الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الثورات لا تباع فى السوبر ماركت

الثورات لا تباع فى السوبر ماركت
الثورات لا تباع فى السوبر ماركت




ياسر شورى  يكتب

أكتب هذا المقال ليلة ٢٥يناير أكتب بقلب مطمئن أن ذكرى الثورة سوف تمر بردًا وسلامًا على مصر، أقول هذا الكلام رغم اعتزازى بتلك الثورة العظيمة وأهدافها النبيلة، الثورة فعل إنسانى عفوى تتلاقى فيه أوجاع قطاعات عريضة من البشر تيأس من نظام سياسى فاسد ومتعجرف فلا تجد أمامها إلا الانتفاضة ضده. الشعوب تثور على سنوات الظلم والقهر، والغضب دائمًا تراكمي، الثورة لا يقوم بها فصيل له مصالح سياسية كالإخوان أوغيرهم، الثورة وقودها الناس، الثورة لاتباع فى السوبر ماركت وليست تحت الطلب.
٢٥ يناير نجحت بالشعب المنضم لطليعته من الشباب «وباظت» مع أول منصة سياسية نصبت فى التحرير الثورة تموت عندما تنام فى مضاجع السلطة أو تختطف من فصيل واحد، غباء الإخوان أنهم لا يتعلمون ويظنون أنهم قادرون على العودة من الموت، الإخوان انتهوا يوم أن حكموا، لا يريدون - عن عمد - أن يصدقوا أنهم اختبروا فى ميدانى الثورة والسلطة وفشلوا حتى فى أن يتعلموا من أخطائهم، على مدار الثلاثة أعوام الماضية قاموا بالدعوة إلى الثورة واستخدموا كل أساليب العنف، وفى كل مرة انتهوا إلى لاشىء، فما الجديد!
إذا كانوا يراهنون على أخطاء السلطة بعد ٣٠ يونيو فهم واهمون، نعم هناك أخطاء نتحدث عنها كل يوم، ولكنها لا ترقى للكوارث التى ارتكبها مرسى وجماعته، الشعب يعرف أن ما يدعون إليه ما هو إلا الفوضى التى ستأكل الجميع، وهيهات أن يفعل بعدما ذاقه على أيديهم، عن أى ثورة يتحدثون؟ عن كسر للشرطة من جديد والحياة تحت رحمة البلطجية وتجار الدين؟ أم أنها دعوة للخيانة وإسقاط الوطن ولهذا لم تنجح ولن تنجح فى الغد القريب.
اخرجوا من المشهد بلا رجعة يصفو لنا وجه الوطن، وقتها سيقول الشعب كلمته ويصوب أى أخطاء، وأزيد أنه لن يحتاج بعد ذلك إلى ثورة لأن الحاكم أى حاكم سيحاول إرضاء الشعب بدون أن يتخذكم ذريعة لتأخير أى إصلاح.
الثورة ليست قفزا فى المجهول، فالجماهير الثائرة تعرف وجهتها، وحتى الآن الناس تريد السيسى، تلومه أحيانا، ولكنها لا يمكن أن تضحى به بعد أن خلصها من كابوس الجماعات الدينية.
الآمال لاتزال موجودة ونصف ما يفعله الرجل الآن لو تحقق لكفاه، كيف يخرج معكم شعب أبناؤه يقتلون على يد إرهابيين تربوا فى معبدكم؟ وادخرتموهم لهذا اليوم؟ أى شعب من الممكن حتى أن يقارن بين الأمن والفوضى؟ بين التسامح والإرهاب؟ بين مَن وحّدهم وبين مَن فرقهم؟
انظروا إلى هؤلاء الهاربين إلى تركيا بوجوههم الكالحة ألم يصدعونا أيام حكم مرسى؟ والآن يتحدثون عن ٢٥ يناير وهم أول من انقلب عليها وألقى بأهدافها تحت أقدام المرشد وخيرت الشاطر؟
الثورة لن تموت، وستظل فى نفوس من شاركوا فيها وأيدوها مهما حاول الإخوان إفسادها، ومهما فعل بها أنصار النظام القديم، الرئيس ومن خلفه القوات المسلحة يعترفون بها، والدستور كرمها، ومنذ أسابيع منحها الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب شهادة جديدة فى الكلمة التى ألقاها بعد انتخابه رئيسا للمجلس. التاريخ قال كلمته فيها، هى ثورة شعب، والشعوب لا تثور عند الطلب.
اتركوا الذكرى لأهلها بطهرها ونقائها، وعودوا إلى موتكم الأبدى فهذا أفضل للوطن.