الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سياسيون: خمس سنوات غير كافية لبلوغ ثورة يناير أهدافها

سياسيون: خمس سنوات غير كافية لبلوغ ثورة يناير أهدافها
سياسيون: خمس سنوات غير كافية لبلوغ ثورة يناير أهدافها




كتبت ـ أيمن عبدالمجيد

«ماذا تحقق من ثورة 25 يناير؟»، سؤال يطرق الأذهان فى الذكرى الخامسة لانطلاق شرارتها الأولى، وبالرغم من تأكيدات الخبراء أن قياس مدى تحقق أهداف ثورة من عدمه، يتطلب مرور 10 سنوات على الأقل، لما يتبع الثورات من فترات انتقالية تشهد اهتزازات اجتماعية وسياسية وتصدعات فى البنية الاقتصادية، للوصول لمرحلة الاستقرار، إلا أن انقضاء نصف عقد على الشرارة الأولى للثورة مدة كافية للوقوف على مؤشرات النجاح والفشل، ومدى ما تحقق من لبنات فى البنيان الثورى يمكن التأسيس عليها.
والمدقق فى المشهد المصري، يكتشف نجاح ثورة 25 يناير فى تحقيق العديد من أهدافها، بوقف مساعى توريس الرئيس الاسبق حسنى مبارك الحكم لنجله، جمال، بل وأحالته ورموز نظامة لمحاكمات بتهم قتل المتظاهرين، وارتكاب جرائم فساد، ورغم حصول الغالبية العظمى من رموز نظام مبارك على براءات، إلا أن محكمة النقض المصرية، وهى أعلى درجات التقاضي، حكمت بداية يناير الجاري، وبعد 5 سنوات من الإطاحة بمبارك، بإدانته ونجليه فى قضية الاستيلاء على أموال من ميزانية قصور الرئاسة، وبذلك نجحت الثورة فى إدانة رئيس الدولة الأسبق ونجليه بتهم فساد، وهو الرئيس المصرى الأول الذى يعزل ويسجن بحكم نهائى وبات، ويترتب على هذا الحكم منع نجليه من ممارسة العمل السياسي، لمدة 5 سنوات وفق قانون مباشرة الحقوق السياسية لإدانتهما فى قضية مخلة بالشرف.
ورغم إحباط الثورة لمحاولة توريث مقعد الرئاسة، إلا أن ثقافة التويث فى مناصب أجهزة وهيئات الدولة، ما زالت قائمة، حيث يواصل المئات من أوائل الجامعات التظاهر فى مناسبات عدة احتجاجاً على استبعادهم فى المسابقات لصالح من هم أقل منهم كفاءة، من أبناء العاملين بتلك الهيئات، أبرزها الهيئات القضائية، بالمخالفة للدستور الذى نص على تشكيل مفوضية لمناهضة التمييز.
وكان من إنجازات الثورة المصرية، مقاومتها لمحاولت جماعة الإخوان الإنحراف بها عن مسارها، فخرج الملايين فى موجة ثانية بعد عام واحد، من شغل محمد مرسى القيادى بالجماعة مقعد الرئاسة المصرية.
حرية إطلاق الأحزاب
من انجازات الثورة اطلاق حرية انشاء الأحزاب، والتى كان يتحكم فيها سابقاً الحزب الوطنى الحاكم، فبلغ عدد الأحزاب فى مصر، 96 حزباً، وصل منهم 19 إلى البرلمان الحالى بنسبة 36% من إجمالى المقاعد، وهو البرلمان الذى كان حكرا على عدد محدود من الأحزاب.
الملف الحقوقى
ما زالت انتهاكات حقوق الانسان ترتكب غير أنها حالات فردية، يحال من يكتشف من مرتكبيها إلى النيابة العامة، خاصة من أفراد وزارة الداخلية، فكثيرا ما اعلن اللواء حمدى عبدالكريم المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، أن ما يرتكب من اخطاء وانتهاكات لحقوق الإنسان من ضباط وأفراد شرطة، حالات فردية غير ممنهجة، ويحال مرتكبوها للمحاكمة.
