الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسر الشهداء: أحذروا من الإرهابيين فى ذكرى يناير

أسر الشهداء: أحذروا من الإرهابيين فى ذكرى يناير
أسر الشهداء: أحذروا من الإرهابيين فى ذكرى يناير




تحقيق: محمد فؤاد - محمود ضاحى 

سمر حسن - دعاء محمد

مازال العديد من أسر الشهداء يطالبون بحقوق أولادهم، رغم مرور 5 سنوات على 25 يناير 2011، وتفاوت توقيتات استشهادهم، حيث يرون أن أموال وكنوز العالم لا تعوضهم عن ضحاياهم .. وفى ذات الوقت وجهوا رسالة قوية للشعب المصرى بعدم الانصياع وراء دعوات خفافيش الظلام، والإرهابيين والعملاء والمخربين، ممن ينفذون أجندات أجنبية وتخريبية لأهداف سياسية، وحصد أرواح الأبرياء فى كل مكان. «روزاليوسف» حاورت أسر الشهداء للوقوف على مطالبهم ورسائلهم للشعب المصرى فى السطور التالية.

فى البداية ترى الحاجة سيدة حسن - 47 عامًا - أن حق ابنها مصطفى العياط الذى هرب من منزله للنزول فى المظاهرات فى ميدان المطرية، يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، واستشهد بعد إطلاق الرصاص عليه، حيث أصيب بثلاث رصاصات،  فى القدم والصدر والقلب وهو فى سن 18 عامًا، واستطردت: لم يأت حقه حتى اﻵن ولن يأتى من الذين قتلوه، رغم رفض الظلم الذى عم البلاد، فالجميع يعلم من الذى قتل ولم يعاقب وحصل على البراءة من دم الشهداء، قاصدة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وتطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يعيد النظر فى حق الشهداء الذين ظلموا ولم يحصلوا على حقوقهم، فهو يعتبر أن كل شهيد ابنه ويشعر بحرقة قلب اﻷمهات اللائى فقدن أبناءهن ولم يأت حقهم حتى اﻵن، وطالبته بالاقتصاص لحق ابنها ممن قتلوه.
وفى الذكرى الثانوية الثالثة والتى توافق 4 فبراير المقبل للشهيد محمد الجندى قالت والدته بالرغم من الألم والعذاب الذى أشعر به من مرارة فراقه، إلا أن ما يهون على ذلك أنه شهيد فى الفردوس الأعلى من الجنة، وواصلت: قالت احتسبت ابنى شهيدًا عند الله، وحقه هو أن أرى مصر فى تقدم وازدهار ، واستعادة حقه هو تحسن فى مجال التعليم، وتفعيل دور الشباب، وتوفير خدمات لهم، وتحسن الاقتصاد.
واختصرت حقه فى 3 كلمات «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، وإلى اﻵن لم يتحقق هذا الشعار بشكل كامل.
ووجهت رسالة إلى الشعب المصرى بألا ينساق وراء الدعوات التحريضية التى لا تهدف إلى استقرار مصر وتدعو لتخريبها، فهى الآن أشبه بمركب به ثقب، فالأولى الاتحاد وأن نعتصم بحبل الله لغلق هذا الثقب بدلاً من العبث فيغرق المركب.
والدة الشهيد أحمد وجيه - 19 عامًا - قالت: 4 سنوات مرت على استشهاد ابنى و إلى اﻵن لم يرجع حقه، بسبب تعاقب الحكومات وضياع الحقوق، واختلاف الجهات المعنية، وتأخير العدالة الناجزة، والتى كانت فى البداية هى حجة عدم رجوع حقه، وطالبت الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة حق ابنها، وإصدار قرار يلزم القضاء بسرعة إصدار الأحكام القضائية وتنفيذها، فمرارة فراق قرة عينيها تقتلها كل يوم - حسب تعبيرها -، ويحرق قلبها وهى الأم الأرملة التى تعيش وسط صور ابنها الشهيد.
