السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرسي في ختام مشاركته بالأمم المتحدة: 7 ملايين عاطل و5 ملايين أم معيلة و8 ملايين معاق ينتظرون فرص عمل




ردود أفعال واسعة شهدها العالم بعد إلقاء الرئيس محمد مرسي كلمته أمام اجتماعات الدورة «67» للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ليختتم بها زيارته إلي أمريكا التي استمرت 3 أيام.

وقبل مغادرته لنيويورك فجر أمس عائدًا إلي القاهرة، عقد الرئيس سلسلة لقاءات مع عدد كبير من قادة العالم من بينهم رؤساء سويسرا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين والكونغو ورئيس البنك الدولي وأمين عام الأمم المتحدة.
وانهي «مرسي» لقاءاته في نيويورك باجتماع موسع مع أعضاء الجالية المصرية في الولايات المتحدة.
«مرسي» أكد للمصريين في أمريكا أنه لا يملك التدخل في عمل الجمعية التأسيسية للدستور، وطمأن أعضاء الجالية قائلاً: «الجميع متفق علي بقاء المادة الثانية في الدستور».
وشدد الرئيس علي أن القوات المسلحة قامت بدورها وكانت حامية للثورة ورفضت ضرب الثوار، وأدارت الفترة الانتقالية في وقت شهد خلافات كبيرة بين القوي السياسية.
وردا علي سؤال حول «معتقلي الثورة» أوضح «الرئيس» أنه لا صحة لما يتردد عن أن عددهم يزيد علي 11الف معتقل، حيث اتضح أنهم نحو ألفين فقط، وتم الإفراج عن ألف منهم بعد دراسة وضعهم من قبل اللجنة المشكلة لبحث مواقفهم أما ضباط 8 أبريل فقد خرج 4 منهم وبقي بعضهم  لتلقي تدريبات الانضباط الموجودة بالقوات المسلحة استعدادًا للإفراج عنهم في أقرب فرصة وأضاف «مرسي» قائلا: «لن أقبل أن يكون في مصر «مظلوم واحد».
وخاطب الرئيس أبناء الجالية المصرية قائلا: «سعيد بأنكم متابعون لأحداث الوطن وهمومه، وإذا لم تستطيعوا أن تعيشوا فيه فعيشوا له .. ومصر بحاجة إليكم والي آرائكم ولكن أعطوا الأمور قدرها وأيضا أقول للداخل لكم الحق في الاعتراض علي ما تشاءون ولكن دون ان يعطل العمل».
وأعرب «مرسي» عن رفضه لما يقال عن طمأنة المسيحيين، قائلاً: «ذلك شئ لا استوعبه، لأننا كلنا من أهل الوطن وعندما قالوا لي كلمة الأقلية عن الأقباط في مبادرة كلينتون رفضت ذلك، والاضطهاد ليس له وجود حقيقي علي أرض الوطن».
وأضاف: «وأنا مسلم وأقول لكم إنني إذا أخطأت مع أي منكم فأنا أخالف بذلك الدين الإسلامي وربنا ذاته منح الناس حرية الإيمان به، أو الكفر به، فهل أحظر ذلك في ظل إباحة المولي عز وجل له.. وهذه الحواجز وضعت بين الناس من قبل النظام السابق بلغة المستعمر القديم فرق تسد، وضرب «مرسي» المثل بحادث كنيسة القديسين الذي اتضح أنه كان مدبرا.. قائلاً اطمأنوا ولا أقول لكم كلاما فقط ولكن ستجدون أفعالا».
وتابع الرئيس قائلاً: «مصر تنتقل بشعبها وبمواطنيها في الداخل والخارج إلي مرحلة جديدة وخطة جديدة وربما نأخذ وقتًا لننجح في إنجاز ذلك علي أرض الواقع لأن التجريف علي مدار السنوات الماضية كان كبيرًا».. مشيرًا إلي أن هناك سبعة ملايين شاب عاطل وخمسة ملايين أم معيلة وثمانية ملايين معاق و17 مليونًا يعملون في صناعات استهلاكية وليست إنتاجية.