ويظل سيطرة الوساطة والمحسوبية، وخلط المال بالسياسة أكبر آفات الحياة المصرية، التى فشلت الثورة حتى الآن فى القضاء عليها.
ويرى المفكر السياسي، الدكتور عبدالمنعم تليمة أستاذ الأدب العربي، فى تصريحات لـ«روزاليوسف» أن أهم انجازات ثورة 25 يناير التى تحققت، هى :«القضاء على الحكم الشمولى العسكرى والديني» مضيفاً قبل 25 يناير 2011، كان الحكم شموليًا عسكريًا، ممتدًا منذ 1952، فعبدالناصر سلم الحكم لنائبه السادات، والسادات لمبارك، عبر استفتاءات، بينما نجحت الثورة فى المجئ برئيس منتخب من الشعب، والقضاء على حكم الإخوان القائم على الشمولية الدينية».
وأضاف تليمة «30 يونية انتصار تاريخى لثورة 25 يناير، بتصحيحها لمسار الثورة، فالشعب استعاد كرامته، وبات هو مالك زمام المبادرة، وصاحب الكلمة العليا فى خياره الديمقراطي، وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية المعاصرة، إلى جانب انكسار حاجز الخوف إلى غير رجعة، وارتفاع سقف الحريات إلى مستوى غير مسبوق بالرغم من بعض الشوائب التى سببها سوء استخدام البعض للحرية».
وتؤكد الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، لـ«روزاليوسف»، «إن مؤسسات الدولة باتت تعلم جيدا أن هناك شعبًا يجب احترام ارادته، كما نجحت الثورة فى كشف حجم الفساد والتيارات التكفيرية التى كانت تختبىء فى كهف مظلم، مليء بأرصدة الفساد وتبديد الثروات والاستهانة بقيمة الكفاءة، ونجحت الثورة فى كشف ذلك والاطاحة به، وعزل التيارات التكفيرية من الحياة السياسية».
وأضافت فؤاد:» موروث الفساد والتستر خلف رداء الدين كان ثقيلاً، وصلابة الشعب المصري، كصخرة تحطمت فوقها، انظمة قمعية وقوة محتلة سابقة، جعلته يصمد أمام كل هذا الفساد الذى تعرض له، لتتحطم أمام عزيمته مخططات غربية استخدم فيها الأخوان للسيطرة على مصر والمنطقة، ومن ثم نجاح ثورة 30 يونية نجاح لاستعادة ثورة 25 يناير واحباط مخططات الغرب للنيل من المنطقة».
ويرى حسين عبدالرازق رئيس المكتب السياسى لحزب التجمع اليساري، أن هناك الكثير من أهداف الثورة لم يتحقق بعدد، الثورة رفعت شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية»، والإنسان المصرى أصبح رقمًا فاعلاً فى الحياة السياسية لا يمكن تجاهله، على عكس الماضى كان رقمًا مهملاً يتم تزوير إرادته، بل بات قادرًا على التعبير عن مصالحة والدفاع عنها.
غير أن الدكتور شريف درويش استاذ الإعلام بجامعة القاهرة، يؤكد أن المجتمعات عقب الثورات تصل لمرحلة اللاوزن، بعد حدوث تغير فى النظام السياسي، وخاصة أن مصر شهدت موجة ثورية ثانية فى 30 يونية 2013، ويتطلب بذلك الوصول إلى مرحلة الاستقرار السياسي، قرابة 10 سنوات للحكم على نجاح الثورة.
وأضاف درويش ومع ذلك فإن المؤشرات تؤكد سير الثورة المصرية على الطريق الصحيح، بما يتم انجازة من مشروعات قومية عملاقة، منها فرع قناة السويس الجديدة، وتطوير ضفتيها، والتعمير فى سيناء، ومشروع استصلاح مليون ونصف فدان، والاهتمام برفع كفاءة الشباب لتولى مناصب قيادية، وكل ذلك يتطلب ظهور ثماره، ثلاث سنوات قادمة على الأقل، للوصول لفترة ما يمكن تسميته، بالاستقرار، والديمقراطية المستدامة.