الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكنيسى: إدانة للمبدعين فى المجال الإعلامى بأننا ننقل من الخارج

الكنيسى: إدانة للمبدعين فى المجال الإعلامى بأننا ننقل من الخارج
الكنيسى: إدانة للمبدعين فى المجال الإعلامى بأننا ننقل من الخارج




كتبت - مريم الشريف

عقب زيادة استيراد البرامج الترفيهية الأجنبية وتعريبها، والذى كثر بشكل غير معقول فى الآونة الأخيرة على الشاشات العربية، من هذا الكم من البرامج المستنسخة، وكأنه لدينا فقر فى الأفكار لهذه النوعية من البرامج كبرنامج «Arab casting» والذى يختص بالمواهب التمثيلية، و«Arab Got talent» الذى يهتم بالمواهب بمختلف اشكالها، و«The Voice» والخاص باختيار المواهب الغنائية ونفس الحال بالنسبة لـ«ستار أكاديمى» و«Arab Idol» وأخيرا «The Voice Kids» والذى يعنى بالمواهب الغنائية بين الأطفال وغيرها من البرامج، وفى ذات الوقت لا ننكر أنها أنتجت لنا نجوماً وساعدتهم على إبراز موهبتهم مثل المطرب الفلسطينى محمد عساف والمطرب محمد شاهين ومينا عطا وغيرهم.
وفى هذا الإطار أكد الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى أن هذه البرامج تعد إدانة للمبدعين فى المجالين الإعلامى والفنى، بأننا للاسف نستسهل جدا بالنقل من الخارج، بينما فى المستوى الأدبى لم نصل إلى العالمية إلا من خلال أفكارنا المحلية الخاصة بنا، حيث إن الأديب الكبير نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل لأنه نقل المحلية إلى العالمية وغيره.
وتساءل فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» قائلا: لا أستطيع تفهم لما لدينا من هذا الصراع بتقليد ما يأتى الينا من الغرب دون أى محاولة للخلق الفنى والإبداع، ونحن بالتأكيد نستطيع التوصل إلى افكار وأشكال مختلفة فقط الأمر يحتاج إلى قدر من الاجتهاد والتركيز، وأيضا قبل ذلك يحتاج إلى موقف من إدارات القنوات المختلفة بأن تتيح الفرصة لمن لديه القدرة على الابتكار، وعليها أن يدرك أن الجرى وراء الافكار التى نستوردها ونقلدها له نهاية وقريبة، لأن مثل هذه الافكار تستنفد بعد فترة بسيطة للغاية.
وتابع: للاسف استنساخ البرامج الغربية أصبح سائداً فى الوقت الحالى بشكل غير مقبول، وأنا شخصيا أرفض فكرة برنامج «The Voice Kids» صحيح أنه تشجيع للأطفال على ممارسة الفن وإظهار مواهبهم ولكن من المعروف أنه مع السن تتغير أمور كثيرة حيث إن الصوت يحدث فيه تغيير بشكل كبير، وحينما يحدث ذلك يفقد تأثيره على الجمهور ويصاب الشخص بإحباط.
واستكمل حديثه قائلاً: اذكر أنه عندما اكتشفت آمال ماهر وعمرها 14 عاما، وعندما قدمتها فى احتفال كبير لعيد الإعلاميين كان رأى الموسيقار صلاح عرام، أنه قرار انتحارى لأنها فى هذا العمر لا تدرك قيمة أنها تغنى امام كاميرات ورئيس ومسئولين وغير ذلك بالإضافة إلى أن صوتها سيتغير مع الوقت، ولكن الحمد لله تجاوزت آمال  هذا الأمر، وآمال ماهر أجمل وأقوى صوت حاليا فى الساحة وإن كان لم يجد اللحن الذى يكشف كل ما يستطيع من هذا الصوت، كما لدينا فقر فى كلمات الأغانى والألحان لا يوجد بها اجتهاد.
وأشار قائلا: نحن مصيبتنا الكبرى  العجلة والاستسهال وعدم التعمق فى الأمور، بعكس أيام المطربين الكبار من عبدالحليم وعبدالوهاب وفريد الاطرش والأجيال بعدهم إلى أن جاء جيل هانى شاكر، كانوا يأخذون سنوات فى اختيار الكلمة واللحن بعكس الأمور حاليا، وهذا ما أدى إلى حالة تراجع لدينا، وأصبحت الساحة المصرية حاليا تستقطب أصواتاً عربية وصحيح هم أهلنا، لكن اللهجة المصرية والصوت المصرى تراجعا بشكل غير مقبول.
ومن جانبه قال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إن البرامج العالمية مسألة متبع بها فى كل تليفزيونات العالم بأن يكون هناك برنامج يحقق اختراقاً، وبالتالى القائمون على انتاجه يبيعون فكرته إلى تليفزيونات أخرى وهذه مسألة معروف بها فى كثير من الدول والأنظمة المتقدمة أيضاً التى تستعين بهذه البرامج وتقدمها فى نسخ جديدة.
وأضاف إنه حينما تزيد هذة المسألة عن نطاق وحد معين، تبدأ الظواهر السلبية بأن كثرة الاستعانة بالبرامج العالمية تعنى ضيق أفق فى الصناعة وعدم القدرة على الابتكار وفقر فى الأفكار والاستسلام إلى أنماط برامجية وفنية غربية، والتى بناء عليها تظهر العوامل السلبية، ولكن إذا تمت الاستعانة بهذه البرامج فى حدود معقولة يعد أمراً عادياً وطبيعياً ليس خاطئاً.
وتابع: إن هذا الأمر ليس شراً مطلقاً ومسألة معمول بها ولكن الفكرة كيف تصبح لدينا نسخ من البرامج التى يمكن أن تستنسخ فى منظومات إعلامية أخرى، وهذا الحل للحد من هذه البرامج المستوردة، أى نمتلك أدوات إبداعية وانتاجية تمكننا من ابتكار نسخ برامجية، وخاصة أن لدينا تاريخاً فى الريادة الإعلامية فى منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى هذه المسألة تحتاج إلى قدر من الإبداع وتوافر القدرات الانتاجية والبعد عن الاستسهال الذى يجعل أطقم العمل الإعلامى تلجأ إلى الوصفات الرائجة وهى البرامج التى أثبتت نجاحاً فى دول أخرى دون أن تعرف أن هذه البرامج كانت فى يوم من الأيام فكرة فى ذهن شخص واحد.