الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مطرب وعمامة وأطفال

مطرب وعمامة وأطفال
مطرب وعمامة وأطفال




يكتب: د. حسام عطا

عن الأطفال والغناء، والكبار والصلاة ظللت قلقاً طوال الأسبوع الماضي، بعد مناقشة لم تكتمل اطلت على الرأى العالم حول برنامج مسابقات غنائية شهير هو صوت الأطفال. The voice kids، وعن اتهام مفاجئ لمطرب خفيف الظل وصف على سبيل الخطأ بالمطرب الشعبي، بينما هو يسد فراغ «المونولوج» الأغنية الضاحكة فى مصر بتلقائيته، ولكنه يطل علينا هذه المرة مصدوماً متهماً بتهمة إزدراء الأديان ليصبح العنوان شعبان فى قبضة القانون، وتدور التفاصيل لتؤكد لنا مرة أخرى أن أخطر ما يوجه مصيرنا القادم هو: فجوات الوعى العام فى مصر، وما يهم فى تقديرى فى إطار فكرة الثقافة العامة ومحو الأمية الكتابية والثقافية كدرس مستخلص من قضية شبعان عبد الرحيم هو لفت النظر لبضعة ملايين مصرية فى عمر وظروف شعبان، هو مصرى مؤمن بالقضاء والقدر لا يحفظ الفاتحة وبالتالى ربما لا يستطيع أداء الصلاة وهو مثل أعداد كبيرة بالأسواق والحقول والصنائع تسمع القرآن وتصلى على الرسول الكريم، ولكنها لا تعرف أبجديات الصلاة، فهل يقوم الأزهر الشريف بالتعاون مع الأوقاف والهيئة العامة لقصور الثقافة وهيئة تعليم الكبار بمحاولة حقيقية ترفع الخجل عن كبار فى العمر، يريدون التعلم البسيط، ويعيشون بحكمة أولاد البلد وفطرة مؤمنة، أنه درس بليغ للنخبة فى مصر، والتى تصدح بالمصطلحات واشتقاقاتها بينما تصل نسبة الأمية الكتابية إلى درجة كبيرة فى المدارس الحكومية الإعدادية المصرية، ويعيد المجتمع الآن تسريب أطفال كبيرة من التعليم الأساسى، ليسأل سؤالاً منتهياً من جديد عن التسابق الفنى للأطفال، حسمته تجارب الأمم فى مسألة تربية وتثقيف الأطفال، ولنجد أنفسنا أمام مسابقة  للأطفال يقوم بدور الحكم فيها فنانون بحجم كاظم الساهر، ولأن النقاش حول تلك القضية أخذ طريقة اختصاصية حول تغير صوت الأطفال عند البلوغ وما إلى ذلك، فقد أقلقنى شعورى بضرورة التذكرة بأبجديات التربية للأطفال، ذلك أنه يحظر تماماً حرق المواهب المبكرة بنار الشهرة قبل إتمام التعليم والتثقيف، فموضوع إبداع الأطفال يجب أن يظل هواية تقترب من اللعب الإبداعى لأن شهرة الطفل خطر كبير على موهبته ونفسيته والاستثناءات العبقرية نادرة مثل بيتهوفن وأم كلثوم، واحاط بكل منهما مناخ للتعليم والتربية حيث تشق الموهبة الفذة لنفسها طريقاً مثلما يفعل ماء النهر المتدفق، ولذلك أرفعوا أيديكم عن الأطفال وعن الكبار البسطاء، ولنسأل أنفسنا أسئلة الأبجدية الأولى أن أردنا الفن والثقافة مدخلاً للمستقبل.