وأكدت أن مصر فى حالة وهن، والرئيس السيسى ورجاله يعملون بكامل طاقتهم لتعافى الوطن، وأن دعوات النزول للميادين هدفها التخريب، وأبداً لن يتكرر السيناريو الهدام، فنحن شعب عاشق لتراب وطنه ولو راح فداه أرواحنا.
وطالبت من الشعب المصرى الاتحاد ضد أعداء الوطن، وصلة الأرحام، والعمل المستمر لتحقيق الاستقرار، وناشدت الرئيس السيسى بتحقيق العدالة.
ومن بين الورد الذى تفتح فى جناين مصر، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل رؤية حاضر ومستقبل لبلادهم خال من الفساد والظلم، الشهيد إبراهيم على صالح، الذى تحدثت شقيقته عن عدم الحصول على حقه حتى اﻵن، وكيف يحصل على حقه والذى قتله أخذ براءة - مشيرة إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك - ، بالرغم من تعدد الحكومات والرؤساء بعد الثورة ، واستطردت: نحن سلمنا أمرنا لله المنتقم ، هو الذى يأخذ حق إبراهيم ، وبالرغم من عدم حصول اﻷسرة على أى تكريم سوى معاش الشهيد فقط، لم تطلب شيئًا سوى تخليد ذكرى الشهداء جميعا حتى لا ينسوا فى يوم من اﻷيام.
والدة الشهيد جرجس لمعى موسى قالت توفى ابنى فى ثورة يناير، وكان عمره 30 عاما، وفقدنا الأمل فى عودة حقه، إذ لا نعلم من يقف وراء القتل والاغتيال الذى حدث وقتها، سواء للشرطة أو للمدنيين، ووقتها كان جهاز الشرطة ينزف بسبب الأيدى الخفية التى كانت تهدف لتدمير الوطن، وأضافت كان هدف ابنى من نزوله للميدان يتلخص فى استقرار مصر، ونمو اقتصادها، ووقت أن يتحقق ذلك سأشعر بالراحه النفسية، وقالت والدموع تنهمر من عينيها حافظوا على مصر، وطننا الغالى، وخذوا عبرة مما حدث فى سوريا والعراق.
والدة الشهيد محمد خالد تقول استشهد ابنى فى مجزرة بورسعيد وعمره 15 عاما، وإلى اﻵن لم يرجع حقه، وأكدت أنها ضد الانسياق وراء دعوات نزول الميادين فى ذكرى 25 يناير، ووجهت رسالة إلى كل أم شهيد بأن تصبر وتحتسب، وتنتظر حق ابنها من الله.
وتقول الحاجة هناء أم الشهيد إبراهيم رضا فى ذكرى ثورة 25 يناير أن ولدها إبراهيم قتل بـ3 طلقات  يوم جمعة الغضب  28 يناير2011  خرج من المطرية صباحاً ولم يعد ، ثم عاد جثة هامدة محمولة على الأكتاف، وعن ذكرياتها معه تضيف أن الشهيد كان أصغر ابنائها، وقريباً منها عن بقية أشقائه، إذ لم يتجاوز عمره 14 عاماً، وكان حديثه وكلامه أكبر من سنه فكان عقلانياً ومتفوقا فى دراسته، وعن ذكريات  الحادث، استطردت حديثها أن  يوم الأربعاء والخميس قبل جمعة الغضب بيومين كان «إبراهيم» فى بلدتنا بمحافظة الشرقية وكان من المفترض أن يعود للمطرية يوم السبت لكنه عاد الخميس  ليلاً ليلقى حتفه المقدر له.
ووجهت أم الشهيد رسالة مفادها «كفانا ثورات و دم وبهدلة ، حفاظا على شباب أبنائنا، الثورة فى العمل وتعمير البلاد لا فى تخريبها.
واختتمت حديثها « حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مخرب، فمصر هتفضل ثابتة طول ما فيها جيش يحميها».
