الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدين ومزمجرات الصوت بالمساجد!‎

الدين ومزمجرات الصوت بالمساجد!‎
الدين ومزمجرات الصوت بالمساجد!‎




هشام فتحى يكتب

انظر أيها العاقل فوق سطح كل مسجد فى ربوع «المحروسة» يوجد عدد من  6 إلى 7 ميكروفونات من ذوات الترددات الضخمة، مكبرات صوت من النوع الثقيل، ولكل ستمائة متر مربع بأحياء «المحروسة» من 4 إلى 5 مساجد، اضرب أيها العاقل 5 مساجد فى 7 ميكروفونات يطلع 35 ميكروفونا تخاطب أذنيك الضعيفتين لكى «تفزّ» وتجرى إلى المسجد، بل إن عددًا معتبرًا من المساجد ليضع «ديجيهات» فوق سطحه إمعانا فى إيصال الصوت «لأمعائك» كى تستفيق وتهرع إلى أقرب مسجد.
أما بالداخل يا صاح، داخل المسجد، تجلس فى أمان الله فيفاجئك «صوت قطار مزمجر» يصم أذنيك، إنها السماعات الداخلية أيها الضعيف «وخلق الإنسان ضعيفا»، تشتكى الحال، فلا يسمعن صوتك أحد، وكيف يسمعك مخلوق من «المسئولين» و«صوت القطار» صاخ، طاغ على كل صوت؟!
ما هذا الطقس المقدس يا إخوان! فالرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» يقول: «لاضرر ولا ضرار»، أى شيء تفعله فيه مضرة للغير يحرم عليك شرعا فعله. ﻻ تعتقدوا أن الإسلام «علو صوت» أو«فرض عضلات» أو«استعراض قوة»، إنما الإسلام سلام، الإسلام رقى، الإسلام حضارة، يقول المولى: «ولا تجهر  بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا»، إن خير الأمور أوسطها، ولصوت ضعيف ينساب برقة إلى أذنيك خير من «صوت قطار مزمجر» يصخ أذنك الداخلية صخا!
هل تعلم أيها المسلم أن دار الإفتاء المصرية قد أصدرت فتواها بهذا الخصوص برقم 328592 لسنة 2012 فقالت بتحريم تشغيل الميكروفونات الخارجية للمساجد أثناء الصلاة؟! نعم  ذلك حدث، ولقد استندت الفتوى على الحديث النبوى «لاضرر ولاضرار» . وبخصوص هذه الفتوى أذكر الآن أن صفحة وزارة الأوقاف على الفيس بوك وقتها علقت بما يفيد أنها بانتظار موافقة «ولى الأمر» لتنفيذها، لقد ألقت الوزارة وقتها «عهد الإخوان» بعبء التنفيذ على القيادة السياسية!
ونأتى للمنطق يا سادة ياكرام. إذ أنه ليس من الحكمة أن توجه ميكروفوناتك لمن هم خارج الصلاة، بالبيوت، بالأشغال، ببيوت العبادة الأخرى، وليس من الحكمة أيضا أن تذيع خطبتك لمن رفض الاستماع إليها ابتداء وأعطى ظهره للمسجد «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء»، ويقول مولانا أيضا «إنك لا تسمع الصم الدعاء».