الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سوبر مان ومستر فهمان!!»

«سوبر مان ومستر فهمان!!»
«سوبر مان ومستر فهمان!!»




محمد عبد الشافى يكتب

عشنا فى المقال السابق مع أزهر رائد غنى بعلمائه ومصدرا لعلمه واليوم نكمل حكايتنا مع أزهر آخر.
أزهر ما بعد ثورة 1952.. مسئولو الأزهر كثيرا ما يصرحون بأن الأزهر يتعرض لمخطط من خارجه لكنهم يضعون رؤوسهم فى الرمال كالنعام ولا يدركون أن أكثر ما يقوى هذا المخطط هو سوء إدارتهم فالأزهر ضعف بعد ثورة 1952 وصدور قانونه رقم 103 لسنة 1963 الذى حوله إلى جهة تابعة للدولة مما أثر فى قراره واستقلاليته، وكذلك الاستيلاء على أوقافه التى كانت تدر له دخلا وفيرا ينفق على أداء رسالته.. أما عن رسالته فحدث ولا حرج فقد تأثرت كثيرا فالطالب غير ملتزم ومستهتر والمعلمون بعضهم فقد ضميره والإداريون منهم من فتح درجه للرشوة.
أزهر ما بعد 25 يناير 2011.. اندلعت مظاهرات العاملين بالأزهر تنادى باستقلاله وأن يكون سيد قراره فى فترة انتقالية سادتها الفوضى إلا أنها لم تؤت ثمارها وظل الأزهر على حاله يعانى من منظومة تعليمية فاشلة.. فما قصته؟
فى 3 سبتمبر 2013 شهدت مشيخة الأزهر ميلاد «السوبرمان» بعد صدور المرسوم الرئاسى باسم الرئيس السابق عدلى منصور بتعيين الدكتور عباس شومان وكيلا للأزهر، وما إن وصل شومان إلى مقر المشيخة وجلس على كرسى الوكالة حتى انتفض ونظر إلى منضدة صغيرة إلى جانب الكرسى ليجد «برطمان» به حبات الشجاعة فتناول واحدة وليته لم يتناولها ثم أقسم لأطهر ن الأزهر من الفساد ولأضبطن إيقاع العملية التعليمية فقام بحملات لتنفيذ ذلك فأجرى تنقلات بين الإداريين وقبيل امتحانات الثانوية الأزهرية 2013 -2014 أصدر قرارا بأن يدفع كل طالب يتقدم لامتحان المستوى الرفيع فى مادة اللغة الإنجليزية مبلغ 100 جنيه.. لا أعرف لماذا؟!
بدأت الامتحانات - آنذاك كانت تحدث تسريبات لأسئلة المواد قبل بدء لجان الامتحان بنصف ساعة فكان يقوم طقم من المعلمين «منعدمى الضمير» بالإجابة عليها ثم توزيعها على الطلاب داخل اللجان وكانت أكثر المحافظات تصدرا لتلك الظاهرة كفر الشيخ فكانت نتيجتها أكثر من 95٪ بل والنصيب الأكبر من العشرة طلاب الأوائل على مستوى الجمهورية من نصيبها، أراد شومان أن يقضى على تلك الظاهرة فأصدر قرارا بإلغاء امتحان أى مادة يتم تسريبها فألغى امتحان التفاضل والتكامل لطلاب القسم العلمى بعد بدء لجنة الامتحان بخمس دقائق لجميع طلاب الجمهورية مع أن التسريبات حدثت فى محافظتين على الأكثر.. فلا أدرى ما ذنب طلاب باقى المحافظات أن يلغى امتحانهم بعد أن استعدوا للاجابة ثم كان قراره الصادم بإلغاء امتحان مادة الميكانيكا بعد مغادرة الطلاب اللجنة بأكثر من ساعة وبعدها ألغى امتحان المستوى الرفيع فى اللغة الإنجليزية بعد انتهاء اللجان بأكثر من 4 ساعات، وأعاد الطلاب الامتحانات الثلاث مواد فى شهر يوليو / رمضان شديد الحرارة.
