الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ليل الجنوب» يكشف جولات السلفيين لمراقبة الأعمال المسرحية




 
"حسبى الله ونعم الوكيل"...... هكذا صرخ أحد السلفيين أثناء مشاهدته للعرض المسرحى "ليل الجنوب" بمسرح الغد يوم الاثنين الماضى للمخرج ناصر عبد المنعم، جاءت هذه الصرخة عندما بدأ طفل صغير يحكى خطورة تعرض المرأة لحادثة الختان بالجنوب وقتها قال الرجل السلفى. مال الطفل وهذه الأمور ثم أسكته أحد الحاضرين احتراما لآداب المشاهدة المسرحية.
 
 
     تعتبر "ليل الجنوب" تجربة مسرحية جريئة وغير تقليدية يقدمها المخرج ناصر عبد المنعم فى ظل هذه التحولات السياسية والمجتمعية التى تشهدها مصر حاليا، حيث يتناول العمل الأشكال المختلفة لمعاناة المرأة بالمجتمعات المتخلفة، وعلى غير العادة لقى العرض إقبالا جماهيريا كبيرا حتى إن إدارة مسرح الغد اضطرت لإلغاء يوم الإجازة "الاثنين" وإقامة حفل ماتينه فى ذلك اليوم، يناقش العرض قضايا قمع المرأة من خلال أربعة نساء كل منهن لها معانتها الخاصة، من هذه القضايا أزمة ختان الإناث ووسائل قمع المرأة فى الزواج والحب والطلاق، ولأن العرض أصبح يمس عقائد السلفيين والمتشددين خاصة قضية "الختان" ثار هذا الرجل أثناء العرض ثم دخل فى شجار بعد نهايته مع أحد النقاد الحاضرين!!
 
      فيبدو أن أعضاء التيارات المتشددة بدأوا فى عمل جولات داخل مسارح الدولة لمراقبة الأعمال المسرحية ومضمونها، لذلك توجهنا لمخرج العرض الذى أكد على سبب اختياره لهذا العمل فى هذا التوقيت قائلا:
 
بالتأكيد كان من أهم العناصر التى جذبتنى فى العرض أنه يتناول موضوعات شائكة تندرج تحت بند الموضوعات المسكوت عنها ودائما تحدث حالة من التواطؤ داخل المجتمع للسكوت عن هذه الأشياء خشية الاقتراب منها، لكننا لابد أن ندخل فى هذه المناطق المحظورة ونفتح حالة من الحوار حولها ومن لديه اعتراض على ما نقدم نحن نرحب به وبالحوار معه، وفى هذا العرض أقدم رؤيتى لأننى دائما مناصرا للمرأة خاصة فى هذه المجتمعات التى توقع عليها دائما ظلم بين وتتحمل الكثير من القمع وضيق الحال والفقر وهجر زوجها لها وترك الحمل عليها وحدها وبالتأكيد أزمة "ختان الإناث" التى تلحق بها أضراراً نفسية وإنسانية ومن يجد أى خطأ فيما نقول عليه أن يثبت لنا العكس لأننا نقول إن الختان عادة إفريقية وليست عادة دينية ومن لديه إثبات ودليل قاطع عكس ذلك فليأت به.
 
ويقول: لم أنزعج من الهجوم لأننى أتمنى أن يكون هناك حوار بيننا والطرف المعارض والحوار يعنى الالتزام أولا بتقاليد العرض المسرحى بمعنى أننا لا يصح أن نعلق أو نبدى اعتراضنا أثناء العرض، فالمنطق فى الحكم على الأشياء هو منطق الحوار، وفى النهاية أؤكد أن مصر مختلفة عن أى دولة أخرى ولا أتوقع أنه من السهل أن يحدث بها مثلما حدث فى تونس عندما هجمت مجموعة سلفيين على المسرح لتكسيره، فهذا السلوك سيكون مدانا من الجميع لأننى لدى قناعة كبيرة بأن الشخصية المصرية شخصية وسطية.
 
ويضيف: كما أن نص "ليل الجنوب" يأتى ضمن مشروع كنت قد بدأته عام 1996 وهو سلسلة أعمال عن النوبة بدأتها بعرض "الطوق والأسورة" ثم عام 99 عرض "ناس النهر" وأخيرا عام 2003 "نوبة دوت كوم" وتوقفت فترة طويلة عن تنفيذ هذا المشروع نظرا لانشغالى إداريا بأكثر من موقع، لذلك عندما قرأت عرض "ليل الجنوب" ضمن الأعمال المقدمة بمسابقة توفيق الحكيم التى سبق ونظمها المركز القومى للمسرح أعجبت به كثيرا وشعرت أنه جزء من مشروعى فبدأت العمل عليه لأننى أعشق بيئة الجنوب فهى بيئة ثرية بها فلسفة وحكمة.
 
وعن الإقبال الجماهيرى الذى شهدته المسرحية يقول :
 
فاجأنى إقبال الجمهور على العرض خاصة فى هذا التوقيت الذى تشهد فيه البلد أحداثاً سياسية متنوعة إلى جانب بدء العام الدراسى لكن الحمد لله هذا يؤكد أننا عندما نقدم شيئا حقيقيا يحترم عقل ووجدان الجمهور سيأتى إليه بلا تردد.