الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإفتاء: الإخوان تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر فى ذكرى يناير «جهاداً شرعياً»

الإفتاء: الإخوان تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر فى ذكرى يناير «جهاداً شرعياً»
الإفتاء: الإخوان تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر فى ذكرى يناير «جهاداً شرعياً»




مع مرور الذكرى الرابعة لثروة 25 يناير  تحاول جماعة الإخوان استغلال تلك الذكرى للعودة إلى الساحة المصرية من جديد من خلال الدعوة إلى التظاهر، والخروج على الدولة وإحداث التخريب وزعزعة الاستقرار تحت دعوى الجهاد، الأمر الذى اعتبره علماء الدين يمثل خطورة وإهانة للدين باستغلال لفظ الجهاد فى تحقيق مصالح الإخوان الخاصة.
فمن جانبه يؤكد  د. عباس شومان وكيل الأزهر أن من قام بترويع غيره حرمت عليه الجنة ولايشتم ريحها مؤكدا أن الإسلام حرم إخافة الإنسان مسلماً أم غير مسلم،  وقال إن الأمن والأمان أمرت بهما شريعة الإسلام فمن يسعى لإخافة غيره مجرد إخافة فإنه لا يعد على الإيمان،  فالامن والامان لن يتحققا فى الدنيا إذا ابتعدنا عن القرآن والسنة، فإذا ضاع الإيمان فلا أمان، ومن ابتعد عن دين الله فهو ميت بعيد عن طريق ربه وسلك طريق الشيطان.
وأضاف إن الإسلام أمر بالأمن لبناء الأوطان وإذا فقدناه رجعنا إلى الوراء،  وقال: نحن مقبلون على الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير وما زلنا بعيدين عن الفرح فى احتفالاتنا ما دام فينا من يدعو إلى رفع السلاح وترويع الناس.. مؤكدا أن الاحتفال بتلك الذكرى تكون بتكريم أسر شهداء تلك الثورة وشهداء الحفاظ على الوطن ولا بد أن يكون الاحتفال يوم مرحمة وليس يوم حزن أو تجمهر.
وشدد على أن من يدعونا إلى التظاهر من جديد والخروج للإخلال بالأمن عليه أن ينظر إلى ما يحدث فى سوريا وما يراه السوريون من فقدان المأوى والمشرب،  مؤكدا أنه يجب الحفاظ على الوطن بعيدا عن دعوات التخريب والتمزيق.
بينما حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من خطورة إطلاق مسمى «الجهاد» على التظاهرات التى تدعو لها جماعة الإخوان المسلمين وبعض الجماعات المتطرفة فى الخامس والعشرين من يناير الجاري، وتصدير خطاب دينى متطرف يدفع البعض إلى تبنى خيارات العنف والتخريب تحت دعاوى دينية باطلة تخفى وراءها مصالح سياسية خاصة لجماعات العنف والتكفير فى مصر.
وقال المرصد: إن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، قد دعا إلى المشاركة فى تظاهرات الـ25 من يناير الجارى بدعوى أنها «جهاد فى سبيل الله» ضد الدولة، وقال فى رسالة نشرها المتحدث الإعلامى للجماعة: «الإخوان يدركون أن النضال مرحلة من مراحل طريق الدعوة، لها متطلباتها وعدتها وضوابطها التى تجعل هذا النضال نضالاً فى سبيل الله». مضيفًا: «انزلوا فى هذه الذكرى خفافًا وثقالاً، شيوخًا وشبابًا، رجالاً ونساءً، مصابين وأصحاء، يلقى الله السكينة فى قلوبكم، ويقذف الرعب فى صدور عدوكم».
وأكد المرصد أن جماعة الإخوان كغيرها من الجماعات المتطرفة تتمسك دائمًا بالسردية الجهادية التى تحتل مكانة بارزة فى دعايتها التى تمثل حافزًا قويًّا لعناصرها تدفعهم نحو تنفيذ تعليمات الجماعة وقراراتها رغبة فى الحصول على الشهادة المزعومة.
وأضاف المرصد إن الجهاد حكم شرعى، وليس حماسة أو اندفاعًا، فتعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فقد يكون واجبًا، وقد يكون مندوبًا، وقد يكون حرامًا، بحسب تقدير شئونه وأحواله ومقاصده ومآلاته، وقد شرع الله الأحكام وشرع أيضًا ما يرفعها، وإذا خرج الجهاد عن ضوابط الشرع فيه تحول إلى عدوان وقتل وسفك دماء، وسعى فى الأرض بالتدمير، والجهاد الصحيح الشرعى المحقِّق لمقاصد الشريعة أمر شريف، وأثره هو الهداية، أما إطلاق اسم الجهاد على التخريب والتكفير وترويع الآمنين ونشر الفزع، فهذا هو الافتراء بعينه، ولا يحقق من مقاصد الشرع الشريف شيئًا، وشتان ما بين الجهاد الذى جاء به النبى صلى الله عليه وسلم، والذى يندفع به العدوان، وينكسر به الشر، وبين ما تقترفه الجماعات المتطرفة التى توظف الدين لخدمة أهدافها وتحقيق مصالحها.
وأكد المرصد التابع لدار الإفتاء أن الإسلام دين الوحدة والاجتماع، وليس دين التشرذم والتفرق، وإن المتأمل فى القرآن الكريم يجد أنه عبر بكلمة «أمة» وليست فرقة، فقال سبحانه:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، ومواجهة الإرهاب فى المقام الأول فكرية، وما يحدث الآن من إرهاب وترويع للآمنين واستباحة للأعراض هو من فكر الخوارج، وقد حذرنا النبى صلى الله عليه وسلم منه فقال: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقِتْلةٌ جاهلية، ومن خرج على أمتى يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفى لذى عهد عهده فليس منى ولست منه».