وتضيف الحاجة «نعناعة» أم الشهيد أحمد صابر مصطفى الذى توفى وعمره 16 عاماً أنه كان لديه آمال وأحلام كبيرة فى الدنيا، إذ كان فى الصف الأول الثانوي، وشارك فى المظاهرات مع أصدقائه، وأصيب برصاصة فى صدره واثنتين فى بطنه، وتابعت» أصدقاء ابنى أوفياء لذكراه ودائما ما يزوروننى حتى الآن»، وقالت إنه كان طيب القلب فهو الشاب الوحيد بين بناتى وكان الأكبر وعدالة السماء هى ما تجعلنى أصبر على مرارة الفراق.
ومن شهداء الشرطة التقت «روزاليوسف» شيرين عبدالرحمن زوجة الشهيد العميد هشام عزب الذى توفى فى إنفجار بمحكمة مصر الجديدة، وأكدت أن أولاد الشهيد يحتاجون لدعم نفسى خاصة وهم وسط أصحابهم وزملائهم فى المدرسة، وعلى الجميع أن يتذكروهم فى كل الأيام  لمواساتهم.
وتضيف أن زوجها الشهيد علمها وسهل لها حفظ القرآن وأوصاها بحفظه كاملًا  حتى حصلت على الإجازة فى حفظ القرآن، وتابعت: قبل وفاته بليلة كان يتحدث مع إبنتنا شمس ويقول لها لو مت هتزعلى فردت شمس «لا إنت مش هتموت أبدا يابابا»، فكان لديه إحساس قبل وفاته بأنه سيلقى ربه قريبًا، وطلب أكثر من مرة قبل وفاته أن تنتقل خدمته فى العريش ليموت شهيداً.
ووجهت رسالة تقول فيها « لكل من يطالب بثورة جديدة حرام عليكم البلد اتدفع فيها دم غالي، والأطفال اليتامى هم من يدفعون ثمن دماء آبائهم».
قالت ليلى مرزوق والدة الشهيد خالد سعيد إنها تحيى ذكرى وفاة ابنها كل عام مع أسرتها دون مشاركة أية جهة رسمية فى الدولة، وأكدت أنها ليست فى احتياج لأى شىء فى الدولة فى هذه الذكرى غير استخراج شهادة الوفاة فقط.
وأضافت ليلى أنها احتسبت ابنها شهيدًا عند الله وقررت الابتعاد عن الاحتفالات والتكريمات والظهور الإعلامي، وطالبت شباب الثورة بالحفاظ على أرض الوطن وعدم تركها لأعدائه والحرص على مقدرات الثورة وما حققته من نجاح، ومحاولة تقويم ما لم يتم إصلاحه من ملفات الفساد والعدالة الاجتماعية.
قالت الحاجة سعاد إبراهيم والدة الشهيد مهاب صالح إن الدولة لم تقصر يومًا فى الإجراءات الخاصة بنجلها من استخراج شهادة وفاة أو صرف أى مستحقات مالية له.
وأضافت أنها لا تحتاج لأى شىء وتطلب لابنها الرحمة والمغفرة وأن يحتسب عند الله من الشهداء وأنها تعيش على ذكراه.
وطالبت من الشباب الحذر من الوقوع فى بحر الإخوان مرة أخرى واليقظة والحرص على أمن البلد، والالتفات إلى مصلحة البلد من عمل وإنتاج، والإبلاغ عن أى فساد فى الدولة ومساعدة الرئيس حتى يصل بمصر إلى بر الأمان.
قال أشرف عبدالعزيز زوج الشهيدة موهير خليل زكى: إن زوجته أطلق عليها الرصاص داخل منزله أمام قسم بولاق أبوالعلا من ضابط المباحث ولكن للأسف لم ينصفها التحقيقات وحكمت بالبراءة للمتهم لعدم كفاية الأدلة.
وطالب الرئيس السيسى إن يراعى الشهداء المدنيين فى حقوقهم مثل شهداء الشرطة والجيش ويطالب بإعادة فتح باب التحقيق فى هذه القضية وأنه لم يطالب الدولة بأى شىء غير الحرص على حق أولاده.
ووجه رسالة مهمة للمصريين فى ذكرى الاحتفال بثورة يناير بالحفاظ على ما حققه الشعب المصرى من إنجاز بعد رحيل الإخوان واليقظة لما يحاك لمصر من أحقاد.