وعن الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون في أمريكا، قال الرئيس: هناك حكم من القضاء الأمريكي وفقا للقوانين والدستور بالولايات المتحدة، وما أريده أن يكون التدخل في هذه الحالة إنسانيا، وليس تدخلا في حكم المحكمة وأن تتمكن أسرته من زيارته ويكون له مرافق وأن يقضي باقي عقوبته في مصر في إطار تبادل سجناء بين مصر والولايات المتحدة.
ودعا «الرئيس» المصريين في الخارج إلي ان يساهموا بآرائهم وخبراتهم لمساعدة الحكومة وأن يستثمروا أموالهم في مصر.
وقال الرئيس «مرسي» إنه سيتم الإعلان عن إنشاء صندوق لدعم الاقتصاد المصري في مجالات محددة منها التعليم والصحة والمعاقين، مضيفًا: «هناك ثمانية ملايين مصري في الخارج منهم ثلاثة ملايين عائل، إذا تبرع كل واحد منهم بألف دولار سيكون الإجمالي ثلاثة مليارات دولار»، لافتًا إلي أن استقرار الوطن سيعود بالنفع علي المصريين بالخارج وسيدعم وضعهم في البلدان التي يعيشون فيها.
وعن المشروعات التنموية أكد «الرئيس» أن هناك مشروعا لمد خط سكة حديد متقدم من الاسكندرية إلي أسوان وحتي السودان يتكلف عشرة مليارات دولار، ويقوم الجانب الايطالي بإعداد دراسة الجدوي الخاصة به حاليا، وستعلن مناقصة عالميا خلال أسابيع لانشائه.
سيناء لم تغب عن دائرة النقاش حيث قال «الرئيس»: سيناء أرض مصرية ولا معني لأي مخاوف من أهل غزة أن يقتطعوا قطعة من سيناء، كما يردد البعض، وسيناء مسئوليتنا نحن فقط، وهي أرضنا ونحن فقط مسئولون عن أمنها.. ولكن علينا مسئولية جيرة وأخوة وعروبة نحو الفلسطينيين وذلك واجب علينا، وأنا أقول للعالم كله انني افتح المعابر لمرور الغذاء والدواء والطلاب، ومن يعترض يقول لي ماذا يفعل اهل غزة مع الحصار ونحن نهدم الانفاق.
وبالنسبة لسوريا رفض «مرسي» أي تدخل عسكري هناك، لانه سيؤدي لمشاكل أكثر لان سوريا تختلف عن ليبيا، مشيرا إلي أن الحل هو ان زيادة الضغط المستمر حتي يزول نظام الأسد.
واستقبلت وسائل الإعلام الأمريكية تصريحات «مرسي» باهتمام بالغ حيث علقت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» الأمريكيتان علي كلمة الرئيس بالأمم المتحدة التي شدد فيها علي أن الإهانات بحق الرسول محمد «صلي الله عليه وسلم» هي جزء من اعتداء منظم علي الدين الإسلامي والقيم الثقافية وأنه لا يمكن التغاضي عن ذلك.
«واشنطن بوست» الأمريكية قالت في تقرير لها أمس علي موقعها الالكتروني أن «مرسي» بتلك التصريحات يرفض الحجج التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل حرية التعبير قبل كلمته بيوم واحد.
وأضافت الصحيفة إن مرسي في كلمته لم يذكر الولايات المتحدة لكن أغلب رسالته بدت تهدف لوضع حدود لعلاقة جديدة لبلاده بالغرب.
ورغم الارتياح الاسرائيلي بتصريحات «مرسي» قبل عقد الجلسة العامة بالأمم المتحدة، والتي أكد فيها احترام مصر لجميع الاتفاقيات ومن بينها اتفاقية السلام مع اسرائيل إلا أن وسائل الإعلام الاسرائيلية أبدت استياءها من تصريحات «مرسي» خلال الجلسة.
واعتبرت القناة العاشرة بالتليفزيون الاسرائيلي تصريحات «مرسي» أنها رسالة حادة من القاهرة لتل أبيب، حيث وجه انتقادات حادة للسياسات الاستيطانية الاسرائيلية واتهامه لها بعدم احترام اتفاقية السلام.
فيما علقت صحيفة «يديعون أحرونوت» علي عدم ذكر كلمة «اسرائيل» خلال خطاب «مرسي» ووصفته بالخطاب القتالي، علي الرغم من التأكيد علي التزام القاهرة باتفاقية السلام.