الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صراع خليجى - صينى - أوروبى لاقتناص «كعكة» مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة

صراع خليجى - صينى - أوروبى لاقتناص «كعكة» مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة
صراع خليجى - صينى - أوروبى لاقتناص «كعكة» مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة




كتب – طه النجار


تصاعدت حدة المنافسة بين الشركات العالمية المختلفة للفوز بتنفيذ مشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة مع إصرار العاصمة على تصميم المدينة وتنفيذ المبانى الحكومية أو تنفيذ مشروعات عقارية وسياحية وترفيهية بها سواء من جانب المستثمرين المصريين أو الخليجيين أو الصينيين أو الأوروبيين.
عرضت شركات خليجية كبيرة الدخول لتنفيذ مشروعات بالمدينة سواء فيما يتعلق بعملية إنشاء المبانى الحكومية أو أخذ مشروعات سياحية وعقارية وترفيهية لتنفيذها،فبعد فشل المفاوضات مع شركة إعمار الإماراتية ورئيسها العبار تقدمت عدة شركات إماراتية للفوز بعقود تنفيذ مشروعات بالمدينة وفقا للشروط المصرية وعلى رأسها شركة إعمار نفسها.
كما تدرس الحكومة المصرية عدة عقود سعودية لتنفيذ مشروعات بالمدينة والمفاجأة إعلان شركات عقارية قطرية تعمل فى مصر عن استعدادها للاستثمار فى مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك تدرس الاستثمار شركات بحرينية وأخرى كويتية متخصصة فى الاستثمار السياحى والعقارى والترفيهى بعضها يعمل فى مصر وشركات أخرى تدخل عالم الاستثمار المصرى لأول مرة.
وعلى الجانب الصينى وقّع الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ورئيس مجلس إدارة شركة «mcc» الصينية، مذكرة تفاهم، تتولى من خلالها الشركة الصينية أعمال تصميم وتمويل وتنفيذ المدينة الترفيهية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
 وقال وزير الإسكان: الشركة الصينية هى إحدى أكبر شركات المقاولات، ولها خبرة كبيرة فى مختلف المشروعات، مشيرا إلى أن المدينة الترفيهية من المخطط إنشاؤها على مساحة ٦٠٠ فدان، وستكون على أعلى مستوى من التنفيذ، وتضاهى مدينة «ديزنى لاند» العالمية.
وأشار إلى أن مسئولى الشركة الصينية عرضوا أيضا الشراكة فى أعمال الصيانة والإدارة، بعد الانتهاء من التنفيذ، الذى سيستغرق عامين ونصف العام، أو ٣ أعوام، كما أكدوا استعدادهم لتنفيذ أعمال أخرى، مثل محطات المياه والصرف الصحى، وجميع أعمال الكهرباء.
 وعقب توقيعهما العقود المشروطة لمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيسين المصرى والصينى، قام الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بتوقيع العقود التفصيلية للمشروعات مع رئيس مجلس إدارة شركة «CSCES» الصينية، بمقر وزارة الإسكان.
 وأكد وزير الإسكان أن المشروعات التى تم توقيع عقودها تشمل تنفيذ 12 مبنى للوزارات، ومبنى مجلس الوزراء، والبرلمان، وقاعة المؤتمرات الكبرى، وأرض المعارض، مشيراً إلى أن الشركة الصينية ستحصل على قرض يصل إلى 3 مليارات دولار من أحد البنوك الصينية لتمويل تنفيذ هذه المشروعات.
 وشدد الدكتور مصطفى مدبولى، خلال لقائه والمسئولين الصينيين، على ضرورة الإسراع بإنهاء إجراءات القرض، والبدء فى تنفيذ المشروعات التى تم توقيع العقود الخاصة بها، مشيراً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتابع هذا الملف باهتمام شديد، ووزارة الإسكان من جانبها ستقوم بتذليل أى صعوبات تواجه الشركة الصينية فى أعمالها المختلفة.
 وأوضح الوزير أن بعض هذه المشروعات من المقرر الانتهاء منها خلال عامين ونصف العام، وبعضها سينتهى فى 3 أعوام، وهذا تحدٍ كبير، نعمل جميعاً على النجاح فيه.
 من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة شركة «CSCES» الصينية اهتمامه بهذه المشروعات التى تُعد باكورة أعمال الشركة فى مصر، مشيراً إلى أن الشركة لديها خبرة كبيرة فى مثل هذه المشروعات، وسبق لها تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى، موجهاً الدعوة لوزير الإسكان وفريق العمل لزيارة الصين، ومقر الشركة، وتفقد المشروعات التى نفذتها الشركة.
 وتم التأكيد فى نهاية الاجتماع على أن يكون هناك تعاون كامل بين الشركة الصينية، وشركة المقاولون العرب وبتروجت اللتين تم توقيع مذكرات تعاون بينها بشأن تنفيذ مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، على أن يتم أيضاً الاعتماد على استخدام الخامات المصرية فى مختلف الأعمال.