بدأت لجان التصحيح فكان المعلمون يصححون 140 ألف ورقة إجابة يجلسون على مقاعد خشبية فى فصول دراسية فى حر رمضان دون وجود مروحة تزيح عنهم حرارة الصيف كانت النتيجة المبهرة 41٪، فثار الطلاب وتقدموا لإعادة التصحيح بعد دفع 100 جنيه لكل مادة فرأوا ما لا عين رأت، أسئلة غير مصححة وتجميع درجات خاطئ.. فهل يأخذ الطالب حقه بإعادة التصحيح؟ لا وألف لا بل قال لهم عضو الكنترول «روحوا ارفعوا قضية».
فى عام 2014 - 2015 سارت الامتحانات بنفس مسار العام 2013 -2014 فزادت التسريبات وكان التصحيح على نفس وتيرة العام السابق فتم ذبح الطلاب بنتيجة أبهرت العالم الإسلامى تقدر بـ28٪.. وهنا دعونى أن أعقد مقارنة بين نتائج الثانوية الأزهرية قبل وبعد ولاية شومان على النحو التالى.. فى العام «2009 -  2010» كانت النتيجة 69٪ وفى «2010 -2011» كانت 56٪ ، أما فى «2011 - 2012» فكانت 51٪ وفى «2012 - 2013» كانت 55٪ أما العام «2013 -2014» فكانت 41٪ وفى عام «2014 - 2015» كانت النتيجة المذهلة 28٪.
فى 18 يوليو 2015 قام طلاب الأزهر بمظاهرات أمام المشيخة يطالبون بإقالة شومان.. لكن هذا لا يفرق بالطبع لا بل هددهم بالفصل من الدراسة.. أما بخصوص امتحانات سنوات النقل سواء فى المرحلة الإعدادية أو الثانوية فقد امتحن الطلاب 18 مادة فى 8 أيام أى بواقع مادتين أو ثلاث مواد يوميا.. وكان آخر قراراته أن يدفع كل طالب تم فصله مبلغ 50 جنيها لإعادة قيده وحقيقة لا أعرف مدى صحة قانونية هذا القرار؟
مواقف وحكايات فى أزهر شومان.. فى لجنة مادة الفقة أخرجت الأستاذة «ميرفت» كتاب الفقة من حقيبتها وقالت للطلاب اكتبوا معى إجابة أسئلة الامتحان فاعترض الطالب «محمود محمد» على أن هذا غش فحرضت عليه زملاءه.. وفى لجنة اللغة الإنجليزية دخل مستر المادة متبرعا لتغشيش الطلاب فقال إجابات خاطئة فأخبره نفس الطالب بأن إجاباته خاطئة فقال له المستر «أنت تعرف أكتر منى»، وبعد أن خرج الطلاب من اللجنة اكتشفوا أن إجابات المستر كانت خاطئة، وبالتالى فالمستر «فهمان» طلع «مش فهمان»
■ بعد انتهاء لجان الامتحانات ذهب الطالب «مصطفى طه» إلى الكنترول للتظلم من درجاته فوجد أسئلة غير مصححة وتجميع خاطئ للدرجات وعندما طالب بحقه فى تلك الدرجات قال له عضو الكنترول «روح خذ حقك وارفع قضية».
قالت لى الطالبة «زينب» ذات يوم كان عندنا حصة لغة إنجليزية وبعد مرور 15 دقيقة من الحصة ذهبنا إلى مستر «عبدالرحمن» وهو يجلس على كرسى فى حوش المدرسة يحتسى فنجان النسكافية وطلبنا منه أن يأتى لإعطائنا الحصة فقال أنا جاى ولم يحضر.. بعدها أخبرناه أن  البنات يضربن بعضهن وقال أنا جاى ولم يحضر.. هذا هو أزهر السوبرمان، فى النهاية ليس فى طبعى الهجوم على أحد ولكن تلك أحداث عايشتها بنفسى..
والأسبوع المقبل حكاية جديدة.