السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صالون تغريد فياض الثقافى اللبنانى يحتفى بالترجمة

صالون تغريد فياض الثقافى اللبنانى يحتفى بالترجمة
صالون تغريد فياض الثقافى اللبنانى يحتفى بالترجمة




كتب ـ  خالد بيومي

خصص صالون تغريد فياض الثقافى اللبنانى محوراً عن الترجمة وإشكالياتها بالمركز الثقافى الروسى بالدقى. وأكدت الشاعرة والمترجمة تغريد فياض أن الترجمة لا غنى عنها فى عالم اليوم لأنه لا توجد ثقافة مكتفية بذاتها، والترجمة عملية دينامية متطورة فى تجدد مستمر. وهى تسهم فى استكشاف عوامل القوة والضعف والتحدى والتخصيب الفكرى والثقافى وتجعلنا ندرك جميعاً أن الحضارة الإنسانية واحدة متنوعة التجليات بفضل تنوع الاستجابات وأنها ثمرة انفتاح وتفاعل حر، وإن شابتها تحيزات فمآلها إلى زوال؛ هذا من دون أن نغفل مبدأ حاكم هو أن صراع المصالح قانون الوجود.
أما شريف جاد مسئول النشاط الثقافى بالمركز الثقافى الروسى فأشار إلى أننا نترجم من أجل المعرفة، وعبر عن خيبة أمله أن الترجمات العربية عن الثقافة الروسية لا زالت مقتصرة على إبداعات الرواد أمثال: دستيوفسكى وبوشكين وتولستوى وجوجول. فى حين هناك مئات الأدباء الذين تجاوزوا الستين ويعيشون فى روسيا وهم نجوم على مستوى العالم ولا نعرف عن إبداعهم شيئاً. وأضاف أن الترجمة إحدى أهم أدوات القوة الناعمة للثقافة. ووجه جاد اللوم لروسيا فى عدم طباعة أعمال المستشرقة الروسية الراحلة مؤخراً فاليريا كيربتشينكا التى ترجمت العديد من الأعمال الروائية المصرية إلى اللغة الروسية ولم تطبع حتى الآن مثل اعمال لجمال الغيطانى ويوسف القعيد وبهاء طاهر وصنع الله ابراهيم وادوار الخراط ومجيد طوبيا وغيرهم. أما المترجم وجيه القاضى فأكد أن الترجمة لا يمكن إتقانها إلا بالدربة والممارسة، وهذا يعتمد على الموهبة. ولفت إلى ظاهرة مهمة ومترسخة إلى أن المترحم أحيانا ما يعطى للنص الأصلى قيمة أكبر مما يستحقه وضرب مثالاً برباعيات الخيام التى ترجمها الشاعر الراحل أحمد رامى التى تعد ترجمة وجدانية أكثر عمقاً من النص الأصلى الذى كتبه الخيام. وأسف القاضى على نظرة البعض للمترجم على أنه مبدع من الدرجة الثانية ، فى حين أنه يقف على نفس الخط الذى يقف عليه المؤلف الاصلى لانه مطالب بنقل روح اللغة التى ينقل عنها ولابد أن يكون المترجم ملماً بعلم مقارنات اللغات.
وعبر عن إعجابه بميراث شيوخ القانون فى مصر الذين نجحوا فى نقل المصطلحات القانونية والدستورية الفرنسية إلى العربية بدقة بالغة .
أما الناقد والمترجم ربيع مفتاح فأشار إلى أن الترجمة جسر بين ثقافتين، وعبر عن أسفه فى الاهتمام الزائد بترجمة الأعمال الأدبية وتهميش الاعمال العلمية وفسر هذه الظاهرة بأن القائمين على مشاريع الترجمة فى مصر والعالم العربى معظمهم أدباء ومبدعين. فالترجمة لا تقوم على الثقافة وحدها ولكن هناك تبادلا تجارياً واقتصادياً وسياسياً. واشار الى أن الترجمة الإلكترونية ليست بديلاً عن الترجمة البشرية وضرب مثالاً بالمشكلات الناجمة عنها بزيارة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر إلى اليابان التى طلبت نوعاً من اللحم وتم الاستعانة بالترجمة الإلكترونية وأعطت الكلمة المقابلة لها فى اليابانية إيحاءاً جنسيا ً وكادت تحدث أزمة دبلوماسية بين اليابان وانجلترا.
فالترجمة هى نوع من قهر العزلة للدول. واشاد مفتاح بتجربة المترجم حلمى مراد الذى نقل عيون الادب العالمى إلى العربية ضمن سلسلة «كتابى» واتبع اسلوب الترجمة التلخيصية واستلهم أفكاراً واقتبس موضوعات أثرت ثقافتنا العربية.
اما الدكتورة نوران فؤاد المترجمة عن اللغة الكورية فعبرت عن استيائها لإهمال الترجمة عن الثقافة الأسيوية والتى بدأت على استحياء عقب فوزالأديب الصينى مويان بجائزة نوبل مؤخراً قبل عامين. واشارت إلى انه تم تخصيب اللغة الكورية بمفردات من اللغتين الصينية واليابانية حيث احتلت هاتين الدولتين كوريا لفترات طويلة.
واشارت إلى تضامن كوريا مع ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، حيث أنشات كوريا 450 مصنعاً فى صعيد مصر خلال الثوريتن ولم تنسحب من الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة مثلما فعلت العديد من الدول الأخرى. ولفتت فؤاد إلى أن الحضارة الكورية عمرها 450 عاماً ولذلك هم يقدرون ويحترمون الدول العريقة حضارياً فى ومقدمتها مصر بالطبع . وكشفت ان اللغة الكورية فيها مستويات متعددة من الاحترام حسب مكانة الشخص وأهميته. والمترجم ليس ناقلا ولكنه متذوق للحضارة. وأشارت إلى حدوث انفراجة فيما يتعلق بقانون الملكية الفكرى فى الترجمة وهى صدور القانون عام 1996 والذى يسمح بترجمة أعمال المؤلف بعد مرور ثلاث سنوات على صدور العمل بشرط أن يكتب اسم المؤلف واسم المترجم على العمل فور صدوره.