ومن شهداء الشرطة وضحايا الجرائم الإرهابية وصف عبير اﻷنصارى لحظة استشهاد زوجها العقيد وائل طاحون الذى إستشهد عن عمر يناهز 48 عامًا، تاركًا خلفه ثلاثة أبناء ،قتله الإرهابيون بوابل من الرصاص أمام منزله بحى النعام بالمطرية، يوم 21/4 من العام السابق بعدد من الرصاص يصل لـ30 رصاصة فى أجزاء متعددة بالجسم، يوم الحكم على الرئيس اﻷسبق محمد مرسى بـ20 عامًا فى أحداث «الاتحادية».
وترى أن السبب فى اغتيال زوجها يتلخص فى أنه ألقى القبض على عدد كبير من العناصر الإرهابية المتورطة فى قضايا عديدة ومن أبرزها قضية اغتيال الضابط محمد مبروك، وأن اسمه كان على قوائم الاغتياﻻت منذ عام 2011، بعد 25 يناير.
وطالبت بسرعة القصاص لجميع الشهداء وسرعة تنفيذ اﻷحكام بشأن الإرهابيين، وأشارت بأنه ﻻ يوجد حكم واحد تم تنفيذه بخصوص الشهداء، علمًا بأنه فى قضية إغتيال زوجها تم القبض على 53 متهمًا على ذمة القضية، وتطالب بضرورة تنفيذ  جميع أحكام الإعدام علنا، حتى يصبح كل مجرم وقاتل عبرة لكل من يضع فى عقله قتل أى ضابط أو مواطن.
نجلاء سامى - زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور مركز كرداسة - تقول استشهد زوجى فى مجزرة كرداسة التى حدثت عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث هجم فيها إرهابيون على القسم، واستشهد زوجى الصائم على يد سيدة تجردت من الرحمة والإنسانية بسقيه ماء نار، وكل ذنبه أنه ضابط فى وزارة الداخلية دافع عن مكان عمله بضمير، وهذه المجزرة راح ضحيتها زوجى و6 ضباط آخرين.
 وأضافت: كان يعرف بـ«شيخ عرب كرداسة» لسلوكه المنضبط، وأخلاقه الحسنة، فمنذ أن انتقل لقسم كرداسة وهو يحمل على كاهله عبء حل مشاكل الثأر بين العائلات هناك.
وقالت: بأن 25 يناير لا يمثل سوى عيد لهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، ووجهت رسالة لرئيس الجمهورية قائلة «كان الله فى عونك يامن تصديت للإرهاب، وضحيت بكل غال حتى لا يدخل وطننا فى النفق المظلم»، ورسالتى الثانية إلى وزير الداخلية «كان الله فى عونك، ونصرك الله على أعداء الوطن، وحمى رجالك، لقد وقفتم كحائط صد حتى لا تصبح مصر نسخة من العراق وليبيا وسوريا واليمن».
قالت مروة على زوجة الرائد شهيد العريش: إن الاحتفال مع الرئيس السيسى أعاد لهم الثقة الكاملة فى حق الشهداء والذى أجمع عليه الجميع وهو القصاص، واستكمل عمليات مكافحة الإرهاب، حتى يعود حق الشهيد دون تفريط.
وأضافت مروة على أنها تطالب المصريين فى الذكرى الخامسة لثورة يناير بالنظر فيما تحقق من إنجاز فى مصر والحفاظ عليه، وأيضًا تحديد مسار واتجاه البلد فى هذه الظروف العصيبة ومساندتها حتى تعود لسابق عهدها.
وطالبت مروة من الرئيس السيسى  الإسراع فى محاكمة الإخوان الإرهابيين المحتجزين فى السجون على ذمة قضايا إرهاب وغيرها حتى يشعر الشهداء بالراحة وناشدت الحكومة بالموافقة لها على زيارة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك للاطمئنان على صحته، ولمشاهدة طفلها الذى أنجبته بعد وفاة زوجها بأشهر قليلة، وأصرت على اختيار اسمه على اسم زوجها «أحمد» حتى يكون امتدادًا الوالدة، وتتمنى أن يدخل كلية الشرطة ويكمل مسيرة والده.