الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حضور الإنسان والحياة فى (نحت وتصوير 3 فى 1)




 
 
 
ثلاث تجارب فنية مختلفة ما بين (النحت والتصوير) تنوعت اتجاهاتها الفنية ما بين التعبيرية والتجريدية، وفى التقنية والخامة، وتوافقوا فى المضمون الفنى بارتباطها بالكائنات الحية، تعبيرا عن العنصر الإنساني، والطيور، والحصان العربي، قدمها الفنانون محمد الطراوى وشمس القرنفلى وسالم صلاح، فى المعرض الدورى الذى تقيمه قاعة «خان المغربى» كل عام تحت مسمى «3 فى 1».
 
شارك الفنان التشكيلى محمد الطراوى بمجموعات أعمال تصويرية جديدة، تمثل تجربته الإبداعية التى تعد نقلة فى مشواره الفنى من الواقعية التأثرية إلى التجريدية التى رغم اعتمادها الاختزال والتبسيط توحى بالتفاصيل.
 
كما شارك المثال شمس القرنفلى بمجموعة تماثيل لبورتريه عن المرأة المصرية، جاءت أشكال أعماله أقرب للشكل الفرعونى، فى استدارة الوجه، مع معالجة فنية وتقنية ناعمة على سطوح خامة الجرانيت، مقدما رؤية غير معتادة بأعماله، كما شارك بمجموعة أخرى للطيور البيضاء والرمادية، التى تقف فى هدوء وسكون ترقبًا لحدوث شيء ما حتى تنطلق.
 
 
أما الفنان التشكيلى سالم صلاح فقد شارك بمجموعة لوحات تصويرية، ذات تقنيات مختلفة، حيث أضاف بعض الملامس الخشنة على الأرضية، وعبر عن الحصان العربى وكأنه يصارع ويحارب فى هجوم مستمر.
 
عن مشاركته قال الفنان محمد الطراوى: أشارك لأول مرة فى هذا المعرض، وأقدم مجموعة لوحات تصويرية تتمحور حول رؤيتى للعنصر الإنسانى المتمثل فى الفلاحات والبدو، وأقدمها بخط مواز للواقع ومعالجة فنية بعيدا عن الغنائية، ولكنها تحمل قدرا كبيرا من الاختزال، فالمضمون أهم من الشكل، وأقدم فى أعمالى معالجة فلسفية للشكل الإنسانى، وأترك المتلقى يتفاعل مع العمل بوجهة نظره وربما يكتشف العديد من المعانى والدلالات لم تخطر فى بال الفنان نفسه، وأطرح تساؤلات تشكيلية مثل: كيف يرى الفنان الواقع؟ وكيف يمكنه تلخيصه مع الاحتفاظ بصفته الواقعية.
 
وأضاف الطراوى: قدمت فى بعض أعمالى اندماجا بين العنصر الإنسانى والمكان، فالأعمال منزوعة الزمان والمكان، ولكن زمنها زمن ولادة العمل، مصدر الضوء بها ليس خارجيا وإنما تأتى الإضاءة من اللون نفسه والعناصر، عدم التزامى بتوزيع الضوء بمنطق الظل والنور أعطانى انطلاقا وطلاقة فى التعبير، دائما الفنان يحتاج للحرية فى التعبير والخروج من الثوابت المعتادة فى توزيع اللون والضوء.
 
وعن الهدف من الموضوع الفنى قال الطراوى: معرضى تعظيم لدور المرأة وحقها ومساندتها، وتسليط الضوء على دورها الإيجابى فى المجتمع، مشاركتى بهذا المعرض جزء من إرهاصات معرضى المقبل تحت عنوان «هي» أقصد المرأة، ركيزة المجتمع، التى تمثل الكون فى حد ذاته، هى الحياة، فى ظل تقليص دور المرأة وتقييد حريتها، وانحصار دورها على كل المستويات فهى لعبت دورا كبيرا بداية من المصرى القديم والقبطية والإسلامية، المرأة كانت زعيمة القبيلة والعشيرة مثل كليوباترا وحتشبسوت وغيرهن من نساء قدمن للتاريخ وللوطن دورا مهماً.
 
أما المثال شمس القرنفلى فأشار إلى أن مشاركته مع اثنين من فنانى التصوير أعطت أعماله النحتية سمة الشكل المتحفى للعرض، فاجتماع الأعمال التصويرية بجانب الأعمال النحتية يكملها ولا ينقص من القيمة الفنية لها.
 
وعن أعماله قال القرنفلى: استخدمت البازلت والجرانيت والرخام الأبيض، وقدمت مجموعة أعمال يمكن أن نطلق عليها بورتريه، وإن كانت ليست بورتريها بالمعنى الكلاسكى، وإنما بها روح البورتريه، لأنى حذفت كثيراً من التفاصيل واختزلتها ورغم ذلك يشعر المتلقى بالتفاصيل، واهتم كثيرا فى البورتريه بوجود المفهوم التعبيري، ويتمنى تأثير العين والفم والكتلة بتحرر تماما من مفهوم الرأس المعتاد، حيث نجد خلف الرأس شكلاً آخر وهذا يضيف معنى ومضموناً يخرجنا من الرؤية المعتادة، الفن الفرعونى هو مصدر إلهام استوحى منه أفكارى وتكويناتى بطريقة غير مباشرة.
 
وأكمل القرنفلي: أما عن مجموعة الأعمال الأخرى فهى لمجموعة طيور، فأنا الطائر عندى أطلق عليه «الطائر الحكيم» الذى يصمت وينتظر موعد انطلاقه، لذلك لا أهتم بالفراغ فى أعماله ولكنى أجد قيمة للكتلة فى تماسك، وأيضا الملمس فى الأشكال فهو متفق مع مضمون ما أقصده فى مضمون الطائر وهو تجليات طائر الذى أجد إن لديه حالة مزاجية عالية فى حركته وفى صمته مبدع.
 

 
لوحة للطراوي