وعلى الجانب الاوروبى التقى الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بمكتبه بالوزارة، وفداً ألمانياً، يضم وكيل وزارة الخارجية الألمانى، ووكيل وزارة الإسكان والبناء والبيئة، ونواباً من البرلمان الألمانى، ورئيس هيئة البناء، وبعض المسئولين الألمان الآخرين.
 فى بداية اللقاء رحب وزير الإسكان بالوفد الألمانى، متمنياً لهم إقامة سعيدة فى مصر، ومعبراً عن سعادته بوجودهم فى وزارة الإسكان.
 وتقدم أعضاء الوفد الألمانى بالشكر الوافر للوزير وللمسئولين المصريين بوجه عام، معبرين عن اهتمامهم بالتعرف عن قرب على الوضع السياسى والاقتصادى لمصر، فى هذه المرحلة التى تتطلع فيها البلاد لتنفيذ مشروعات كبرى.
 وأشار أعضاء الوفد الألمانى إلى رغبتهم فى التعرف على تفاصيل أكثر عن المشروعات المستقبلية، وعلى رأسها بالطبع العاصمة الإدارية الجديدة، وتخطيط المدن الجديدة، وكذا مشروعات البنية التحتية.
وأعلن الوفد الألمانى أنهم يدركون أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه مخططات طموحة جداً فى مجال الإسكان وتخطيط المدن، وهم على استعداد للتعاون مع مصر فيما يخدم تحقيق هذه الأهداف، ولدى ألمانيا شركات من الممكن أن تتعاون فى هذه المشروعات.
وشرح الدكتور مصطفى مدبولى مهام وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للوفد الألمانى، مشيراً إلى أن أحد أهم أولويات الوزارة تتركز حالياً فى تنفيذ مشروع المليون وحدة للإسكان الاجتماعى، الذى يخدم شريحة محدودى الدخل والشباب، معلناً أن الوزارة تعمل أيضاً على أن تكون هناك مشاركة من القطاع الخاص بأطر وقواعد محددة، لتنفيذ وحدات سكنية تخدم هذه الشريحة، وكذا شريحة متوسطى الدخل.
 وقدم الوزير عرضاً عن خطط الوزارة لتوفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحى للمواطنين على مستوى الجمهورية، ثم قدم شرحاً لجهود الدولة فى إنشاء المدن الجديدة، التى أصبحت تستوعب حالياً ما يزيد على 5 ملايين نسمة، وأسهمت فى انفراجة كبيرة، وتخفيف الضغط عن المدن القديمة، وهنا قدم أعضاء الوفد الألمانى الشكر لمصر ومسئوليها على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين من الدول المجاورة، وحسن معاملتهم.
 ثم قدم وزير الإسكان عرضاً عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعد امتدادا للقاهرة، مؤكداً أن الهدف إنشاء مركز إدارى جديد، للتغلب على مشاكل القاهرة القديمة، وبحيث يكون هذا الموقع الجديد متوسطاً بين العاصمة القديمة، ومشروعات التنمية فى قناة السويس، مضيفاً: نعمل على أن تكون العاصمة الإدارية الجديدة على أعلى مستوى فى التنفيذ بحيث تكون مدينة ذكية، خضراء، مستدامة، بها وسائل نقل ومواصلات جيدة جداً، حيث يتم الاعتماد على مجموعة من الطرق السريعة والإقليمية التى تربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة والمدن الأخرى، فالعاصمة الإدارية الجديدة تبعد حوالى 40كم عن نهر النيل، و60كم عن قناة السويس.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه تم تقسيم التنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى مراحل، وكل مرحلة مستقلة ذاتياً موضحاً أن المرحلة الأولى على ١٠٥٠٠ فدان تقريبا، وستضم مبانى للوزارات، ومجلس الوزراء، وقاعة كبرى للمؤتمرات، وأرضاً للمعارض، وعدداً كبيراً من الوحدات السكنية لمختلف الشرائح، ستبدأ كحكومة ببناء 15 ألف وحدة منها، بينما سيتولى القطاع الخاص تنفيذ الباقى، إضافة إلى أنه سيكون هناك حى دبلوماسى للسفارات والسكن أيضاً، وسنشجع السفارات على الانتقال، وآخر للمال والأعمال، كما سيتم تنفيذ أكبر حديقة على مستوى العالم.
 وأوضح وزير الإسكان أنه تم البدء فى أعمال البنية الأساسية بالمشروع، وتم الانتهاء من تصميمات جميع المبانى الوزارية، وسيتم طرح المشروعات الاستثمارية بالمرحلة الأولى على القطاع الخاص سواء من داخل مصر أو خارجها، وبالفعل تلقينا، وما زلنا نتلقى، طلبات كثيرة من شركات مختلفة لتنفيذ مشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة.
 وفى نهاية الاجتماع عبر أعضاء الوفد الألمانى عن إعجابهم بهذا المشروع.. التحدى، وتنفيذه فى هذه المدة، مشيرين إلى أن المسئولية الملقاة على من ينفذونه ثقيلة جداً، فأجاب الوزير: «ربنا يعيننا إن شاء الله».