعينه، وحكمت له المحكمة على خصمه، (قال): وكان دفع لى نصف الجعل فلما جاءنى بالنصف الآخر قال لي: أتظن أنى أبله (عبيط) لم أفهم نصيحتك لى أو لم أصدقها؟ كلا إننى فهمتها وصدقتها، ولكننى رجل ذو نعمة وأطيان واسعة، وقد كثر المعتدون على، فأردت أن يعلموا أن وكيلى (سعد زغلول) ليكفوا عن الاعتداء على، فأنا وفرت بهذا المبلغ مالاً كثيرا أو تعبا لا يُعْرَف آخِره!
خامسا: وعن إيمان سعد فى السنوات التى سبقت وفاته فيقول رشيد رضا: أما إيمانه بالله وتوحيده له وتوكله عليه فلم يزدد فى هذه السنين الأخيرة إلا قوة وثباتا، حتى إنه صار حالاً له ووجدانا، وقد بلغ من الإيمان بالقضاء والقدر أن صار من قبيل من يسميهم الصوفية أهل الفناء فى التوحيد، أو ممن يسميهم المتكلمون بالجبرية، فكان كثيرا ما يصرح فى الكلام على كل ما مسه من مصيبة، وكل ما أُوتى من فلج على الخصوم فى حادثة، بأن هذا فعل الله وحده، وأنه لا حول له فيه ولا قوة»
سادسا: انتقد رشيد رضا سلوكيات اجتماعية لسعد لكنه أكد تمسكه بالإصلاح الدينى الذى كان يدعو إليه أستاذه محمد عبده فقال: دخل سعد فى أطوار التفرنج فى معيشته وأفكاره الاجتماعية والقانونية، وغلبت نزعة الوطنية المصرية عنده على فكرة الجامعة الإسلامية، وظل يقول بأن المسلمين لا يرتقون ارتقاء صحيحا إلا بالإصلاح الدينى الذى كان يدعو إليه الحكيمان أستاذه وأستاذ أستاذه، وأما العبادات فلا نعلم أنه كان يذهب إلى المساجد إلا فى بعض الاحتفالات الرسمية فى عهد وزارته وبعض صلوات الجمعة فى زمن زعامته، وأنكر عليه أهل الدين أمورا منها عمله فى تجرئة النساء على السفور المتجاوز للحد الشرعى ولكنه قاوم الدعوة إلى لبس البرنيطة».